صاحبة صوت وحضور وجمهور مميز وواحدة من سوبر ستار الغناء العربي، دائما يشغلها ويقلقها ما يحدث في الوطن العربي وما يدور في مصر وتونس فهي ابنة البلدين ودائما لا تفرق بين وطنها الأم تونس ووطنها الأب مصر.. لطيفة تعيش مشاعر حزينة وموجعة بسبب رحيل رفيق وصديق عمرها كما تصفه الموسيقار عمار الشريعي وحزنها أكثر لعدم حضورها بسبب ظروفها لحضور وداعه الأخير. وتقول المطربة لطيفة: رحيل عمار صاحب الموهبة الفذة في الموسيقي ضاعف آلامي وأحزاني من حالة التقسيم والانقسام الدائرة في الشارع المصري والتونسي وزادني جرحا لأنه كان صاحب رؤية وصوت عاقل ويضحك ويبتسم ومتفائل رغم كل آلامه وكنت أشعر بالدفء والثقة والتفاؤل عندما أحدثه. وقالت لطيفة في تصريحات خاصة ل«الوفد»: للأسف خبر رحيل عمار أوجعني وضاعف أحزاني وخسارة كبيرة رحيله في هذا التوقيت الذي يسود فيه الانقسام الشارع العربي والمصري وعمار بالنسبة لي قامة وقيمة كبيرة وصاحب فضل كبير في نجاحي بمصر وقدم لي ألبومات متميزة ومازالت في ذاكرة جمهوري مثل «أكتر من روحي بحبك - أرجوك اوعي تغير» وكان آخر تعاون بيننا عندما قدم لي 15 دعاء دينيا لإذاعة الشرق الأوسط منذ 3 سنوات. وأضافت لطيفة: من في مثل موهبة وعطاء ونجاح وتميز عمار لا يحتاج لتكريم لأن الجمهور العربي كله كرمه في حياته ولن ينساه بعد رحيله فهو بصمة لن يمحوها الزمن في وجدان عشاقه ومطربيه الذين نجح في تلميع موهبتهم وأنا واحدة منهم ولن يمكن أن ينساه أحد. كيف تعيشين أجواء التقلبات في الشارع المصري والتونسي؟ - أنا في رحلة تكريم في لبنان من جمعية مهمة جدا وكنت أعيش مشاعر مختلطة ومتناقضة وعشت سعادة وقتية لتكريمي في هذه الظروف التي يهاجم فيه الفن بكل ألوانه من تيارات متشددة ويمنع نجوم فن وطرب في بلدي من أداء رسالتهم مثلما حدث للممثل التونسي المعروف لطفي العلي ولطفي بوشناق ويمنع شاعر عظيم من إلقاء شعره وفي مصر تهاجم فنانات محترمات ويتعرض بعضهم للتهديد والوعيد ويلقي بالفن في الجحيم مع أنه رسالة عظيمة وإحدي أهم علامات التحضر للأمم وكل هذه الأحداث بالطبع جعلتني أعيش أجواء حزينة ومزعجة ويشعرني بالقلق المستمر بسبب غياب صوت العقل في الشارع العربي وتأخذ الحكام شهوة وسطوة الكرسي وأضافت: أنا شخصيا تنبأت بكل ما يحدث في الوطن العربي من خلال مسرحيتي «حكم الرعيان» مع منصور الرحباني وحذرنا مما ينتظر أوطاننا من مصير سيئ وفوضي وعدم استقرار. وفي رأيك من ترين أنه وراء هذه الفوضي في الأوطان العربية؟ - لا نستبعد وجود مؤامرات وأيادٍ خارجية هدفها تقسيم الوطن في مصر وتونس وسوريا هدفهم بث الفتنة والفرقة في الشارع العربي ساعدها في ذلك شهوانية من يريدون الكراسي والمناصب وعدم الوعي في الشارع واختلاط الأفكار.. فهل يعقل أن يحدث ما نشاهده في مصر وتونس فهو شيء غريب في شكله وتوقيته لم نر طوال حياتنا أن يقتل مصري شقيقه وابن عمه وجاره، كل يوم يقع منا وطن عزيز فمصر طوال عمرها أم لكل الناس والأديان والعرب كيف يقع شعبها في هذه الفتنة وهذا البلاء. وفي رأيك كيف الخروج من هذه الفتنة الكبري؟ - لابد أن يستعيد الشارع العربي والتونسي والمصري تحديدا وعيه ويستيقظ عقله وقلبه ويعي ويفهم المؤامرة ويتصدي لها وللتمويل الخارجي ويعمل بقلب صاف لمصلحة وطنه وأن يسعي للاستقرار ويعرف قيمة الأمن والوحدة والتوحد لمصلحة وطنه فنحن شعوب أصحاب حضارة ومنارة وقيمة وتاريخ ومصر أم الدنيا إن سلمت سلم العالم العربي وإن وقعت وقعنا جميعا ومن يحاولون بث الفتنة والانقسام بها يعرفون قيمتها وقامتها وأهميتها للعالم العربي. وأضافت: مازال أمل الخروج من أزماتنا في يد الشارع الواعي حتي لا تضيع أوطاننا وأن يختار من عندهم دين وكفاءة ويتقي الله في وطنه وأقول لكل الحكام العرب اتقوا الله في دينكم ووطنكم ويتقي الله في دنياه وشعبه ويعمل حساب آخرته وليس حساب الكرسي سواء في مصر أو تونس لأن كل ما يحدث ليس في صالحنا أو صالح الوطن لكنه في صالح الآخرين. في هذه الأجواء أين وصلت بألبومك؟ - كان مفترضا أن ينزل للجمهور منذ العام الماضي لكن في ظل حالة عدم الاستقرار أجلته أكثر من مرة وهو مازال جاهزا وانتهيت من تسجيله في مصر منذ أسبوعين ومنتظرة تهدأ الأمور وهو يضم عدة أغان متنوعة مصري وتونس ووطني وتعاونت فيه مع نجوم اللحن والكلمة منهم: وائل عقيد ومحمد الصاوي ومحمد رفاعي وهو من إنتاج شركتي. وماذا عن مشروعك الدرامي؟ - بصراحة هذه الأجواء لا يصلح العمل فيها وبالطبع لديّ مشروع درامي مؤجل حتي تهدأ الدنيا وكان نفسي أرجع للسينما لكن نفس المشاعر ونفس الأحوال المتوترة جعلتني أترقب الهدوء وأنشد الاستقرار خاصة في ظل حالة الهجوم غير المبرر علي الفن والغناء وأنا مستغربة من هذه الهجمة لأنه لا يعقل أن يحاسب بشرا بشر مثله. وما رأيك في برامج مسابقات الغناء؟ - شيء جيد أن نبحث عن بهجة وأمل وسط هذا الجدل والتوتر ومعظمها برامج جيدة وقدمت أصواتا جميلة تستحق أن نراها ونحمد الله أن هناك من يهتم بمثل هذه البرامج التي كشفت عن مواهب في هذه الأيام حتي لو كان الهدف منها شيئا آخر. وما رأيك في تجربة مشاركة نجوم الغناء في هذه البرامج؟ - طبيعية ومهمة لأنهم الأقدر علي كشف هذه المواهب وأنا سبقتهم بتقديم برنامج متميز عن الموسيقي والغناء في mbc وأقابل فيها نجوما أحبهم وسنطلق نسخة ثالثة من البرامج قريبا. أخيرا.. ماذا تقولين لتونس ومصر؟ - إن شاء الله الأمل قريب والاستقرار قادم والشعب سيصحو من غفلته ويعود لعقله ويعرف قيمة وطنه وسنرد كيد من يتربصون وسنقطع كل الأيادي الخارجية التي تلعب في شرايين أوطاننا وسنغني ونقدم فنا حضاريا وراقيا لأننا بلاد الفن والآداب حتي لو علي رقاب المتربصين.