ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أنه بعد توافق الآراء بشأن أيام الرئيس السوري "بشار الأسد" التي باتت معدودة في سوريا وأن نظامه وقواته على وشك الإنهيار، يقول الدبلوماسيون وخبراء الشرق الأوسط أن الصورة المقلقة لسوريا تنبثق من الإخطار المتوقعة من استمرار الحرب الأهلية المندلعة في البلاد حتى بعد سقوط الأسد. وأوضحت الصحيفة أن المخاوف المتزايدة في سوريا لم تعد كامنة في وجود "الأسد" من عدمه، بل تركزت في عملية القتال الطائفي في جميع أنحاء المدن الرئيسية في دمشق وحلب وحمص، مضيفة أن البلاد باتت تشهد عمليات عسكرية لتصفية الحسابات وعمليات انتقامية من جانب المسلمين السنة ضد المسيحيين والأكراد والشيعة واليهود. وأشارت الصحيفة إلى وجود بعض الجماعات الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة والموجودة في طليعة الحركات الناجحة في سوريا والتي تسعى للاستيلاء على الأراضي والأسلحة من النظام السوري المنهار وزيادة نفوذهم مع حكومة الظل التي تشكلت حديثًا والمجالس العسكرية التي تستعد للسيطرة على زمام الامور بعد سقوط الأسد. ولفتت الصحيفة إلى أنه من الأمور الأكثر قلقًا في سوريا، حالة اليأس التي أصابت قوات "الأسد" التي تعاني من خسائر فادحة في معاقلهم التاريخية، وهو ما جعلتهم يطلقون صواريخ سكود على مناطق الثوار والمدنيين وانتشار عمليات القصف الجوي للمنازل والمنشأت المدنية لترك البلاد في حالة يرثى لها. ورأت الصحيفة أن سقوط "الأسد" بات قريبًا في ظل المكاسب الإقليمية والدولية التي يحققها الثوار السوريين، فضلا عن "الهيمنة النفسية" التي حولت مسار الحرب في صالح المعارضة التي تعاني من مقتل ما لا يقل عن 800 سوري كل شهر. ومن جانبه، حذر "اندرو تابلر"، زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، من أن الولاياتالمتحدة فوتت على نفسها فرصة جيدة للمساعدة في تشكيل مرحلة ما بعد الأسد من خلال رفضها لعب دورًا أكبر بتسليح الثوار وتقديم المشورة لقواتهم في سعيهم للإطاحة بنظام الرئيس السوري. وأضاف تابلر "في ضوء تقاعس أمريكا وتراخيها، يتجه الثوار نحو الإسلاموية والمشاعر المعادية للغرب." وفي الوقت ذاته، قال بعض المحللين أن إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" قدمت نجاحًا يذكر في سوريا، حيث عهدت إلى الوقوف بجانب المعارضة وجلب الأسد إلى الهاوية دون أي تدخل عسكري مباشر من جانب الولاياتالمتحدة.