سلطت صحيفة "جارديان" البريطانية الضوء على الفوز الذي أحرزه الإسلاميين في الاستفتاء ونجاحهم في إقرار الدستور الجديد الذي كان مجال لإثارة الجدلمؤكدة أنه النجاح الثالث الحقيقي للإسلاميين على التوالي في الانتخابات منذ الإطاحة بالرئيس السابق "حسني مبارك". وقالت الصحيفة إن النجاحات تتوالى على الإسلاميين منذ خروجهم على الساحة السياسية دون حظر، وبدأت بحصولهم على أغلبية ما يقرب من 70% من أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية الأولى، ثم صعود الرئيس "محمد مرسي"، القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، إلى الرئاسة وانتهت بنجاحهم في تمرير الدستور. وأعلنت اللجنة الانتخابية أمس الثلاثاء أن الناخبين وافقوا بأغلبية ساحقة على الدستور الذي صاغه حلفاء الرئيس "محمد مرسي"، وأظهرت الأرقام النهائية تأييد الدستور بنسبة 63،8٪، بنسبة مشاركة رسمية 32،9٪، مما يمهد الطريق لانتخابات برلمانية في غضون شهرين تقريبا. وأشارت الصحيفة إلى أن المصادقة على دستور مصر الجديد في الاستفتاء، يشير إلى فوز "مرسي" في الحصول على الدعم من شعوب الجماهير وسط مخاوف متزايدة بالنسبة للاقتصاد. وأضافت الصحيفة قائلة:"بعد المعارك الدامية التي شهدتها الشوارع نتيجة معارضة الليبراليين والعلمانيين والمسيحيين للدستور الجديد باعتباره مزيج خطير بين السياسة والدين، ولكن الرئيس أصر على أنه يقدم حماية كافية للأقليات، وضروري لإنهاء عامين من الاضطرابات وعدم اليقين السياسي وإنقاذ للاقتصاد، خاصة بعد أن خفض التصنيف الائتماني لمصر". وأعلنت السلطات قبل ساعات من إعلان النتيجة، فرض حظر على السفر داخل أو خارج البلاد بقيمة أكثر من 6200 دولار لوقف هروب رأس المال، بعد أن قام بعض المصريين بسحب مدخراتهم من البنوك خوفًا من فرض قيود أكثر صرامة. وكانت نتيجة الاستفتاء، الذي عقد في 15 ديسمبر و22 ديسمبر، خيبة أمل للمعارضة التي مارست العديد من الضغوط على السلطات لإعادة فرز الأصوات، بعد أن أعلنت حدوث انتهاكات وعمليات تزوير منظمة في الاستفتاء.