لمّا خلق الله -تعالى- آدم -عليه السّلام- وأمر الله -تعالى- الملائكة أن يسجدوا لآدم تكريماً له، تكبّر إبليس ورأى أنه أفضل من آدم، فطرده الله -تعالى- من الجنّة، وجاء في القرآن الكريم: (قالَ فَاخرُج مِنها فَإِنَّكَ رَجيمٌ)، فأُثير الحسد والحقد على آدم في نفس إبليس، وعزم على غوايته وإخراجه من نعيم الجنّة التي منّ الله -تعالى- بها على آدم، حيث قال الله تعالى: (قالَ فَبِما أَغوَيتَني لَأَقعُدَنَّ لَهُم صِراطَكَ المُستَقيمَ*ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِن بَينِ أَيديهِم وَمِن خَلفِهِم وَعَن أَيمانِهِم وَعَن شَمائِلِهِم وَلا تَجِدُ أَكثَرَهُم شاكِرينَ)،[4] فبدأت عداوة وبغضاء إبليس على آدم وأصبح يسوّل لآدم الأكل من الشّجرة التي نهاه الله -تعالى- عنها حتّى أوقعه في المعصية، قال الله تعالى: (فَوَسوَسَ إِلَيهِ الشَّيطانُ قالَ يا آدَمُ هَل أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الخُلدِ وَمُلكٍ لا يَبلى*فَأَكَلا مِنها فَبَدَت لَهُما سَوآتُهُما وَطَفِقا يَخصِفانِ عَلَيهِما مِن وَرَقِ الجَنَّةِ وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى)،[5] ثمّ تاب الله -تعالى- على آدم وكفّر عن ذنبه، وأرشده وأرشد ذريّته من بعده أنّ إبليس عدوّ مبين لهم، فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ). وكذلك هو أسلوب الشيطان في الوسوسة لبني آدم حتّى قيام الساعة، فهو يعمل على تزيين المحرّمات ويحبّبها للإنسان، ويجعله يظنّ أنّ فيها الخير والهناء والسرور؛ حتى يوقعه فيها، فيبتعد عن رضا الله -تعالى- وعن جنّته.