يسأل الكثير من الناس عن اقسام الشهداء فأجاب الشيخ محمد فتحى العالم بالاوقاف وقال ينقسم الشهيد إلى ثلاثة أقسام، وبيان كل قسمٍ على النحو الآتي: شهيد الدنيا والآخرة: وهو المجاهد الذي يُقتل في سبيل الله -تعالى- مقبلاً غير مدبر، ولم يكن مراده متاعاً من متاع الدنيا، ففي الحديث عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: (جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، والرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ، والرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فمَن في سَبيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: مَن قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هي العُلْيَا فَهو في سَبيلِ اللَّهِ). شهيد الدنيا: وهو من قُتل في الجهاد، ولكن كان قتاله رياءً، أو حتى ينال غرضاً من أغراض الدنيا، ولم يكن في سبيل الله تعالى، فيُعامل في الدنيا معاملة الشهداء، فلا يُغسّل، ولا يُصلّى عليه، وأمَّا في الآخرة فإنه يُحاسب على سوء نيَّته، وقصده، وخبث طويّته. شهيد الآخرة: هو من يأخذ يوم القيامة أجر الشهداء، ولكن لا تجري عليه في الدنيا أحكام الشهيد من عدم الغُسل والصلاة، بل يُغسّل، ويُصلّى عليه، ومنهم؛ المقتول ظلماً من غير قتالٍ، ومن مات بسبب مرضٍ في بطنه، أو بسبب الطاعون، أو من مات غرقاً، كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الشُّهَداءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، والْمَبْطُونُ، والْغَرِقُ، وصاحِبُ الهَدْمِ، والشَّهِيدُ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ).