يقول الدكتور باسم ظريف استشارى القلب والشرايين التاجية بمعهد القلب القومى الأزمة القلبية مصطلح عام يطلق على عدة أمراض قلبية التى يأتى فيها ظهور الأعراض بشكل حاد فأزمات الشريان التاجى من الذبحات الصدرية والجلطات الشريان وهناك أيضا أزمات هبوط عضلة القلب الحادة مع الارتشاح الرئوى ويعتبر المثالين السابقين أكثر الأمثلة شيوعا فيما يجمل عنه فى التعبير العام «الأزمات القلبية» فالأزمات الحادة للشرايين التاجية هى تعبير مرضى حاد بأزمة الم حاد بالصدر مصطحب بعض الأعراض مثل القىء أو العرق أو أعراض الهبوط الحادة وهذه الأعراض جملة تعبير عن انسداد تام أو تحت التام «59-99» بأحد الشرايين التاجية وفى هذه الحالة يسهل على المريض التعرف على أن هذه الأعراض تعبر عن أزمة قلب حادة ولكن فى المقابل هناك قطاع ليس بقليل أن تأتى هذه الأعراض بدون سابق مرض الشريان التاجى «الجلطة الشريانية كأول عرض فى حياة المريض تعبر عن إصابته بمرض الشريان التاجى» فى هذه الحالة يصعب على المريض التمييز أن هذه إصابة فى القلب وقد يختلط عليه الأمر بأنها أعراض من الجهاز الهضمى أو من الرئة. ويضيف الدكتور باسم ظريف أن أزمات الذبحة الصدرية وجلطة الشريان التاجى تعتبر من أقصى درجات الخطورة والطوارئ فى مجال الطب إذ إن الدقائق بل الثوانى ذات قيمة عالية فى حياة المريض وفى عودته إذا ما تم شفاؤه بأمر الله إلى حياته الطبيعية وقد تهدد الجلطة حياة المريض خلال الدقائق الأولى من الإصابة وقد يسبق دخوله إلى المستشفى وهو ما يعرف على مستوى العامة «السكتة القلبية» وهى فى التعريف أعراض حادة مثلما سبق أن ذكرنا تسبب الوفاة خلال اقل من ساعة ولا تمكن المريض من الوصول إلى اقرب خدمة طبية لإنقاذه وفى حالة العلاج المتأخر وقدر للمريض الحياة فان العلاج المتأخر يؤدى إلى ضعف مفرط فى عضلة القلب ما يعوق المريض من العودة إلى حياته الطبيعية. ونخلص من هذا أن الازمات القلبية الحادة للشريان التاجى هى أزمات عالية الخطورة وعلى المريض إذا شعر بأشياء مما سبق أن ذكرنا من أعراض التوجه إلى اقرب مركز طبى أو مستشفى للتأكد من الإصابة بالشريان التاجى لأخذ العلاج المبكر وتفادى المضاعفات أو إلى التأكد من الخلو من الإصابة فى القلب وهذا طبعاً أفضل بكثير من الاعتماد على التفسيرات الاجتهادية من المريض والمحيطين بان الأعراض قد تتشابه مع مشاكل المعدة أو الصدر. والنوع الآخر من الأزمات القلبية هى أزمات هبوط القلب الحاد وقد تأتى كما سبق وذكرنا إما لضعف سابق لعضلة القلب أو التطور أزمة انسداد الشريان التاجى «الجلطة» بشكل سريع، وتعبر أزمة هبوط القلب عن نفسها بإحدى العلامات وهى الاختناق «النهجان الشديد» مع العرق وهو ما يسمى طبياً بالارتشاح الرئوى، أما العلامة الأخرى لهبوط القلب فقد تأتى فى شكل هبوط عام فى الدورة الدموية وانخفاض شديد فى الضغط وفى اغلب الظن أن هذه الأعراض تأتى لما لدية إصابة سابقة بالعضلة أو كنتيجة لجلطة الشريان التاجى. ويؤكد الدكتور باسم ظريف أن الارتشاح الرئوى إحدى الازمات الخاصة لهبوط القلب والتى يكثر تكرارها خلال فترة الشتاء وتمتلئ أسرة الرعاية المركزة للقلب فى المستشفيات والمراكز المتخصصة بمرضى هبوط القلب والارتشاح الرئوى، أما أسباب كثرة هذا النوع من الأزمات القلبية فى الشتاء فهى تأتى نتيجة للبرودة الشديدة فيقل كمية العرق وتزداد كمية السوائل بالجسم فيظهر عجز عضلة القلب المريضة عن التعامل مع كمية السوائل الكثيرة بالجسم فيظهر الارتشاح الرئوى، أما السبب الآخر لزيادة الارتشاح الرئوى بالشتاء فهى الالتهابات الرئوية التى تكشف قصور كفاءة عضلة القلب عن العمل بشكل طبيعى. ويرى الدكتور باسم ظريف أن طرق الوقاية من ذلك المرض تكون من خلال اتباع بعض التعليمات وهى: من لديه إصابة سابقة بعضلة القلب عليه الالتزام بتقليل كمية الملح فى الطعام وعدم الإفراط فى شرب السوائل والالتزام بالجرعات الدوائية الموصوفة من الطبيب، وينصح بأخذ الأمصال الوقائية من الانفلونزا والالتهابات الصدرية فالوقاية من الالتهابات الصدرية تحمى من ظهور ضعف عضلة القلب والارتشاح الرئوى، أما عن الانسداد الحاد للشرايين التاجية «الجلطة» فالنصائح العامة هى الرياضة والإقلال من الأكلات الدسمة والبعد عن التدخين، وفى حالة ظهور أعراض حادة مثل الألم الصدرى الشديد أو النهجان الحاد ينصح المريض بالذهاب إلى أقرب مستشفى أو مركز طبى للتشخيص إذا ما كانت ذلك له علاقة بالقلب لسرعة تلقى العلاج لمنع تطور الحالة بأى مضاعفات.