قبول الله لعبادة مُعيَّنة تعني أن يرضى بها، ويُثيب صاحبها عليها، وأن يُحبَّها الله من العبد، ويرضى عليه بسببها. ولقبول العبادة شروط وأركان أساسيّة، وهي: الإخلاص: فقد قال الله -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ)؛ ويُعَدّ الإخلاص جوهر العبادة، وروحها، ومعناه: التوجُّه إلى الله -تبارك وتعالى- بالعبادة، وابتغاء وجهه الكريم بها، والإخلاص في النيّة محلّه القلب؛ إذ يُشترَط مع أيّ عبادة أن يقصد بها صاحبها وجهَ الله، لا أن يبتغي بها مدح الناس، أو الخوف من ذمّهم، أو ابتغاء التقرُّب منهم والحصول على حبّهم؛ أي أن لا يؤدّي العبادة بهدف الرياء، يقول -تعالى-: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا)؛. فالقصد يكون لله، أمّا إذا كان رياءً، فإنّ العمل يكون هباءً منثوراً. . عبادة الله كما شَرع: وهذا شرط لصلاح العبادة، وقبولها، قال -تعالى-: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ) فيلتزم الإنسان بالعبادة كما وردت في القَدْر، والسبب، والكيفيّة، وفي زمنها، ومكانها، وغير ذلك؛ فعلى سبيل المثال لا يجوز لمسلم أن يُضحّي بفرس؛ لأنّ الخيل ليست من أصناف الأضاحي، ولا يجوز لمسلم أن يُصلّيَ الظهر ستّ ركعات مثلاً. الصدق: ويُقصد بذلك الصدق بالعزيمة؛ حيث يجتهد الإنسان بامتثال أوامر الله سبحانه، والابتعاد عمّا نهى وحرّم، فيترك الكسل والعجز عن طاعة الله عز وجل. كمال المحبّة والخضوع: يقول ابن تيمية -رحمه الله-: "والعبادة تجمع كمال المحبة وكمال الذل"، ويقول: "وكل ما أمر الله أن يحب ويعظم فإنما محبته وتعظيمه لله"، والدليل على أن كمال المحبة والخضوع ركنٌ في العبادة قول الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ). وشرط صحة هذه المحبة؛ اتّباع النبي -صلى الله عليه وسلّم- والتي تشمل الصدق والإخلاص، يقول الله -عز وجل-: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ).