تحت عنوان "الاضطرابات أمر طبيعي بعد الانتفاضات"، استعرضت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في مقال مقتضب الأحداث المهمة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط في عام 2012، لاسيما الفوضى والاضطرابات التي اندلعت في معظم دول الربيع العربي بعد عام من انطلاق الثورات فيها. وقالت الصحيفة إنه بعد سقوط الطغاة والحكام الديكتاتوريين وبزغت وعود الحرية والعدالة والديمقراطية، عاشت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 12 شهرًا من الفرقة والانقسام وحالة الشك وعدم اليقين ترفرف على سمائها. وأوضحت الصحيفة أنه بمجرد وصول الإسلاميين بشكل قوي إلى سدة الحكم في بعض البلدان العربية، سرعان ما اندلعت الاحتجاجات ضد هؤلاء، خائفين من عصر جديد من الاستبداد وشكل مختلف من الديكتاتورية ولكن هذه المرة تحت راية الدين، وعندما ظهرت صناديق الاقتراع لأول مرة منذ عقود بات الرجال المتحدون في انتفاضات الأمس خصوم اليوم في السلطة، مصمون للدفاع عن القيم الحقيقية للربيع العربي من وجهة نظر كل جانب. وبدأت الصحيفة بالاضطرابات المندلعة في مصر والتي انطلقت بالإطاحة بالرئيس السابق "حسني مبارك" ولم تنته حتى الآن على خلفية الدستور المصري الجديد الذي يسعى الرئيس "محمد مرسي" من خلاله للتأسيس لدولة دينية، مما أثار حفيظة العلمانيين واليساريين والمسيحيين ليشكلوا جبهة، وإن كانت ضعيفة بعض الشيء، لتقف أمام المد الإسلامي في البلاد. واستطردت الصحيفة بالمشاكل والخلافات التي غمرت ثورات الربيع العربي التراب عليها ولكنها ظهرت مجددًا على الساحة الدولية والإقليمية، حيث لا تزال إيران والغرب وإسرائيل يخوضون حربًا كلامية وسياسية واقتصادية شرسة لم ترتقِ حتى الآن إلى عسكرية، مع المطالبات المتكررة من إسرائيل بالسماح لها بالقيام بضربة عسكرية ضد المنشآت الننوية الإيرانية التي يُعتقد أنها تُستخدم لتطوير سلاح نووي، وهي الفكرة التي لا يمكن أن يتقبلها الغرب. وحتى في تركيا التي ينظر إليها دول المنطقة على أنها منبع للديمقراطية والحرية، تشهد الآن موجة من العنف والقتال بين القوات التركية الحكومية وقوات حزب العمال الكردستاني في معركة على هوية الأكراد الذين يسعون إلى الاستقلال. وأشارت الصحيفة إلى سوريا على أنها الفصل الدموي الذي لم ينته في كتاب الربيع العربي، حيث تغرق البلاد في حرب أهلية بين الرئيس السوري "بشار الأسد" الذي لا يريد أن يشهد مصير نظائره من الدول الأخرى وبين الثوار السوريين الذين يسعون إلى الإطاحة بنظامه. وأضافت الصحيفة أن الحرب الأهلية في سوريا لم تقف إلى حدها فقط بل خرجت لتصل تركيا، التي أصبحت مصدر دعم للثوار السوريين، في اشتباكات بين القوات السورية والقوات التركية عبر الحدود المشتركة بينهما. وانتهت الصحيفة باستعراض الصراع المستمر بين حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في غزة وبين القوات الإسرائيلية، قائلة: "رغم نجاح الوساطة المصرية في تهدئة الأزمة، إلا أنه من المستحيل التوصل إلى حل وسط بين الجانبين".