عجيب أمر بعض مدّعى الدفاع عن الدين ، والتحدث بالنيابة عن كل الجموع ، غريب كل إفتراء على شركاء الوطن وإلصاق التهم جزافا وصرف الأنظار عن دستور الزيف والعار ، إنه لأمر يثير الشفقة على تلك العقول التى تنسخ من الأوهام أكاذيبا تصدقها ثم تصدرها للبسطاء الذين يرددون ويهللون لكل مايملي عليهم ممن يسمون أنفسهم بالدعاة ، الدعاة هم من يدعون للم شمل الأمة وخيرها دون تفريق ، لايسعون لتمزيق الوطن إلى شيع تتناحر فيما بينها ، كل فريق يعطى لنفسه الحق فى مصادرة كل رأى مخالف لرأيه ، بل زد على ذلك يحلل ويحرم كيفما يتراءى له ، ولامانع من حل سفك وإهدار دماء الأبرياء ، تصريحات هنا وهناك كفيلة بإذكاء نيران الفتن الطائفية البغيضة التى إن اشتعلت ، سبحان من أخمدها ، بالأمس خرج عليهم أحدهم متوعدا ، وكان يخاطب أنصاره بأن المسيحيين هم من يسعون لخراب البلاد هم من يقفون عند الإتحادية لإسقاط شرعية الرئيس مرسى ، هم المتعاونون مع الفلول ، هم سبب الحشد الطائفى والتصويت بلا على مشروع الدستور ، رغم أن الكنيسة بكل طوائفها أعلنت أنها لن تنجرف لأى معارك سياسية ، فقد تركت حرية الإختيار لأبنائها ، الأقباط كما المسلمين يقرأون ويحللون ويفهمون ثم يقررون لم يعودوا بحاجة لمشورة أو رأى من داخل أسوار الكنيسة ، فثورة يناير كسرت حاجز الخوف للمصريين جميعا ، يعتقد هذا الداعية أن الأقباط وراء كل الكوارث التى حلت بالبلاد ، بداية من معركة الجمل وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء ومذبحة بورسعيد هم أيضا من تسببوا فى غلاء الأسعار وانهيار سعرصرف الجنيه المصرى ، هم من يحضون على تكميم أفواة الصحفيين وقصف أقلامهم ، هم من أزهق روح شهيد الكلمة الحرة "الحسينى أبو ضيف " وسارعوا بالإعتداء على حزب الوفد وجريدته بكل همجية ، هم من يحاصر محيط المحكمة الدستورية حتى الآن ، ومنعوا قضاته الأجلاء من الدخول فعادوا أدراجهم ، هم من عذبوا الأبرياء بكل وحشية كما النازية على أبواب قصر الإتحادية وداسوهم ( بالجزم )، الأقباط هم الطامعون فى الإستحواذ على كل مفاصل الدولة ، يحاولون إقصاء الآخر وتهميشه وتصنيفه فى خانة الأقلية كمواطن درجة ثانية ، الأقباط هم الأعداء الحقيقيين الذين يهودون القدس ويسعون للتنقيب عن الهيكل المزعوم ، وإفراغها من تراثها العربى ، فيبنون المستوطنات ويطردون سكانها الأصليين ، الأقباط لايبغون إستقرارا للوطن ، هذه بعض مزاعم من خرج بالأمس يهدد بالدماء وحوله مريديه يكبرون ، تناسى أن اللعب بنار الفتن الطائفية لن تستثنى أحدا ، ستهوى السفينة بمن عليها خاصة إذا كان القبطان فى سبات عميق ، والسؤال المطروح الآن أين كان هؤلاء فى الأيام الأولى للثورة ؟ والميدان كان يعج بالأقباط والمسلمين المؤمنين بضرورة التغيير فارتأوا وجوب الخروج على الحاكم الظالم ، هنا نقطة نظام ( إرحل ) ، وصلى الجميع وحمى كل منهما الآخر واختلطت الدماء دون تمييز ، من قفز على السلطة من الأبواب الخلفية ليقطف الثمار وينقلب على الثوار والشركاء ؟ هؤلاء لايدركون أن المصريين باتوا يميزون بين الغث والسمين ، بعد عامين من الثورة باتوا فى المشهد فاعلين ، من الصعب خداعهم مرتين