من الأهمية هنا أن نبين أن صحيفة "المصريون" لا تدافع فقط عن "المسلمين".. فهي ليست صحيفة "طائفية".. وإنما "وطنية" تدافع عن حقوق الجميع: مسلمين وأقباطا .. وذلك إذا وقع ظلم على أي منهما. وفي حملتها الحالية على الكنيسة، فإنها لا تستهدف الأخيرة من منطلق طائفي وإنما من منطق "وطني" باعتبار الكنيسة مؤسسة دينية وطنية شأنها شأن الأزهر لا تعلو على النقد وليس لها أية حصانة روحية ذلك إذا أخلت بشروط تلك الحصانة.. فإذا وجدنا في الكنيسة تيارا متطرفا يعيث في البلاد والعباد فسادا، فإننا سنواجهه ونكشفه ونعريه ولن نتوقف حتى يتم تفكيكه وعزله.. وإذا وجد بها تيار اصلاحي مستضعف فإن "المصريون" ستسانده إلى أن تنتصر قوى التنوير على قوى الظلام .. والاعتدال على التطرف والقانون على البلطجة.. وهذا هو شأننا مع كافة الطيف السياسي أو التنظيمي في مصر. في حملتنا الحالية على الكنيسة، فإننا ندافع عن الأقباط قبل المسلمين، لأن المؤسسة الدينية المسيحية الرسمية في طبعتها الشنودية، باتت عبئا خطيرا على الجميع، وعبئا أكبر وأخطر على المسيحيين خاصة، بعد أن عزلتهم الكنيسة عن المجتمع وأثارت روح الكراهية فيما بينهم من جهة وبينهم وبين شركائهم في الوطن من المصريين من جهة أخرى. لم تحدث كل هذه الفتن الطائفية في مصر، إلا منذ استيلاء تنظيم الأمة القبطية المتطرف على أوعية وقنوات صوغ الرأي العام القبطي في مطلع سبعينيات القرن الماضي "العشرين".. ولم يحدث مثل كل هذه الانتهكات وازدراء الدين الإسلامي وسبه علنا والنيل منه ومن نبيه صلى الله عليه وسلم، واستفزاز الرأي العام المصري المسلم، والتي بلغت حد "قلة الأدب" إلا في مرحلة ما بعد البابا الراحل كيرلس السادس.. وكأن القيادات الكنسية التي ترفل في نعيم المال الطائفي المتدفق عليها بلا حسيب أو رقيب تتعمد الدفع بالبلد كلها إلى أتون الحروب الدينية التي تستقي خبراتها من تجربة المسيحية الغربية الدموية والتي خلفت الملايين من القتلى والمعاقين والأرامل واليتامى وجميعهم من المسيحيين. الكنيسة الأرثوذكسية المصرية وضعت الأقباط في مأزق تاريخي غير مسبوق، بعد أن عزلتهم وحاصرتهم داخل الكنائس والأديرة وغرست فيهم "كراهية الشريك المسلم" ووصفه بأنه "محتل" و" بدوي" و"لص" و"ضيف" وليس مواطنا مصريا.. والتحريض عليه ووضعه في علاقة "ثأر تاريخي" مع الأقباط ! هذا وضع لا يخلو من جنون وغياب للعقل والحكمة وهو ثمرة حشو عقول وقلوب الأقباط داخل الكنائس بكل ما يجعل من المصري المسلم عدوا لا يستحق إلا الثأر منه. أتمنى من الأقباط أن لا يسلموا عقولهم وقلوبهم لدعاة الفتنة والكراهية والحروب الدينية.. وأن يعوا أن لا الكنيسة ولا النظام ولا الامريكان سيحمونهم حال نجح كهنة الفتنة في اشعال الحرائق الطائفية.. وأنهم لن يجدوا ملاذا إلا في الاستظلال بالجماعة الوطنية المصرية حيث يعتبر الأقباط جزءا أصيلا منها وليس استثناء منها. [email protected]