ماحدث مساء السبت ،واعتداء المتأسلمين على مقر الوفد هو نموذج العمل الذى يريدون فرضه علينا خلال الفترة القادمة.. هذه هى طريقة الجماعات والميليشيات التى تريد السيطرة على هذا الوطن، وأى حديث عن خلاف سياسى أو فكرى عندهم.. غير مقبول، لأن هؤلاء البلطجية لا يعرفون الرأى الآخر، هم فقط يريدون سرقة الوطن وتطويعه، وتركيعه، حتى يخافهم الناس ، ولكن لأن لديهم قصوراً فكرىاً، وتشوهاً عقلىاً، فهم لايعرفون طبيعة هذا الشعب الذى قال «لا» بصوت عال يوم 25 يناير ، ولن يخضعوا بعد الآن لسيطرة حاكم مستبد أو حزب واحد أو جماعة متطرفة!! 2 نحن الآن فى مرحلة خطيرة، نواجه فيها الاستبداد الجديد الذى تمثله جماعة الإخوان المسلمين، ولذلك نقول «لا» فى وجه من يريدون تعميم «نعم».. سوف نخوض نضالاً لمنع تكرار منهج «توريث الحكم» الذى قامت ضده ثورة 25 يناير ، فقد تخلصت مصر من رئيس جمهورية أراد توريث الحكم لنجله، ولن تسمح للرئيس الجديد بتوريث الحكم لجماعته. إذا كان لديك شك ، أو حتى ذرة واحدة منه ، فى صدق كلامى، أرجوك راجع قرارات ومواقف رئيس الجمهورية منذ أول يوم عندما قرر أداء القسم أمام أهله وعشيرته فى ميدان التحرير ، قبل أن يذهب إلى المحكمة الدستورية،وحتى إصراره على إصدار إعلان دستورى مستبد، وتمرير دستور مطعون فيه قبل الاستفتاء عليه..لو شعرت للحظة واحدة أنه رئيسك وليس مندوباً للإخوان فى قصر الرئاسة، سوف أرفع القبعة للرجل لأنه استطاع فى غفلة من مخابرات الجماعة أن يصدر قراراً واحداً بدون رضاهم..أرجوك راجع المواقف خلال فترة حكمه من خمسة أشهر وحتى الآن.. أؤكد لك أنك ستواجه تعباً كبيراً ..للأعصاب!! 3 المؤامرة التى تحاك ضد الثورة الآن عمرها عامان.. السرقة التى تمت لها كان مخططاً لها.. الاعتداء علينا وقتلنا وسحلنا هي خطوة ثانية فى مشروع متكامل لسرقة الوطن وتأميمه.. هل تريد بعض التفاصيل؟.. منذ بدايات الثورة ، كنت أشعر أن هناك أشياء غريبة تحدث، وأن هناك من يتحدث باسم الثورة، رغماً عنا، فالقيادات كثيرة، وكان ملاحظاً أن بعضاً منهم كان ينتمى يوماً إلى جماعة الإخوان، وتم إقصاء آخرين ينتمون إلى أحزاب وتيارات شاركت فى الثورة منذ أول يوم ، وكانوا مؤثرين جداً فى الحركة الثورية خلال الأسبوع الأول من الثورة، ولكن الإعلام قام بتصوير عدد محدد من شباب الثورة ، وقدمهم لنا باعتبارهم القيادات الحقيقية لثورة 25 يناير، وكنا نرى مقدمى برامج ومذيعات مخضرمات، وهم جميعاً يتشحتفون ، ويبكون ، ويصرخون ، إعجاباً بهذه القيادات الثورية الجديدة داخل الأستديوهات المغلقة فى مدينة الإنتاج الإعلامى، كانت القيادت الثورية تتنقل من استديو إلى آخر، يتحدثون عن التضحيات ، واستمرار الزخم الثورى فى الميدان، فى حين كان زملاء لهم يتعرضون للموت ،ويقفون على أقدامهم بالساعات فى قلب الميدان، انتظاراً لرحيل المخلوع!! نفس هؤلاء الذين ظهروا أمام كاميرات التليفزيون هم الذين وقفوا أيضاً أمام الكاميرات بجوار مرسى يؤيدون مرشح الدولة الدينية ،ورفضوا حتى اتخاذ الموقف الذى طالبنا به هنا ، بإبطال الأصوات، فى رسالة إلى كل الوطن ، بأننا نرفض الاستبداد بعنصريه، الدينى والعسكرى، وأننا مصرون على صناعة دولة مدنية حقيقية ، وعندما اتخذ خالد تليمة عضو ائتلاف شباب الثورة موقف المقاطعة، لم نشاهده مرة أخرى على شاشات التليفزيون ،وبدا الأمر وكأنه عقاب له على موقفه ، فمن الذى عاقبه ومنعه وأبعده ، لا أعرف ! ليبدو الأمر وكأنه مؤامرة طويلة تستهدف وصول الإخوان إلى الحكم ، وبلا منازع ، وبدون أزمات كبيرة لنصل إلى مرحلة الدولة الدينية الخالصة.. أو الدولة المستبدة المختلطة... هل عرفت لماذا نقول «لا»؟! 4 يقول أمل دنقل: يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان في انحناء منحدرين في نهاية المساء لا تحلموا بعالم سعيد .. فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد .