السعى الى الفقراء والمساكين من الاعمال التى يحبها الله سبحانه وتعالى وتحدث الشيخ مدين الازهري العالم بوزارة الاوقاف وقال إنَّ الإيثار في الإسلام هو خير دثار من الحبّ والورد والود، وهو كما قيل: لغة العظماء، وهو دليل على رسوخ الإيمان والثقة بما عند الرحمن، وهو علامة حبّ المرء لإخوانه، وبرهانٌ على سلامة النفس من الجشع والأنانية والطمع، فالإيمان يقتضي أن يجود المؤمن بما لديه في سبيل إخوانِهِ، وهذا ما دعت إليه السنة النبوية الشريفة في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قال: "لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه" . فهذا الحديث يجسّد أعلى مراتب الإيثار في الإسلام وهو أنْ يحبَّ المسلم لأخيه ما يُحبُّ لنفسه، ومن هنا يمكن تعريف الإيثار على أنّه تقديم المرء غيره على نفسه فيما هو في حاجة إليه من أمور الدنيا، ويقابله الأثرة التي هي استبداد المرء بالفضل واستحواذه عليه دون غيره، والإيثار أعلى درجات المعاملة مع الناس، ويليه العدل وهو اختصاص كل فرد بحقه، وأسوأ درجات المعاملة الأثرة، والإيثار يرفع المجتمع إلى قمة الأمن، لأن أفراده ارتفعوا عن حظوظهم الدنيوية، وآثر بها كلٌّ منهم أخاه، فهو لا يفكر في أن يستوفي حقّه كاملاً فضلاً عن التفكير في الأثرة والاستبداد. [5]. الإيثار في الإسلام الإيثار في الإسلام -كما وردَ سابقًا- هو أن يحبّ المسلم لأخيه ما يحبُّ لنفسهِ، وهو من أسمى الأخلاق التي بُعثَ النَّبيُّ -عليه الصّلاة والسّلام- لإتمامِها، والإيثار نقيضُ الأثرة والطمع والجشع في الإسلام، ولأنَّ الإسلام هو أعظم أسباب الراحة النفسيّة في الحياة؛ لأنّه يدعو إلى كلِّ المقاصد السامية الكفيلة بجَعْل حياة الإنسان أكثر استقرارًا، فالإسلامُ حياةٌ سعيدةٌ بما يحمل في طياته من سُموٍّ في العلاقات، ونُكرانٍ للذَّات، وانخراطٍ في الجماعة، ونبذٍ لحبِّ النفس والكِبر والجشع، وحثٍّ على الإيثار ومشاركة الناس بالخير والنفع وحبِّ السعادة لهم، فإنَّ حياةً يؤثرُ الناسُ فيها غيرهم على أنفسهم، لهي حياةٌ سعيدة بكل المقاييس والمعايير؛ لأن القيم المتبادلة هي غذاء الروح الشفيفة، والنفس الرهيفة، ولقد مثّلتْ السنّة النبوية وأهدت للإنسانية أعظم مراتب الإيثار في الإسلام التي ظهرت جليّة في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قال: "لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه". وقد جسّد القرآن الكريم أيضًا أهمية الإيثار خير تجسيد، قال تعالى: "وَالَّذِينَ تَبَوَّؤوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".