الطاعة لله من الاعمال التى يحبها الله سبحانه وتعالى وقال اهل العلم تعتبر الذنوب والمعاصي من الأمور الموجبة لسخط الله -سبحانه وتعالى- وعقابه، وقد دلت نصوص القرآن الكريم والسنّة النبويّة المطهَّرة على أنّ عقوبة الذنوب قد تزول عن العبد إن هو قام بجملةٍ من الأسباب أو أحدها، وفيما يأتي بيانٌ للكيفيّة التي يستطيع بها العبد أن يمحو بها ذنوبه وخطاياه: التوبة: تعتبر التوبة أول سببٍ من الأسباب التي تمحى بها الذنوب عن العبد، وهذا باتفاق علماء المسلمين، ومصداق ذلك قول الله -سبحانه وتعالى- في سورة الزمر: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ). الاستغفار: فقد جاء في الحديث النبويّ الشريف الذي يرويه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال في الاستغفار: (إنَّ عبدًا أصاب ذنبًا، وربما قال: أذنب ذنبًا، فقال: ربِّ أذنبتُ، وربما قال: أصبتُ، فاغفِرْ لي، فقال ربُّه: أَعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنبَ ويأخذ به؟ غفرتُ لعبدي، ثم مكث ما شاء اللهُ ثم أصاب ذنبًا، أو أذنب ذنبًا، فقال: ربِّ أذنبتُ -أو أصبتُ- آخر فاغفِرْه؟ فقال: أَعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنبَ ويأخذ به؟ غفرتُ لعبدي، ثم مكث ما شاء اللهُ، ثم أذنب ذنبًا، وربما قال: أصاب ذنبًا، قال: ربِّ أصبتُ - أو قال: أذنبتُ آخرَ فاغفِرْه لي، فقال: أعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذَّنبَ ويأخذُ به؟ غفرتُ لعبدي ثلاثًا، فليعملْ ما شاء). فإذا أذنب العبد ثمّ استغفرّ، غفر الله ذنوبه وخطاياه كما أشار الحديث. فعل الحسنات الماحية للذنوب والمعاصي: حيث قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ). وكما قال رسوله الكريم صلّى الله عليه وسلّم؛ تأكيداً لذات المعنى: (الصَّلواتُ الخمسُ والجمُعةُ إلى الجمعةِ ورمضانُ إلى رمضانَ مُكفِّراتٌ ما بينَهنَّ إذا اجتنَبَ الْكبائرَ). فالحسنات تُذهب السيّئات، وفعل الطاعات يغفر المنكرات، ما لم يكن بينهنّ كبيرةٌ. دعاء المؤمنين للمؤمن: ومثال ذلك ما يحصل في أثناء الصلاة على جنازته بعد موته من الدعاء له بالمغفرة وتكفير الذنوب ونحو ذلك من الدعاء المحمود، كما أنّه روي أنّ أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (ما من ميِّتٍ تُصلِّي عليه أمَّةٌ من المسلمين يبلغون مائةً، كلُّهم يشفعون له، إلَّا شُفِّعوا فيه). أعمال البر التي تُفعل للميت: كالصدقة، والحجّ، والعتق، والولد الصالح الذي يدعو له بالمغفرة، وغير ذلك. شفاعة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: فالنبيّ يشفع في أهل الذنوب من أمّته يوم القيامة. المصائب: فإنّ بعض المصائب والكروب التي تُصيب العبد، يُكفّر الله -سبحانه وتعالى- بها الذنوب والخطايا في الدنيا. ما يحصل في القبر: فإنّ ما قد يحصل للعبد في القبر من فتنةٍ، وضغطةٍ، وروعةٍ؛ فكلُّ ذلك يخفف من ذنبه التي ارتكبها في الدنيا. أهوال يوم القيامة: فإنّ شدائد يوم القيامة وكربها قد تخفّف عن العبد شيئاً ممّا فعله في الدنيا. رحمة الله تعالى: فقد تحلّ على العبد رحمةٌ من الله تعالى ومغفرةٌ بكرمٍ ولطفٍ منه تعالى، لا سبب للعبد فيها.