الطفل المصرى من أذكى أطفال العالم حتى سن السادسة، ثم بعد ذلك يقل الذكاء نتيجة لسلبيات التربية الأسرية وقصور التعليم!! كان هذا أول ما أكدته الأستاذة وفاء زكي مدربة التنمية البشرية، وخبيرة الإرشاد الأسري والتربية، خلال محاضرة " دعوة للتواصل بين الأسرة والمدرسة" التابعة للجنة التعليم تحت رعاية مشروع تنمية مصر الشعبي. الأربعة الأشرار وفي تحذير من الأربع عادات الخاطئة في تربية الأبناء قالت المدربة وفاء زكي: من أراد تدمير شخص يتعامل معه فليتبع الأربعة الأشرار وهم: كثرة اللوم والتقريع، المقارنة، النقد، تصييد الأخطاء، فهذه أمور من شأنها أن تُفقد الشخص ثقته في نفسه وفي قدراته على تخطي أي عقبة. كما أوضحت دور الأسرة وتأثيرها السلبى من خلال تربية الأبناء في مناخ يتسم بالتشدد وممارسة العنف فى التربية، أو اللين المفرط والدلال وكثرة الهدايا بدون داعي أو كشكل من أشكال التحفيز، أو تعزيز شعور الطفل بأنه غير مرغوب من خلال عدم اهتمام المحيطين به، أو شعوره بالدونية والنقص مما يؤدى للعزلة أو لتأكيد ذاته بالتصرفات العدوانية والكذب. وأضافت المدربة أن عدم إتاحة الفرصة للابن للتعبيرعن ذاته، والخلافات الأسرية، والتمييز بين الإخوة، والتناقض فى أساليب التربية بين الوالدين أو بين الأسرة والمدرسة يؤدى بالطفل إلى فقدان الثقة بمحيطه وقلقله وتوتره. وفي شرح لتأثير ذلك على ذكاء الطفل تابعت وفاء زكي: كل ما سبق يؤدى إلى برمجة سلبية فى العقل اللاواعى للطلبة في المدارس حيث تتسرب نسبة من المشاعر السلبية المتمثلة في التقدير المتدنى للذات وضعف الثقة في النفس، مع ممارسة التخيل السلبى والمقيد للقدرات لنجد الطالب لا يتخيل ذاته في موقف ناجح في أي مجال من المجالات، فيفتقد للطموح ويتوقف عند مساحة الأحلام والأمنيات مع الافتقار للمرونة فى التقييم والتفكير. وعن تأثير هذه السلبية على سلوكيات الطالب في المدرسة تشير خبيرة الإرشاد الأسري والتربية إلى النتيجة التى نسمعها من المدرسين عن الطفل الذي يتم برمجة عقله برمجة سلبية ومن أشهر تلك العبارات، إنه فعلا مشتت، إنها لاتفعل إلا ما يحلو لها، إنه يسيطر على الجميع، إنها لا تنتبه. إنه يسرح معظم الوقت، إنها لاتستطيع التكيف مع الغير، إنه فعلا يعانى من مشكلات سلوكية كلما حاولنا القيام بنشاط جديد، إنه يفهم لكنه يعاند. التواصل مهم وعن دور التواصل بين أفراد الأسرة وبين المدرسة أكدت وفاء زكي أن أسباب هذه النتائج السلبية تكمن أولا فى تباعد درجة التواصل بين الآباء والأمهات، وبين الاثنين وأولادهم، وبين المدرسين والطلبة. كما أن عدم وجود التواصل الناتج عن الفهم الجيد يؤدي إلى نوعين من الطلبة : طلاب لديهم أهداف تعلم وهم تلاميذ يعتقدون أن الكفاءة والمهارة تنمو عبر الزمن عن طريق الممارسة والجهد، فنجدهم يستجيبون للمهام السهلة بمشاعر الملل وخيبة الأمل وينظرون إلى الأخطاء كجزء عادى ومفيد فى عملية التعلم، ويفسرون الإخفاق كعلامة على حاجاتهم لبذل مجهود أكبر، وينظرون للمدرس كمصدر لمساعدتهم على التعلم والفهم. أما النوع الثاني فهم طلاب لديهم أهداف أداء (وهذا ما نسعى للتخلص منه) وهؤلاء يعتقدون أن الكفاءة خاصية مستقرة، فنراهم يستجيبون للمهام السهلة بمشاعر الفخر والارتياح، وينظرون إلى الأخطاء كعلامة على الإخفاق وعدم الكفاءة، يفسرون الإخفاق على أنه علامة انخفاض القدرة وبالتالى تنبئ بإخفاق مستمر فى المستقبل، يرون مدرسهم كحكم وقاض ومكافئ أو معاقب .