التدبر فى كتاب الله من اسباب زيادة الايمان و لأنَّ سورةَ التَّوبة من السور الطويلة في القرآن، كانَ لا بدّ من تنوّع أسباب نزولها واختلاف أوقات نزولها، واختلاف الحوادث التي اقتضتْ نزول آيات سورةِ التوبة، ومما ورَد من أسباب نزول بعض آيات سورة التوبة: قال تعالى: "بَرَاءةٌ منَ اللّه وَرَسُوله إِلى الَّذِين عاهدتُم منَ المشرِكِينَ * فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أربعةَ أشهُرٍ واعْلَمُواْ أنَّكمْ غيرُ معجزِي اللّهِ وأَنَّ اللّهَ مخزِي الكافِرِينَ" . وهذه الآيات نزلت في المشركينَ الذينَ نقضوا العهد مع المسلمين مرات عديدة؛ فقطع الله تعالى ما بينهمْ وبينَ المسلمينَ من صلاتِ، ومنحهم فرصة كافيةً وهي مدة أربعة أشهر، يسيحونَ في الأرض ليتمكنوا من النظر والتدبر في أمرهم، لعلّهم يتوبون إلى الله تعالى بعدما أكثروا من الظلم والعدوان. قال تعالى: "يا أَيُّها الّذين آمنوا ما لكُمْ إذَا قِيلَ لَكمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثّاقلتُم إلى الأَرضِ أَرضِيتُم بالحياةِ الدُّ. وفي هذه الآية تحريض للمؤمنين على القتال في سبيل الله تعالى، وعدم التثاقل في نصرة الله ورسولِهِ. قال تعالى في ختام سورة التوبة: "لقدْ جَاءكُم رسُولٌ منْ أَنفسِكمْ عزيزٌ عليهِ ما عنِتُّمْ حرِيصٌ عليكُم بالمُؤمنينَ رؤوفٌ رحِيمٌ آية * فإِن تولَّوا فقُلْ حسبيَ اللّه لا إلهَ إلاَّ هو عليهِ توكَّلتُ وهو ربُّ العرشِ العظِيمِ"، وهذا الختام الرائع البهيّ، نزل تأكيدًا على رحمة الله وحرص نبيّه على الإسلام وغيرتِهِ على المسلمين، فالله تعالى إنْ تبرّأ من المشركين والمنافقين وحرمهم الرحمة في بداية السورة بعدمِ ذكرِ البسملة، فإنَّه أعطاهم في نهاية السورة رحمة ورأفة بهذا الختام الذي يصف خير البشر رسول الله صلى الله عليه وسلم.