إنّ التوبة هي الرجوع عن الشيء، والندم على فعلِ أمرٍ معين، وقد سُمِّيتْ سورة التوبة بهذا الاسم لأنَّ مطلعها فيه تبرّؤُ اللهِ ورسولِهِ من المشركين الذي غدروا ونقضوا العهد، فيتبرأ الله تعالى من المشركين ويتبرأ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- منهم أيضًا، فيُقالُ لها سورةَ التوبة لأنها دعتِ المشركين والمنافقين إلى التوبة بعد ما فعلوا من ظلم وإجرام واعتداء على الإسلام والمسلمين، فيقول الله تعالى في سورة التوبة: "فَإذَا انسلخ الأَشهرُ الْحرُمُ فاقتلُوا المشرِكينَ حيثُ وجدتُّموهمْ وخذُوهُم واحصرُوهُمْ واقعدُوا لهمْ كلَّ مرصد فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وآتوُا الزَّكاةَ فخلُّوا سبيلَهُم إِنَّ اللَّه غفورٌ رحيمٌ * وإنْ أحدٌ منَ المشركِينَ استجاركَ فَأَجرهُ حتَّىٰ يسمعَ كلَامَ اللَّه ثُمَّ أَبلغهُ مأمنهُ ذلكَ بأَنَّهمْ قومٌ لا يعلَمُون" [1]. وكانَ هذا في العام التاسع للهجرة، وقد أفسد المشركون وأكثروا في الاعتداء والإجرام، ومع ذلك عرض الله عليهم فرصة التوبة، فهو التوّاب الرحيم، فسميت سورةَ التوبة بهذا الاسم لأنَّ السورة اشتملتْ على توبة الله على الثلاثة الذين تخلفوا عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم- في غزوة تبوك.