هل توافقون على قبول القوى السياسية مبدأ الحوار مع الرئيس مرسى وجماعة الإخوان بعد الدماء التى سالت مساء الأربعاء الأسود أمام الاتحادية؟، ما هى الشروط التي ترى وضعها على الطاولة قبل الجلوس للحوار؟، وما البنود التي يجب ان يتحاوروا حولها؟ قبل فترة حذرت من جر جماعة الإخوان البلاد إلى حرب أهلية، وقبلها حذرت من فتاوى التيار السلفي من إدخال البلاد إلى حرب أهلية، البعض كان يتهمني بالمبالغة، والبعض الآخر كان يؤكد أن الأمر (إن شاء الله) إلى هذه الحرب، والبعض الثالث رأى أن بعض المناوشات قد تحدث بين الشباب بسبب الحماس والتعصب، وقيل إن هذه المناوشات قد تقع بعيدا عن علم قيادات الطرفين وستكون وليدة اللحظة. المذبحة التي وقعت بالأمس جاءت عقب تصريحات العديد من قيادات الإخوان، وجاءت بعد تصريحات نائب الرئيس، ووقعت فى محيط قصر الرئاسة وقد تابعها العالم أجمع على الفضائيات ووكالات الأنباء، وقد أدانت بعض الحكومات المجزرة وطالبت الحكومة المصرية والرئيس المصرى بالإسراع ووقف نزيف الدماء، كما طالبوه بسحب ميليشيات جماعته من محيط القصر الرئاسي، كما أن الإدارة الأمريكية التى تسانده أعلنت عن إلغاء موعد مقابلته بالرئيس أوباما، وهدد الاتحاد الأوروبي بوقف المساعدات لمصر، كما هدد صندوق النقد الدولى بوقف القرض الذى تسعى إليه حكومة الإخوان، ورغم كل هذا الرئيس مرسى شد اللحاف ونام دون ان يهتز لدماء الشباب التى سفكتها جماعته على الأسفلت. لهذا أطالب جميع القوى السياسية الحزبية والمستقلة برفض مبدأ الحوار تماما مع د.مرسى أو مع جماعة الإخوان قبل تحقيق الشروط التالية: احالة قيادات جماعة الإخوان الذين حرضوا على مذبحة الأربعاء الأسود إلى المحاكمة، إحالة جميع المتورطين فى المذبحة إلى القضاء العادل، تشكيل لجنة من القضاة غير التابعين للجماعة لإجراء التحقيقات فى المذبحة، إلغاء الإعلان الدستوري بكل ما ترتب عليه من آثار، عزل النائب العام الجديد، إلغاء الاستفتاء، إلغاء مسودة الدستور التى وضعتها الجماعة، حل اللجنة التأسيسية وتشكيل لجنة أخرى، استبعاد المستشار الغريانى ود.محمد محسوب ود.جمال جبريل ومحمد البلتاجى وصبحى صالح وغيرهم ممن قادوا جريمة وضع مسودة الدستور، إعلان الرئيس اعتذاره الرسمي للشعب المصري عن مذبحة الأربعاء الأسود، التعهد باحترام القضاء المصري ومؤسسات وسلطات الدولة، عزل وزير الداخلية الذي تورط بمساندة ميليشيات الجماعة فى مذبحة الأربعاء الأسود، عزل قائد الحرس الجمهوري الذي لم يتدخل لوقف المذبحة التى كانت تقع خارج أسوار قصر الرئاسة. أظن أن القوى السياسية إذا تجاهلت هذه الشروط وقامت بالجلوس مع الرئيس وجماعة الإخوان، فهى بسلوكها هذا تخون دماء الشهداء، كما أنها تسعى لتحقيق مصالح شخصية، وتبتعد عن مطالب الشعب وحقوقه، لأن هذه الشروط أقل القليل الذى يطالبون به فى حالة قبولهم مبدأ الحوار، خاصة أن أغلبية الشعب المصرى بعد المشاهد المؤسفة التى رأيتها، شعرت بحالة من الرعب على مستقبل البلاد وعلى شباب مصر الذي تسفك دماؤه على الأسفلت، كان من أعضاء التيار الإسلامي أو القوى السياسية أو مستقلا. البعض يرى أن ميليشيات جماعة الإخوان هاجمت الشباب المعتصم تحت عنوان غزوة الخيام، بغرض تأديب الشعب المصري وإظهار العين الحمراء، والتأكيد أن من يعارضهم سوف يضربونه ويقتلونه، وأنهم سوف ينفذون ما يرونه وما يقرره الرئيس الذى جاء عبر صناديق الاقتراع بأغلبية، وأصحاب هذا الرأى وأنا منهم نرى أن الرسالة وصلت لنا وللعالم أجمع، وعليه نحن نرفض الرسالة ونؤكد أن الشعب المصرى لن يخضع لأى جماعة ولن يستسلم للإرهاب، ونؤكد ان العنف والدماء لن يقيما دولة ولن يُبقىا جماعة أو تياراً، ونطالب الجماعة والرئيس مرسى بأن يعيدوا التفكير مرة أخرى قبل ان يخسروا كل شئ، الشعب يرفض العنف، ويرفض مسودة الدستور، ويرفض الإعلان الدستوري، ويرفض الاعتداء على القضاء المصرى، ويرفض المساس بهيبة المؤسسات وسلطات الدولة، الشعب المصرى مسح العديد من القوى والجيوش والأفكار بأستيكة من الخريطة المصرية والتاريخ يشهد بهذا، وننصحكم بأن تعودوا للتاريخ، ونؤكد أيضا أننا نرفض إسلامكم الذين جئتم به، نحن لنا إسلامنا الذى عرفناه منذ أكثر من 1400 سنة، هذا الإسلام هو الذى سيسود فى مصر ولن نقبل بأى إسلام آخر، لا إسلامكم ولا إسلام التيار السلفى، والشعب المصرى سيتكاتف ويتمسك بالمواطنة والأخوة فى الوطن قبل الأخوة فى الدين.