تحتفل مصر بذكرى ال 47 على انتصار أكتوبر المجيد، تلك المناسبة العظيمة التي سطر المصريين خلالها دروس ومواقف سجلها التاريخ بحروف من ذهب، وكتبها في كتبه وقصصه لتدرس في الأكاديميات العسكرية حتى الان، لما قدمه رجالنا من أدوار غالية وضحوا بأرواحهم بغية تحرير أرضنا الغالية وإعلاء راية مصرنا الحبيبة عاليًا، بأبنائها المخلصين. نصر أكتوبر ملحمه فريدة تعكس شخصية الشعب المصري، وتضحياته المنقطعة النظير ، ووراء كل باب حكاية وقصة فريدة تكشف مدى دهاء وفكر القائد المصري والجندي في المعارك، ولا يسعنا إلا أن نذكر بين السطور المهندس والقائد العسكرى "المهندس أحمد حمدي" صاحب فكرة كبارى العبور فى حرب أكتوبر . لم تكن فكرة المهندس العبقري الشهيد فكرة عادية، بل كانت من أحد أهم الأسباب الرئيسية في نقل المعدات الثقيلة وجنودنا البواسل، كالدبابات والعربات من الغرب إلى شرق القنال لتحقيق الانتصار على العدو الصهيوني وتلقينه درس لن ينساه. من هو الشهيد أحمد حمدي؟ ولد القائد العبقري، البطل أحمد حمدي في 20 مايو عام 1929، وكان والده من رجال التعليم بمدينة المنصورة، وتخرج حمدي في كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الميكانيكا، والتحق بالقوات الجوية عام 1951، والذي منها تم نقله إلى سلاح المهندسين، عام 1954. محطات في حياة اللواء الشهيد حصل حمدي على دورة قادة الأركان من أكاديمية " فرونز" العسكرية العليا بالإتحاد السوفيتي بدرجة امتياز، كان يمتلك فكر مختلف مكن القائد من بطولات كانت ظاهرة بشكل جلي، لم تكن في حرب أكتوبر وحسب بل كانت وبال على كافة الأعداء في أي جبهة قتال. ففي العدوان الثلاثي أدى الشهيد دورًا بطوليا في حرب 1956،، حينما أثبت أن الجندي المصري سيظل قويا وذو فكر مستنير استباقي وقادرًا على العصمود وتحقيق المعجزات، حينما فجر بنفسه كوبري الفردان حتى لا يتمكن العدو من المرور عليه، وأطلق عليه زملاؤه لقب "اليد النقية" لأنه أبطل الآف الالغام قبل انفجارها. حمدي ونقاط المراقبة على شاطئ القناة تعد فكرة إقامة نقاط للمراقبة على أبراج حديديدية على الشاطئ الغربي من وحي القائد المغوار حيث كان لها دور بالغ في مراقبة تحركات العدو في ذلك الوقت، وتم اختيار المواقع بناء على رؤيته الخاصة. الأعمال الهندسية بالجيش الثاني الميداني تولى اللواء حمدي لواء المهندسين المخصص لتنفيذ الأعمال الهندسية بالجيش الثاني وكانت القاعدة المتينة لحرب أكتوبر 1973.. فى عام 1971 كلف بتشكيل وإعداد لواء كباري جديد كامل وهو الذى تم تخصيصة لتأمين عبور الجيش الثالث الميداني ، تحت إشرافه المباشر تم تصنيع وحدات لواء الكباري واستكمال معدات وبراطيم العبور، كما كان له الدور الرئيسي فى تطوير الكباري الروسية الصنع لتلائم ظروف قناة السويس. وكان له نصيب كبير في إيجاد حل سريع في الساتر الترابي تحت قيادة لوائه، عبر إقامة ساتر ترابي في التدريببات والتي كانت حل ناجعا في الاستخدام لاحقا. الشهيد أحمد حمدي ولحظة العبور حسبما أكد الكثير فقد كان الشهيد ينتظر تلك اللحظة الحاسمة بالثأر بفارغ صبره، في مشهد يكشف مدى حب الوطن والدفاع عنه حتى تخرج الروح من الحلقوم، فتلك عقيدة الجيش المصري النصر أو الشهادة، وجاءت اللحظة التى ينتظرها الجميع وعندما رأى اللواء احمد حمدي جنود مصر الأبرار يندفعون نحو القناة ويعبرونها فى سباق نحو النصر أدرك قيمة تخطيطة وجهوده السابقة فى الإعداد لوحدات المهندسين والكباري على نحو خاص. 6 أكتوبر وساعة الصفر عندما حانت لحظة الصفر يوم 6 أكتوبر طلب اللواء من قيادته التحرك شخصيا إلى الخطوط الأمامية ليشارك أفراده لحظات العمل في تركيب الكباري علي القناة، واستمر وسط الجنود في المعركة ، طول الليل بلا نوم ولا طعام ولا راحة، يتحرك من هنا إلى هناك حتى أتم تشغيل معظم الكباري والمعابر بعدها صلى ركعتين شكرا لله علي رمال سيناء المحررة. الشهيد وصعود روحه الطيبة قصة استشهاد البطل احمد حمدي تمثل عظمة المقاتل المصري، ففي يوم 14 أكتوبر 1973 كان يشارك وسط جنوده في إعادة انشاء كوبري لضرورة عبور قوات لها أهمية خاصة وضرورية لتطوير وتدعيم المعركة، وأثناء ذلك ظهرت مجموعة من البراطيم متجه بفعل تيار الماء الى الجزء الذى تم إنشاءه من الكوبرى معرضه هذا الجزء إلى الخطر وبسرعة بديهة وفدائية قفز البطل الى ناقلة برمائية كانت تقف على الشاطئ قرب الكوبري وقادها بنفسه وسحب بها البراطيم بعيدا عن منطقة العمل ثم عاد إلى جنوده لتكملة العمل برغم القصف الجوي المستمر .. وفجأة وقبل الانتهاء من إنشاء الكوبري يصاب البطل بشظية متطايرة وهو بين جنوده .. كانت الاصابة الوحيدة والمصاب الوحيد، لكنها كانت قاتلة، ويستشهد البطل وسط جنوده كما كان بينهم دائما. اقرأ أيضًا.. شاهد.. الجيش المصري: لن نقبل الهزيمة أو أن ينتهك شبر من تراب مصر شاهد .. في الذكرى ال 47 لنصر أكتوبر: السادات يصف لحظات ما قبل الحرب تكريم الشهيد كرمت مصر ابنها البار بأن منحت اسمه وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى وهو أعلى وسام عسكرى مصري ، كما أُختير يوم استشهاده ليكون يوم المهندس، وافتتح الرئيس الراحل انور السادات النفق الذى يربط بين سيناء بأرض مصر وأطلق عليه اسم الشهيد أحمد حمدي .