وصف الفنان محمود قابيل الوضع في مصر الآن، بالخطير جدا،ً في ظل حالة انقسام الشارع ما بين مؤيد ومعارض للإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي مؤخراً، مؤكداً أن ممارسات حزب الحرية والعدالة بحشد رجالهم في الأقاليم بمقابل استضافتهم في شوارع القاهرة سيؤدي لكارثة، خاصة في ظل محاولات منعهم للقضاة بالدستورية في ممارسة عملهم، تحسباً لأي أحكام قضائية ضدهم. أضاف قابيل: أن ما حدث يومي الثلاثاء والجمعة الماضيين في تجمعات "عفوية" في مليونيات من القوي الوطنية بميدان التحرير يؤكد لمرسي وإخوانه أن الشعب مازال "صاحياً" ويريد استرداد ثورته التي يحاول الإخوان ضياع مبادئها، تجمعنا تلقائياً وبدافع أخلاقي وبحس وطني دون أن يدفع لنا أحد أو يدعمنا أي شخص بفلوس ولم نتقاض "سمن أو زيت وسكر" ولم يدفنا لنا أحد أجرة الميكروباص مثل التي جلبت حلفاء الجماعة من الأقاليم يوم السبت. ويوضح "قابيل" للأسف الوضع الذي تمر به البلاد يعيدنا لنقطة الصفر وإجرام خطير في حق الثورة والتحول الديمقراطي وما يفعله الرئيس مرسي استفزاز لمشاعر الشارع ويقوي حالة الانقسام وما تم إصداره لا يستحق أن يرقي لكلمة دستور ولا يليق أن يُعدَ دستور لبلد عظيم مثل مصر بهذه الطريقة الهزلية والمسرحية فهو سبة في حق مصر.. وليس هناك بديل عن هذه الأفعال سوي سقوط نظام مرسي وإخوانه الذي يثبت فشله كل يوم وعليه أن يعلم أنه رئيس جاء بأقلية وستثبت الأيام أن شرعيته مزورة فهم يعلمون الأصوات التي منحت للأقباط في المنيا والتي خرجت من المطابع الأميرية وأنهم وصلوا للحكم باتفاق مع المجلس العسكري مقابل الخروج الآمن كما يفسر الجميع. ويري "قابيل" أنه لا سبيل للخروج من حالة الأزمة والانقسام الحاد سوي رضوخ الرئيس مرسي للشرعية وأن يعتبر نفسه رئيساً لجمهورية مصر وليس نصف إله أو تابعاً لمكتب الإرشاد وليس منطقياً أن يجمع الرئيس في يده كل السلطات ولابد أن يعاد انتخاب مجلس الشعب بعيداً عن التزوير وأن يرضخ مرسي للقانون ودولة القانون وليس للمرشد وأوامر المرشد. وأضاف: علينا أن نحل الأزمة بأيدينا بدلاً من حالة الاستقواء التي يعيشها مرسي وجماعته وأن يضيف لنفسه ولمصريته ويقيم فاصل بينه وبين المرشد ولا ينصب نفسه نصف إله أو "فرعون". وعن تأثير ديكتاتورية مرسي دولياً أكد "قابيل" أن هناك حالة انزعاج دولية مما يحدث في مصر، فالمجموعة الأوروبية والولايات المتحدة تطالبه بالديمقراطية واحترام الشعب والقانون وكلنا نعلم أن مبادرته لوقف تبادل إطلاق النار بين حماس وإسرائيل هو ترضية لأمريكا لأن حماس ما هي إلا جزء تابع لمكتب الإرشاد وهي التي طالبت حماس بوقف إطلاق الصواريخ علي إسرائيل مقابل التهدئة.. وأضاف أيضاً: إن تداعيات تعنت مرسي كما يري الجميع فوضي في الشارع والأمن والاقتصاد طالما مرسي وإخوانه يريدون الاستحواذ علي كل شيء، وعلينا أن نسعي لحل للخروج من الأزمة، فنحن مشغولون بهذه الانقسامات في الشارع، بينما الوضع الأمني والحدودي في سيناء عليه تعتيم شديد والموقف هناك غامض للغاية.. وربنا يستر علي بلدنا وحدودنا ويكفينا "شر الطمع" والتسلط والشهوانية للسلطة والجوع السياسي.. حرام يستمر الوضع هكذا والبلد تئن من فقر وجوع وتراجع للاقتصاد والسياحة وغياب الأمن.. من وراء ذلك ولمصلحة من، وإن كانت الصورة والرؤية واضحة من أفعال الجماعة وتحكمهم في كل شيء وسلق دستور لا يعترف بالحريات والثقافة والفنون والآداب ولا يري إلا مصلحة الرئيس وجماعته.