أكدت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية أن وصول نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية بالكويت إلى أدنى عدد للمشاركة وسط مقاطعة جبهات المعارضة للانتخابات، أصابت النظام الحاكم في الكويت في مقتل لاسيما مع تفاقم الأزمة السياسية في الدولة الغنية بالنفط. وذكرت الصحيفة أن نسبة مشاركة الناخبين في اقتراع يوم السبت الماضي وصل إلى 40,3 %، وفقًا للأرقام الأولية التي أصدرتها وزارة الإعلام، وهو أدنى معدل في تاريخ الانتخابات الكويتية، في حين أكدت المعارضة أن العدد أقل بكثير مما ذكر، مما أثار العديد من المخاوف والشكوك حول النظام القائم. وقالت الصحيفة إن عشرات الآلاف من الكويتيين احتجوا في البلاد عشية الاقتراع في أحدث المظاهرات التي اندلعت بالبلاد، حيث تواجه الكويت سلسلة من الصراعات المحتدمة على السلطة التي تقع في يد الملوك المستبدين، على حد تعبير الصحيفة، الذين يحكمون واحدة من أغنى الدول نفطيًّا. ومن جانبه، قال "شفيق الغبرا" أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت "من الواضح أن المقاطعة أثبتت نجاحها للغاية ولكنها في الوقت ذاته لن تنهي الأزمة أو تهدئ حالة الجمود السياسي". وأوضحت الصحيفة أن الأزمة السياسية التي تواجه الدولة الخليجية من الصعب أن يخف وطيسها، نظرًا لأن المعارضة من المتوقع أن تطعن في الإنتخابات على أسس قانونية وستواصل بالتالي سلسلة تظاهراتها واحتجاجاتها. وأضافت الصحيفة أن المقاطعة الكاملة ستشكل ضربة قوية لهيبة الكويت التي ترى نفسها تتمتع بالديمقراطية أكثر من جيرانها من دول الخليج. ولفتت الصحيفة إلى أن المعارضة رفضت المشاركة في الإنتخابات بعد أن قرر الأمير الشيخ "صباح الأحمد الصباح" تغيير قواعد التصويت، مما يسمح لكل مواطن أن يصوت لمرشح واحد فقط بدلًا من أربعة. وانتقدت المعارضة المشكلة من الجماعات القبيلة والليبراليين والإسلاميين هذا التغيير بشدة فضلًا عن صدوره دون موافقة البرلمان عليه، وهو ما يجعله "إعلانًا دستوريًا".