رأت صحيفة "جارديان" البريطانية أن التحركات التي تتخذها إسرائيل بالموافقة على بناء أكثر من 3000 مستوطنة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة من شأنها أن تسيء وتقوض سمعة إسرائيل الدولية وتخلق المزيد من الشكوك حول التزامها المعلن بتحقيق السلام مع فلسطين. وقالت الصحيفة إن قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" بالتصديق على قرار بناء المستوطنات الجديدةبالقدسالمحتلة أتى كرد فعل على تصويت الأممالمتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع بالاعتراف بفلسطين كدولة مراقبة غير عضو. وفى الوقت نفسه، ترى الصحيفة البريطانية أن الموقف الصارم الذي اتخذته أمريكا وبريطانيا برفض التحركات الاستيطانية الإسرائيلية ليس من المرجح أن يُحدِث أي تحول حقيقي في ولاء تلك الدول لبعضها أو تغير في السياسات بينهم. وأشارت الصحيفة إلى التحذيرات التي وجهها كل من وزير الخارجية البريطاني "وليام هيج" ونظيرته الأمريكية "هيلاري رودهام كلينتون" إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" من مغبة بناء مستوطنات جديدة في الأراضي المحتلة بالضفة الغربية. وأوضحت الصحيفة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية عارضت بشدة جنبًا إلى جنب مع إسرائيل تحرك الأممالمتحدة بالاعتراف بفلسطين، بينما امتنعت بريطانيا عن التصويت، ولكن في الوقت الحالي انتقد كلا البلدين قرار الاستيطان الإسرائيلي، مؤكدين أنه يضر بفرص التوصل إلى حل للدولتين ويعقد عملية السلام في المنطقة المضطربة. ومن جانبها، قالت "كلينتون" -في تصريحات ألقتها في مركز "سابان" بواشنطن-: "اسمحوا لي أن أقول إن هذه الإدارة مثل نظيراتها من الإدارات السابقة تبنت خططا واضحة تجاه إسرائيل، وتلك الأنشطة التي تقوم بها إسرائيل تُعد انتكاسة لعملية السلام القائم على التفاوض". وعلى الجانب الآخر، قال "هيج" إنه يشعر بقلق بالغ إزاء الخطط التي أفصحت عنها إسرائيل بالقرب من القدسالمحتلة التي تعتبر منطقة حيوية للحفاظ على الصلة بين إسرائيل وأي دولة فلسطينية في المستقبل. وأضاف "هيج" في تصريحات أدلى بها أمس السبت: "إن المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية بموجب القانون الدولي وتقوض الثقة بين الطرفين وتجعل من احتمالات حل الدولتين أمرا صعبا ومستحيلا مع العمل على القدس كعاصمة مشتركة". واستطردت الصحيفة أنه على الصعيد الفلسطيني، أعرب السياسيون الفلسطينيون عن استيائهم الشديد إزاء قرار الاستيطان الجديد، وقال "سلام فياض" رئيس الوزراء الفلسطيني: "إن هذا الفعل سيكون المسمار الأخير في نعش عملية السلام.