سؤال يسيطر على مخيلتى ليل نهار كلما شاهدت القنوات الفضائية التى من المفروض أنها جميعا ضد الإعلان الدستورى المقيد للحريات، الذى حول رئيس الجمهورية إلى إله وعلى الرغم من ذلك نصاب يوميا بوجع رأس اسمه الحيادية الإعلامية والتى لا يمارسها سوى الفضائيات ذات الاتجاه الليبرالى أما التليفزيون المصرى المطبق لنظرية عاش الملك مات الملك، فلم يختلف كثيرا عن أيام مبارك ويتعامل مع المعارضين للقرارات «المرسوية» بمزج التأييد الفج للمفدى رئيس الجمهورية باستضافة بعض المعارضين وفى تلك الحالة على المذيع لعب دور الشوكة فى حلق الحقيقة. أما قنوات الجزيرة فما زالت إعلاما فاشيا عاشق لحرق مصر وإشعال الموقف وأعتقد ان أى خبر إيجابى لصالح مصر يصيبهم بحالة هياج نفسى فتشحذ البرامج للبحث عن وسيلة لإشعال مصر. بالطبع الصورة الواضحة أنهم مع الإخوان ولكن هذا الاستقطاب الإخوانى لكون الجماعة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الحلم القطرى بأن تكون السيادة والريادة قطرية وبالتالى فهى داعمة لهم وما يقدمه اعلامهم الموجه لخدمتهم لأنهم يعلمون أن أى فصيل وطنى آخر إذا حكم البلاد سيعيد مصر الى مكانتها الاقليمية و هذا لن يكون فى صالح قطر. أما قناة الإخوان «مصر 25» فأنا أحييها لأنها واضحة وتلعب دورها المنوط به وهو التطبيل والتهليل لأصحابها وعلى المتضررين من غالبية الشعب المصرى الابتعاد عنها لكونها مصابة بعمى الألوان ولا تعرف سوى اللون الإخوانى. وفى الحقيقة إن من أهم الاعلاميين المتسقين مع أنفسهم اتفقت أو اختلفت معه إبراهيم عيسى، الذى أتابعه لأنه لا يلعب دور المغرم بالحيادية خاصة فى وقت يجب ان نتوحد جميعا ونكون فى خندق واحد ضد ديكتاتورية الجماعة ونطرح قصة الذئب والحمل، بشكلها الحقيقى المتهم فيه الذئب ولا نمارس لعبة عرض وجهتي نظر الذئب والحمل بنزاهة وحيادية وموضوعية كي لا نغضب الذئب ونتهم بالانحياز للضحية. إننا امام اخطبوط بألف ذراع للفكر الإخوانى يهدد حيادية وسائل الاعلام واستقلاليتها، ذراع لسلطة الدولة الذى يصل الى حد الإرهاب بتهديدات مدعى الديمقراطية، الكاذبين المصابين بالحساسية من الاعلام الحر المستقل. والرافضين للتغطية الاخبارية الحقيقية، والذين يريدون طمس الحقيقة في الوقت الذي بدأ فيه سقوط الكثير من الأساطير والخرافات الإخوانية التي خدرونا وضحكوا علينا بها، فظهروا على حقيقتهم غير الشريفة والبشعة، وسقطت ورقة التوت التي غطوا بها عوراتهم العديدة، بمقولة أننا كنا مسجونين من أجل الوطن وكأنهم يمنون علينا بسجنهم الذى ستظهر الأيام أنه كان فى قضايا تمس أمن الوطن وأعتقد أنه حان الوقت لكى يقوم الاعلام بكشف أسباب سجن الكثيرين منهم بشكل به قدر كبير من الحيادية، والموضوعية، واحترام الرأي المخالف، إننى اتمنى إعلاما يرفض فكرة أن يكون ملكياً أكثر من مالك في تعامله مع الآخر المعتدى على الدستور، وخاصة أن هذا الآخر يعاملنا إعلامياً، بعنصرية وعدائية وتحيز وسلطوية صارخة,و لماذا لم يمارس وزير الإعلام الإخوانى الحيادية والاتزان في خضم صراع مرير. يدفع مصر الى حرب أهلية, ألم يكن الإعلام الحكومى الذراع الدعائية للإخوان، ولتذهب النزاهة والموضوعية والحيادية والرأي الآخر الى الجحيم. ومن هذه النظرة البرجماتية للإعلام الحكومى, أتمنى تعامل الإعلام الليبرالى بكل القوة مع هذا الغزو المدمر من رافعى رايات الإخوان لأنهم لا يبغون سوى البلبلة ومصلحة الجماعة وكفانا هراء.