«الشيوخ» يناقش مشكلات التنمر والعنف داخل المدارس    «البحوث الإسلامية» في اليوم الدولي للأرامل: إنصافهنَّ واجب دِيني ومجتمعي    محمد فريد يلتقي السفير الإيطالي ويستعرض جهود تطوير القطاع المالي    في 10 شهور.. 29.4 مليار دولار تحويلات المصريين العاملين بالخارج    وزيرة البيئة تبحث مع محافظ الوادي الجديد فرص الاستثمار في المخلفات    مصر تدين التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق    وزير الخارجية الإيطالي يجري محادثات هاتفية مع نظيريه الإيراني والإسرائيلي    قمة الصدارة والتأهل.. بالميراس يواجه إنتر ميامي في صراع البقاء والعبور    طريقة مشاهدة مباراة الأهلي وبورتو بمونديال الأندية.. قناة مجانية    بحضور وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية.. احتفاء كبير باليوم الأوليمبي    بعد قليل.. إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية بالإسماعيلية    الفحص الأولي لعقار شبرا المنهار: «مسنود بعروق خشب»    انهيار عقار بشبرا مصر    دار الإفتاء توضح بيان سبب اختيار محرم كبدابة للتقويم الهجري    استشهاد وإصابة 50 فلسطينيا فى مجزرة صهيونية جديدة غرب مدينة خان يونس    عاجل- السيسي في اتصال مع رئيس وزراء اليونان: التصعيد بين إيران وإسرائيل خطر على أمن الشرق الأوسط    استدعاء كبير الأطباء الشرعيين يؤجل استئناف محاكمة المتهم بهتك عرض طفل دمنهور إلى 21 يوليو المقبل    عباءة سيناوية للوزير والمحافظ.. أبناء القبائل يكرمون وزير الثقافة ومحافظ شمال سيناء في نخل    مي فاروق تحيي حفلا بدار الأوبرا مطلع يوليو المقبل    في ذكرى رحيله.. عاطف الطيب مخرج الواقعية الذي وثق هموم البسطاء وصراع الإنسان مع السلطة    وزيرة التنمية المحلية توجه برصد مخالفات البناء أو التعديات علي الأراضي الزراعية    وزير الصحة يفتتح اجتماع اللجنة التوجيهية الإقليمية ReSCO    برلماني: مواجهة ظواهر التنمّر والعنف في المدارس مسؤولية مجتمعية    دعاء الحفظ وعدم النسيان لطلاب الثانوية العامة قبل الامتحان    الليلة.. عرض "الوهم" و"اليد السوداء" ضمن مهرجان فرق الأقاليم المسرحية    ألمانيا تحث إيران على «التفاوض المباشر» مع الولايات المتحدة    غدا.. قطع المياه عن قرية بني عقبة وتوابعها ببني سويف لتطهير وتعقيم المحطة    النقض تحدد أولى جلسات طعن المتهم بإنهاء حياة ثلاثة مصريين في قطر    وزير العمل يبحث مع "اتحاد المقاولين" تدريب العمالة وحمايتها    محافظ أسيوط يؤكد أهمية متابعة المحاصيل الزراعية وتقديم الدعم الفني للمزارعين    بيلينجهام يؤكد خضوعه لجراحة بكتفه بعد مونديال الأندية    صباح الكورة.. ديانج يعلق على مواجهة الأهلي وبورتو و4 أندية تبحث عن مدربين جدد لموسم 2025    تامر حسني يحافظ على المركز الثاني بفيلم "ريستارت" في شباك تذاكر السينمات    د.حماد عبدالله يكتب: عصر "الكتاتيب"،"والتكايا!!"    مدرب إنتر ميامي: مواجهة بالميراس لحظة تاريخية    مدبولي يشهد توقيع عقد تطوير مدينة "جريان" بمحور الشيخ زايد بتحالف بين الدولة وبالم هيلز وماونتن فيو ونيشنز أوف سكاي    البحوث الإسلامية: إنصاف الأرامل واجب ديني ومجتمعي لا يحتمل التأجيل    وزير الإسكان يتابع سير العمل بمشروعات تطوير البنية الأساسية بقرى مارينا السياحية    وزير التعليم العالي يضع حجر الأساس لمركز أورام الفيوم    طرق إضافة الكركم إلى الطعام.. نكهة مميزة وفوائد صحية مذهلة    الزمالك: الإعلان عن المدير الفني الجديد خلال الأسبوع الجارى    الطائفة الإنجيلية بمصر تنعى شهداء «مار إلياس» بدمشق    المجموعة الخليجية بالأمم المتحدة تحذر من تداعيات استمرار التصعيد بالشرق الأوسط    ضبط أحد الأشخاص بالقليوبية لقيامه بإدارة كيان تعليمى "بدون ترخيص"    ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر: مرض السرطان تحديًا صحيًا عالميًا جسيمًا    رئيس جامعة قناة السويس يتابع امتحانات كلية الألسن    «التضامن» تقر عقد التأسيس والنظام الداخلى لجمعية العلا التعاونية للخدمات الاجتماعية    شركات الطيران العالمية تراجع خططها في الشرق الأوسط بعد الضربات الأمريكية على إيران    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 23-6-2025 في محافظة قنا    كوريا الشمالية تندد بقوة بالهجوم الأمريكي على إيران    حظك اليوم الإثنين 23 يونيو 2025 وتوقعات الأبراج    حكم الشرع في غش الطلاب بالامتحانات.. الأزهر يجيب    ثورة «الأزهرى».. كواليس غضب الوزير من مشاهير الأئمة.. وضغوط من "جميع الاتجاهات" لإلغاء قرارات النقل.. الأوقاف تنهى عصر التوازنات وتستعيد سلطاتها فى ضبط الدعوة    شديد الحرارة والعظمى في القاهرة 35.. حالة الطقس اليوم    الكشف عن سر إشارة حكم مباراة ريال مدريد وباتشوكا    نيللي كريم تكشف عن مواصفات فتى أحلامها المستقبلي (فيديو)    سى إن إن: منشأة أصفهان النووية الإيرانية يرجح أنها لا تزال سليمة    مندوب إيران بمجلس الأمن: أمريكا الوحيدة تاريخيا من استخدمت أسلحة نووية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالأسماء‮.. التوريث في هيئة قضايا الدولة

فور تصدي‮ "‬الوفد الأسبوعي‮" لملف‮ »‬تطهير القضاة‮« لم تنقطع ردود الفعل المتصاعدة من هنا وهناك حول هذا المطلب العاجل والملح لثورة يناير‮.‬
المستشار أحمد عبدالفتاح يوسف،‮ مؤسس جمعية الجيل الذهبي،‮ والمستشار بمحكمة استئناف القاهرة،‮ حضر إلي مقر الجريدة،‮ يؤكد لنا أن الغرض من إنشاء هذه الجمعية كان‮ »‬نبيلاً‮« وهو خدمة أبناء المجتمع،‮ وقال‮: إن الكتيب الذي صدر عن‮ »‬الجمعية‮« التي تضم في عضويتها عدداً‮ من القضاة،‮ وتصدت‮ »‬الوفد‮« لما به من تمجيد لعائلة الرئيس المخلوع،‮ ليس للقضاة شأن به ولا يسئلون عنه،‮ موضحاً‮ أن القضاة أعضاء الجمعية هم جميعاً‮ يعملون تحت شعار واحد‮ »‬ناس بتحب مصر‮« حسب قوله ضمن هذا الحوار‮.‬
‮ ما الغرض من تأسيس جمعية‮ »‬الجيل الذهبي«؟
‮- الهدف من إنشاء الجمعية تنمية المجتمع والمساهمة في حلول للعشوائيات والمشاكل البيئية ومعالجة جميع مشاكل المجتمع مثل مشكلات المناطق الأشد فقراً‮ ولخدمة بعض أعضائها في تيسير الحج والعمرة ومساعدة الأسر الفقيرة والتكافل الاجتماعي وتأسيسها كان وفقاً‮ للقانون الخاص بالجمعيات‮.‬
‮‬من أين نشأت فكرة تكوين الجمعية؟
‮- من خلال ملاحظتي للمشاكل الاجتماعية داخل مصر ورصدي لبعض الظواهر السلبية في المجتمع فكان الشعار هو‮ »‬ناس بتحب مصر‮« وزودتنا الفكرة في تأسيس جمعية هدفها البناء والتوعية وعلاج المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وكانت الشخصيات المؤسسة للجمعية من المدنيين والقضاة علي حد سواء‮.‬
‮ ألا يتعارض وجود قضاة في جمعية خيرية مع القانون؟
‮- لا يتعارض إطلاقاً‮ مع قانون السلطة القضائية فهناك جمعيات كثيرة جداً‮ تهدف إلي تنمية المجتمع ونشر الوعي بين المواطنين،‮ وحل المشاكل البيئية وقد أضفنا نشاط حقوق الإنسان،‮ وشارك بعض ممثلي الجمعية في دورات لحقوق الإنسان،‮ وهو عمل تطوعي لا يهدف للربح لنساهم به في بناء هذا البلد العظيم‮.‬
‮ وكيف اشترك القضاة في هذه الجمعية؟
‮- الزملاء اطلعوا علي الأوراق واللوائح الداخلية للجمعية وكانت أنشطتها ثقافية اجتماعية بحتة وأضفنا أهدافاً‮ أخري كلها مصرح بها،‮ وقطعاً‮ الأهداف النبيلة والغرض السامي الذي قامت عليه الجمعية شجع الجميع ومنهم القضاة لأنهم أشد حباً‮ لهذا البلد،‮ كان اشتراكهم عن حب وبذلوا الجهد والوقت وفي سبيل إسعاد مجتمعهم،‮ ولم يستفد أحد من عمل الجمعية،‮ لأن عملها تطوعي خالص ولم نتلق دعماً‮ من أي جهة من جهات الدولة إطلاقاً‮.‬
‮ لكن بعض القضاة اعترضوا علي وجودهم بالجمعية دون إعلامهم؟
‮- حدث خلط في المفاهيم،‮ حيث ذكرت‮ »‬الوفد‮« أن المؤسسين‮ 150‮ والصحيح أن المؤسسين كانوا عشرة أعضاء وعدد القضاة لا يتجاوز‮ 400‮ من الهيئات القضائية والأعضاء المدنيين أكثر من هذا ولجان الجمعية‮ 40‮ لجنة تقريباً،‮ ويوجد بها بعض الزملاء من الهيئات القضائية التي تشارك بالجهد والفكر والوقت لحل مشكلات المجتمع‮.‬
‮ هل أعلمت القضاة بوجودهم في الجمعية؟
‮- الزملاء القضاة كانوا يعرفون باشتراكهم في الجمعية بعد اطلاعهم علي قرار إشهارها والأنشطة التي تقوم بها،‮ وهي جمعية تمارس أنشطتها علي مستوي الجمهورية،‮ بالإضافة لعضويتها في الاتحاد العام للجمعيات الأهلية،‮ كما اطلع الزملاء القضاة علي التصاريح الخاصة بهم‮.‬
‮ هل حرروا استمارات العضوية بأيديهم؟
‮- نعم‮.. ونحن جمعية ترفع شعار‮ »‬ناس بتحب مصر‮«.‬
‮ لماذا سارع بعض القضاة بإعلان نفي عضويتهم؟
‮- لأن عنوان الموضوع المنشور في ملف‮ »‬تطهير القضاة‮« كان صادماً‮ لأننا لسنا‮ »‬دراويش‮« لمبارك أو جمال أو سوزان أو أي إنسان وأؤكد أننا لم نتلق أي دعم من الدولة أو أي جهة نهائياً‮ بمليم واحد،‮ وقامت الجمعية علي الجهود الذاتية ولم يستفد أحد منها وأتحدي بل بالعكس لضيق ذات اليد قام أحد الأعضاء بطبع كتيب لشرح اللائحة الداخلية للجمعية والتعريف بأهدافها،‮ أما صورة مبارك ونجله وسوزان فليس للقضاة أي دخل بهما ولا يسئلون عن ذلك،‮ والذي تطوع بطبعه هو من وضع هذه الصور تطوعاً‮ منه برغم أن الكتاب ليس فيه شيء علي الإطلاق ولا يدل علي أي‮ »‬دروشة‮« وجميع القطاعات الحكومية كانت ترفع صور الرئيس مبارك لأنه كان وقتها رمزاً‮ للدولة‮.‬
تعيين أبناء المستشارين الحاصلين علي تقدير‮ "مقبول‮" في الدور الثاني
أسقطت ثورة يناير مخطط وحلم التوريث في قصر الرئاسة إلا أنها لم تسقط بعد نظام التوريث المتحقق فعلاً‮ في ساحات القضاء‮.‬
وصارت عبارة‮ »‬بيئة قضائية‮« مع تقدير مقبول شادي تساوي في عرف القضاة‮.‬
هنا ننشر بالمستندات أسماء القضاة والمستشارين الذين قاموا بتوريث الوظائف والمناصب القضائية لأبنائهم رغم حصولهم علي التقديرات الأدني‮ غير المطلوبة،‮ وإقصاء الكفاءات وأصحاب التقديرات الأعلي في كليات الحقوق‮.‬
ويتصدر هذه الأسماء في هيئة قضايا الدولة المستشار صدقي خلوصي،‮ رئيس الهيئة السابق،‮ الذي وقف ضد مجموعة ال45‮ الحاصلين علي الأحكام القضائية الصادرة،‮ بأحقيتهم في التغيير في حين قام بتعيين نجل زوجته محمد أمير السبع،‮ الحاصل علي تقدير‮ »‬مقبول‮«‬،‮ دفعة‮ 97‮ بجامعة عين شمس،‮ وصدر القرار الجمهوري رقم‮ 59‮ لسنة‮ 1999‮ لإلحاقه بالهيئة‮.. وعندما طالبت مجموعة ال45‮ بحقهم في تخطي زميلهم المتخلف عنهم في التقدير،‮ توعدهم خلوصي بعدم التعيين حتي لو حصلوا علي الدكتوراه‮!!‬
ويأتي في القائمة المستشار حسن هاشم حسن،‮ نائب هيئة قضايا الدولة،‮ وقام بتعيين ابنه إيهاب‮ ،‮ خريج كلية الشرطة دفعة‮ 97‮ بتقدير مقبول‮.‬
وقام المستشار إسماعيل محمود علي،‮ نائب رئيس هيئة قضايا الدولة،‮ بتعيين نجله محمد بتقدير مقبول هو دفعة‮ 89‮ دور أكتوبر والتحق بالهيئة بالقرار الجمهوري رقم‮ 43‮ لسنة‮ 2003.‬
أما بالنسبة للمستشار أيمن خميس بهيئة قضايا الدولة فقد التحق بالقرار الجمهوري رقم‮ 43‮ لسنة‮ 2003‮ برغم كونه حاصلاً‮ علي تقدير مقبول وهو من دفعة‮ 1992‮ خريج جامعة الإسكندرية‮.‬
ومن الطرائف صدور القرار الجمهوري رقم‮ 43‮ لسنة‮ 2003،‮ حيث تم تعيين ‮7 من المستشارين وهم عمرو السيد وماجد محمد ومحمد بهاء الدين،‮ وأحمد محمد ومحمد عبدالمنعم وحسني محمود وخالد إسماعيل،‮ حيث تم تعيينهم بهيئة قضايا الدولة وذلك في سابقة كان يشترط الحصول علي درجة الماجستير في وقت الإعلان،‮ ولكونهم أبناء مستشارين فلم يتم الالتفات إلي هذا الشرط برغم كونهم حصلوا علي الماجستير لكن كان ذلك في سنوات لاحقة علي تاريخ المسابقة،‮ حيث تطلب الإعلان دفعة‮ 1995‮ وما قبلها شرط الحصول علي الماجستير‮.‬
ومن مظاهر الوساطة والتوريث تعيين كامل عبدالقادر بهيئة قضايا الدولة بالقرار الجمهوري رقم‮ 202‮ لسنة‮ 96‮ الصادر في ‮11 يوليو‮ 1996‮ برغم تجاوزه سن الخمسين عاماً،‮ حيث إنه من مواليد‮ 1947/‬11/‬12.‬
كما تم تعيين المستشار محمد مصطفي بهيئة قضايا الدولة،‮ حيث التحق بالقرار الجمهوري رقم‮ 59‮ لسنة‮ 1999،‮ رغم كونه خريج عين شمس بتقدير مقبول فقد تم‮ غض النظر عن التقدير،‮ لكونه نجل مصطفي شلوفة،‮ مدير العلاقات العامة بهيئة قضايا الدولة‮.‬
الأخطر في ذلك هو ما قاله المستشار عبدالقهار الزهوي،‮ نائب رئيس هيئة قضايا الدولة وعضو المجلس الأعلي للهيئة التي يتم أمامها إجراء الاختبارات للمرشحين،‮ من أدلي بشهادته الخطيرة في الدعوي رقم‮ 11467‮ لسنة‮ 49‮ والمقامة من نشأت جلال عثمان ضد رئيس الجمهورية،‮ حيث قال‮: إنه حضر مقابلات خريجي دفعة‮ 1995‮ من المرشحين لوظائف مندوبين بالهيئة وأنه لا جدوي في المقابلات التي تجريها الهيئة،‮ طالما أنه يصبح الطالب من المرشحين للتعيين،‮ وتم تعيين رفيق سليم بالقرار الجمهوري رقم‮ 446‮ لسنة‮ 2001‮ وحصوله علي تقدير جيد،‮ دون اجتياز المقابلة الشخصية وفقاً‮ لمحاضر المقابلات الشخصية بالهيئة،‮ وكذلك حسن عبدالعزيز خريج جامعة بني سويف‮.‬
عصمة القضاة
المحامي العام لنيابات أمن الدولة يؤكد ثبوت تهمة الرشوة علي أحد القضاة‮.. ويطلب عدم محاكمته‮ »‬حفاظا علي هيبة القضاة‮«‬
في ديننا أن‮ »‬العصمة لاتكون إلا لنبي‮«.. وفي دين القضاة أن العصمة والحصانة والقداسة أيضاً‮ لهم وحدهم من بين كل البشر‮.‬
شيء ما خاطئ يميل بكفة ميزان العدالة بسبب هذا الاعتقاد الراسخ لدي فئة يفترض منها أنها حصانة وطن من الظلم والاستبداد،‮ وليست حصنا لإرهاب وتأديب شعب كامل بفئاته وسلطاته وثوراته أيضاً‮.‬
لم ينطق قضاة مصر بكلمة قبل‮ 4‮ سنوات حين ألقي كيسي كيلسون،‮ مدير قسم أفريقيا والشرق الأوسط بمنظمة الشفافية الدولية،‮ بنتائج تقريرها الصادم حول‮ »‬فساد النظام القضائي‮« في مصر ودول أفريقية أخري في وجوه الجميع‮..‬بينما نطق كثير منهم بكلمة رجل واحد ضدنا حين رحنا نفتح ملف تطهير القضاء كمسئولية واجبة من مسئوليات ثورة يناير،‮ وذهبوا بنا إلي مكتب النائب العام‮.‬
كيسي قال وقتها‮: إن نتائج التقرير أمر يسبب الصدمة بسبب أن‮ غالبية الأشخاص الذين شاركوا بآرائهم يعتقدون أن النظام القضائي فاسد مشيرا إلي أن معظم الناس الذين تم استطلاع رأيهم يعتبرون أن النظام القانوني والقضاء بهما فساد،‮ وفقا للمقياس العالمي للفساد لمنظمة الشفافية الدولية‮..‬وأكد التقرير أن واحداً‮ من كل خمسة أشخاص تفاعلوا مع النظام القضائي دفعوا رشوة،‮ وتساءلوا‮ »‬لماذا نستعين بمحام إذا استطعت شراء قاض؟‮«.‬
ومن أبرز خطايا هذا النظام‮ - حسب التقرير‮ - السيطرة الإدارية علي شؤون القضاء من جانب مجلس القضاء الأعلي ووزارة العدل،‮ والندب والتعيينات بالواسطة والميزانية المستقلة‮..‬وهي المظاهر التي تعرضت لها‮ »‬الوفد الأسبوعي‮« في العدد الماضي دون زيادة أو نقصان‮.‬
نعم،‮ حكم القاضي عنوان للحقيقة،‮ إلا أن القاضي لا يجب أن يكون ممثلا للحق‮..‬فلا تتطرق الحصانة في المفهوم التشريعي إلي شخص القاضي نهائياً،‮ إلا في حالة واحدة‮: عندما يجلس علي منصة القضاء للحكم بين الناس‮..‬والحقيقة أنها ترجمة لحق مكفول لجميع الموظفين العموميين في حمايتهم أثناء أداء أعمالهم لا أكثر‮.‬
إلا أن قضاة مصر راحوا يتسلحون بسطوة وجبروت الأحكام القضائية وسيف الحبس المسلط في تهمة إهانة القضاة المنصوص عليها لحمايتهم في أداء وظيفتهم،‮ ويضفون عملية تقديس‮ غريبة مستهجنة في دولة مدنية حديثة علي أنفسهم،‮ ليس لحماية الشرفاء منهم فقط بل والمفسدين أيضاً‮.‬
نعم المفسدين‮.. فقبل عام واحد،‮ كان المصريون علي موعد مع واقعة مستفزة في القضية رقم‮ 770‮ لسنة‮ 2008‮ حصر أمن الدولة العليا،والتي اتهم فيها المستشار سيد زكي بمجلس الدولة بتلقي رشاوي من رجل الأعمال محمد فريد خميس عضو مجلس الشوري عبر عدد من المحامين وموظفي مجلس الدولة لإصدار أحكام لصالحه‮.. بعد أن أكدت مذكرة المحامي العام لنيابات أمن الدولة ثبوت التهمة قطعا بحق المتهمين بعد تحريات وأقوال عضو هيئة الرقابة الإدارية للشركات،‮ إلا أن اتجاهاً‮ غريباً‮ أخذته القضية بناء علي توصيات السيد المحامي العام‮ »‬أحد أعضاء السلك القضائي‮« نرصده في نص قراره‮.. »‬لما كان ما تقدم وكانت واقعة الدعوي علي شكلها تسجل في صحيح نظر القانون،جرائم الرشوة واستغلال النفوذ والوساطة بين الأطراف وكانت النيابة قد اطلعت علي جميع ظروف وملابسات القضية وفحص ظروفها وأسبابها‮.. وكان من سلطة النيابة العامة في المواءمة بين موجبات إحالتها لمحكمة الموضوع أو الوقوف لدي الاكتفاء بحكم تأديبي يوقع علي المتهم‮.. وكانت الغاية من تلك المواءمة تجنب التعرض إلي فداحة الآثار الناجمة عن المحاكمة الجنائية علي المصالح المجتمعية المعتبرة من جانب مع الوفاء بالغاية من العقاب من جانب آخر زجراً‮ للمتهم وردعاً‮ له ولغيره‮.. وما من شك في أن إحالة الدعوي الماثلة إلي قضاء الموضوع وإتاحة موضوعها للعلم العام تطبيقاً‮ لمقتضي مبدأ علانية المحاكمة‮ ،فيها ما ينال من سمعة صرح قضائي شامخ وما يتبعه ذلك من اضطراب الثقة المستقرة في ضمير العامة من المتقاضين تجاه هذا الصرح،‮ ولما كان ذلك وكان في صون أعمال السلطة القضائية،‮ وما يتصل بها من أعمال المحاماة،‮ عما يمس هيبتها أو يقدح في مصداقيتها مصلحة مجتمعية شديدة الاعتبار فإنه حري بالنيابة العامة وفاء لتلك المصلحة أن تعدل بمسار الدعوي عن تقديمها إلي قضاء الموضوع والاكتفاء بمحاكمة المتهمين تأديبياً‮«.‬
وتعجب و»عجب قولهم‮«.. كيف تصبح إحالة قاض ثبت تلقيه الرشوة للمحاكمة إضرارا بمصلحة المجتمع وتقليلا من هيبة القضاة‮.. رغم أن طبيعة الأمور والتفكير السوي تستوجب معاقبته مرتين‮..‬بحيث تصبح حالة هذا القاضي عبرة للآخرين‮ »‬فيضاعف لها العذاب‮«.. ما يكون كفيلا بترسيخ احترام القضاء ودعم الثقة في حصانته الذاتية وليس الإيحاء بأن أهله طبقة فوق القانون‮..‬وهو ما لم يعد مقبولا في عهد الثورة بحال من الأحوال‮.‬
فما حرص عليه النظام المخلوع من ترضيات للقضاة لتثبيت دعائم بقائه علي صدورنا‮ 30‮ عاما بدعوي باطلة هي‮ »‬استقلال القضاء‮« لا يصح أن يبقي قدراً‮ مقدوراً‮.‬
كما لم يعد مقبولا لشباب الثورة أن تذهب كل الامتيازات لأبناء القضاة بينما يسندون هم أكفهم إلي خدودهم بانتظار فرصة عمل تسترهم في أوطانهم وتحميهم من نار الهجرة‮ غير الشرعية في بلاد الله‮.. تلك الامتيازات التي دفعت وزير العدل في نوفمبر قبل الماضي لإصدار قرار بندب المستشار محمد ماهر عبدالواحد نجل المستشار ماهر عبدالواحد رئيس المحكمة الدستورية وقتها،‮ مديرا لمركز حكومي هو مركز تسوية منازعات المستثمرين مع تفرغه الكامل بدرجة رئيس قطاع بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بجميع البدلات والحوافز والمزايا المالية المقررة لهذه الدرجة،‮ قبل صدور قرار وزير الاستثمار بإنشاء المركز بنحو‮ 7‮ أشهر أصلا‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.