بعد اكثر من 18 عاما.. فشل المجلس الاعلي للآثار في الانتهاء من اعمال ترميم مسجد فاطمة الشقراء بالدرب الاحمر والذي تصدع عقب زلزال 1992، وينذر حاليا بكارثة محققة، نتيجة لميل مئذنة المسجد بمقدار 12 سم مما يهددها بانهيارها في اي وقت فضلا عن زيادة الميل يوما بعد الآخر نتيجة للهزات الارضية التي يحدثها مرور عربات النقل الثقيلة من امام المسجد. ومسجد فاطمة الاشقر احد المساجد الاثرية التابعة لقطاع الآثار الاسلامية والقبطية تم انشاؤه عام 873 هجريا - و 1468 ميلاديا مسجل في الاثار برقم ، وصاحبته فاطمة تازقاغت أو الشقراء، وهي ملكة بربرية وزوجة الملك قايتباي احد مماليك مصر السابقين، ولدت سنة 1544 بمدينة مروانة وتوفيت عام 1641 ودفنت اسفل المسجد. وعقب الاضرار الجسيمة التي لحقت بالمسجد عام 1992، اصدر مجلس الآثار قرارا بتشكيل لجنة لمعاينة الاثر والبدء في ترميمه، وبالفعل نصبت الاعمدة الخشبية منذ ذلك الوقت وبدأت اعمال الترميم ببطء شديد، لم تنته منه حتي الآن، علي الرغم من اسناد الترميم لعدة شركات منذ 1993. ومر المسجد بعدة مراحل للترميم بدأت عام 1993 بنصب الاخشاب وتوقفت عدة سنوات ثم استئنفت لتنتهي الشركة المسئولة عام 2004 من الترميم الداخلي والخارجي باستثناء المئذنة التي لم ترمم حتي الآن علي الرغم من الميل الخطير بها. واعرب احمد سالم القيادي مرشح الوفد وعضو مجلس الشعب السابق عن استيائه من الوضع الحالي، منتقدا توقف اعمال الترميم عدة سنوات واستئناف العمل لاشهر ثم توقفه مرة اخري، بدعوي عدم وجود مخصصات مالية لانهاء الترميمات وايقاف المجلس صرف مستحقات الشركات، مما يهدد حياته سكان المنطقة بالخطر خاصة بعد تزايد ميل المئذنة بصورة يومية. واشار "سالم" الي ان اول لجنة شكلت لمعاينة الاثر قالت ان الميل يقدر ب4 سم، الا ان آخر لجنة عاينت الاثر الاسبوع الماضي اكدت انه وصل الي 12 سم، محذرة من خطورة الامر وضرورة التحرك الفوري لانقاذ الاثر، بدلا من انهيار المئذنة، وهو ما سيجلب الدمار علي سكان المنطقة وممتلكاتهم وسيؤثر علي السياحة بالمنطقة باعتبارها احدي المناطق السياحية والتجارية". واوضح "سالم" ان الخشب الذي يسند المسجد تعرض للتسوس لطول مدة استخدامه منذ حدوث الزلزال، كما ان الاحبال تلفت وبدأت الكانات في التساقط علي المارة، مطالبين المسئولين بضرورة التحرك الفوري لانقاذ الاثر والمواطنين.