هل يُدْرِكْ الدكتور مرسى أن شياطين الاخوان والسلف يُزينون له أعماله؟.. وهل يُدْرِكْ أن مبررات إصدار الإعلان غير الدستورى هي ذاتها مبررات لعدم إصداره؟.. وهل يُدْرِكْ أن تمسكه بهذا الإعلان يُشْعِل الموقف أكثر ويؤدى إلى الاضطرابات والصدام؟. . وهل يُدْرِكْ ويعلم أنه بمجرد أن أصدر هذا الإعلان «الباطل» قد سقط عشرات بل مئات القتلى والجرحى المصريين بيد مصريين آخرين؟.. وهل يُدْرِكْ أن عدد القتلى والجرحى في ظل التوتر سيزداد حتماً وقد نصل إلى حرب أهلية؟.. وهل يُدْرِكْ أنه يواجه ذات الاتهامات التي واجهها سلفه الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وحصل بمقتضاها على حكم بالسجن مدى الحياة؟.. وهل أَدْرَكَ وعَلِمَ أنَّ كثيرين من جميع أنحاء البلاد من فئات الشعب ومستوياته المختلفة قد أبدوا رفضهم لإعلانه الدكتاتورى؟.. وهل رأى الدكتور مرسى الطلاب والعمال والفلاحين والصحفيين والمحامين والأطباء والمهندسين والتطبيقيين والقضاة ورجال النيابة والفنانين والمثقفين والكتاب والمفكرين والاعلاميين والمعلمين والرياضيين ورجال الدين والسياسة وأعضاء الأحزاب من الرجال والنساء من الشباب والكبار وهم يخرجون في مسيرات من الأحزاب والنقابات والجامعات والمدارس والبيوت وهم يهتفون بسقوط هذا الإعلان؟.. وهل يرى أن كل هؤلاء الرافضين لدستوره على باطل وهو وإخوانه فقط على حق؟.. إن إصرار الدكتور «مرسى» على إعلانه «المرفوض» هو إصرار على تحدى إرادة الشعب الذى يملك بكل تأكيد إمكانية عزله. وما اتخذه الدكتور مرسى من قرارات وتم التراجع عنها، أفقد منصب الرئيس مصداقيته وهيبته، واستمراره على إصدار قرارات ثم التراجع عنها يهينه شخصياً، ومن الأحرى أن يفكر جيداً قبل أي قرار فيمن حوله من مستشارين يوقعونه في شر أعماله، قبل أن يفكر فيما يصدره من قرارات، لأن هؤلاء المستشارين في الأصل سبب المشكلات. وعلى الدكتور مرسى أن يُدْرِكْ ويعلم ويحس أن رياح يناير 2011 تهب الآن على البلاد، وقد تكون هذه المرة ريحاً صرصراً عاتية قد تقتلعه كما اقتلعت «نسمات» يناير قبل الماضى رئيساً للبلاد، يرقد الآن مريضاً خلف القضبان، وقد يجاوره الدكتور «مرسى» إذا استمر على موقفه واستقوائه بجماعة الإخوان التي يراها أغلبية الشعب وهى في الواقع قلة قليلة لن تحميه إذا اشتد العناد.. إن الخروج من الأزمة وحل المشكلة بسيط جداً.. فقط يُصْدِر الدكتور مرسى قراراً بوقف تنفيذ هذا الإعلان «الفضيحة»، أو يتراجع عنه هذه المرة، ولتكن آخر مرة.