تعرف على خريطة الكنائس الشرقيّة الكاثوليكية    أسعار اللحوم والأسماك اليوم 20 يونيو    مصادر أمريكية: الرصيف العائم في غزة يستأنف العمل اليوم    إلى أين تتجه التطورات على حدود إسرائيل الشمالية؟    هل يسير "واعد تركيا" جولر على خطى أسطورة البرتغال رونالدو؟    بعد تصريحات اللاعب| هل يرفض الأهلي استعارة «تريزيجيه» بسبب المطالب المادية؟    تقرير مفتش صحة بني مزار يكشف سبب وفاة عروس المنيا أثناء حفل زفافها    مصرع شخصين وإصابة 3 آخرين في حادث تصادم بكفر الشيخ    حصيلة مرعبة.. ارتفاع عدد وفيات الحجاج المصريين بسبب الطقس الحار    مدرب إسبانيا يصف مواجهة إيطاليا اليوم ب "النهائي المبكر"    إعلام عبري: تصريحات المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بشأن حماس أثارت غضب نتنياهو    حماس: تأكيد جديد من جهة أممية رفيعة على جرائم إسرائيل في غزة    سبب الطقس «الحارق» ومتوقع بدايته السبت المقبل.. ما هو منخفض الهند الموسمي؟    ارتفاع عدد ضحايا الانهيارات الأرضية إلى 10 أشخاص في بنجلاديش    حرب الاتهامات تشتعل بين مندوبي السودان والإمارات في مجلس الأمن (فيديو)    الآلاف في رحاب «السيد البدوى» احتفالًا بعيد الأضحى    العطلة الطويلة جذبت الكثيرين إلى المصايف| أين قضى المصريون الإجازة؟    تصل إلى 200 ألف جنيه.. أسعار تذاكر حفل عمرو دياب في الساحل الشمالي في يونيو    هيئة الداوء تحذر من 4 أدوية وتأمر بسحبها من الأسواق    أسرع مرض «قاتل» للإنسان.. كيف تحمي نفسك من بكتيريا آكلة اللحم؟    وفاة عروسة أثناء حفل زفافها بالمنيا    وزير الداخلية السعودي: موسم الحج لم يشهد وقوع أي حوادث تمس أمن الحجيج    بعد بيان الأبيض.. اتحاد الكرة يبحث عن حكم أجنبي لإدارة قمة الأهلي والزمالك    بوتين: روسيا ستواصل تعزيز العلاقات وتطوير التعاون مع فيتنام    التخزين الخامس خلال أيام.. خبير يفجر مفاجأة بشأن سد النهضة    تشييع جثامين أم وبناتها الثلاث ضحايا حادث انقلاب سيارة في ترعة بالشرقية    الركود يسيطر على سوق الذهب وإغلاق المحال حتى الإثنين المقبل    هل يسمع الموتى من يزورهم أو يسلِّم عليهم؟ دار الإفتاء تجيب    «آخرساعة» في سوق المدبح القديم بالسيدة زينب| «حلويات المدبح»    «المالية»: حوافز ضريبية وجمركية واستثمارية لتشجيع الإنتاج المحلي والتصدير    بعنوان «قلبي يحبك يا دنيا».. إلهام شاهين تُعلن عن فيلم جديد مع ليلي علوي وهالة صدقي    بعد قرار فيفا بإيقاف القيد| مودرن فيوتشر يتفاوض مع مروان صحراوي لحل الأزمة    بعد نجاح زراعته في مصر.. هل الكاسافا هو البطاطا؟ الزراعة تجيب    "تاتو" هيفاء وهبي وميرهان حسين تستعرض جمالها.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    حمدي الميرغني يوجه رسالة ل علي ربيع بعد حضوره مسرحية "ميمو"    تامر حسني يشعل حفله بكفر الشيخ رابع أيام عيد الأضحى (صور)    قمة أوروبية.. جدول مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    «من أجل كايزر تشيفز».. بيرسي تاو يضع شرطًا مُثيرًا للرحيل عن الأهلي (تفاصيل)    تحت سمع وبصر النيابة العامة…تعذيب وصعق بالكهرباء في سجن برج العرب    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 20 يونيو 2024 في البنوك    المركزي الكندي يدرس الانتظار حتى يوليو لخفض معدل الفائدة    حظك اليوم| برج الحمل الخميس 20 يونيو.. «وجه تركيزك على التفاصيل»    وفاة الناقد الأدبي محمود عبدالوهاب    فرقة أعز الناس.. سارة جمال تغني "ألف ليلة وليلة" في "معكم منى الشاذلي"    معظم الحجاج المتوفين خلال موسم حج هذا العام من المخالفين    تطورات جديدة| صدام في اتحاد الكرة بشأن مباراة القمة    كندا تبدأ بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية    مشروبات صحية يجب تناولها عقب لحوم العيد (فيديو)    تعرف علي المبادرات التي أطلقتها الدولة المصرية لتدريب الشباب وتأهيلهم وتمكينهم    إحالة مديرى مستشفى "ساقلتة" و"أخميم" للتحقيق لتغيبهما عن العمل فى العيد    بخطوات سهلة.. طريقة عمل كفتة داود باشا    بعد انتهاء أعمال الحج.. علي جمعة يكشف عن آداب زيارة مقام النبي والمسجد النبوي    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج بكالوريوس الطب والجراحة (الشعبة الفرنسية) جامعة الإسكندرية    هل ينتهي الغياب المتكرر دون إذن إلى فصل الموظف من العمل؟    مايا مرسي تستقبل رئيس الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي    ما هي علامات قبول الحج؟.. عالم أزهري يجيب    علي جمعة ينصح: أكثروا في أيام التشريق من الذكر بهذه الكلمات العشر    ما هي الأشهر الحرم وسبب تسميتها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الخالق الشريف: لا أوافق ولا أرضى أن يزور الرئيس مرسي إسرائيل
نشر في الدستور الأصلي يوم 21 - 09 - 2012


حوار: عبد الرحمن عكيلة
وصلت جماعة الإخوان إلى الحكم كما تطمح، لكن طموحها يتعدى حدود الدولة المصرية إلى أستاذية العالم، إنها الجماعة ذات الامتدادات العروبية، التى تمد أذرعها إلى المحيط السُنّى فى السعودية، وحماس فى فلسطين، وهناك كثيرون يتهمون تلك الجماعة بالكذب، وقول الشىء ثم التراجع عنه، أو تقديم الوعود ولحسها، أو المساندة وسحبها، كما جرى مع المجلس العسكرى وغيره. الجماعة تخسر كثيرا حاليا، ولا شك أن الحوار مع أحد قيادييها البارزين يمكنه إلقاء الضوء على كثير من القضايا التى تتعلق بها. هنا حوار مع عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين ومسؤول قسم نشر الدعوة بالجماعة وعضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، عبد الخالق الشريف.
■ بداية كيف ترى جماعة الإخوان المسلمين بعد الثورة؟ وهل يمكن أن يكون هناك خوف عليها من فتنة السلطة؟
- أرى جماعة الإخوان المسلمين تعيش مع شعب مصر كله فرحة الحرية، فرحة الكرامة والعزة، وحق إنشاء الأحزاب والجمعيات وإصدار الصحف والتعبير والتظاهر السلمى وإعلان الرأى والنقد وتوضيح المواقف والانتخابات الحرة النزيهة، ونسأل الله أن يديم الخير على مصر وأهلها، وأن يحافظوا على حقهم فى التظاهر السلمى، وأن يمنح شعب مصر الصبر، خصوصا بالنسبة إلى الاعتصامات الفئوية بما يتيح فرصة للحكومة للنهوض بالاقتصاد.
أما الخوف من فتنة السلطة فهو أمر يجب أن يكون يقظا فى قلب كل مسلم أو عاقل سواء أكان رئيس قسم أو مدير إدارة أو رئيس دولة، بل الخوف من فتنة الأهل والمال والزوجة، بل من فتنة الغنى والصحة، فكل ما على الأرض فتنة يجب أن يحذر منها كل مسلم يؤمن بأنه سيُحاسب بين يدى الله.
■ الإخوان خطفوا الثورة.. بماذا ترد على من يلقى بهذه التهمة على جماعة الإخوان ويتهمكم بالركوب على ظهر السلطة وعقد صفقات مع المجلس العسكرى؟
- هذه كلمات يرددها من لا يريد أن يدرك حقائق الأمور، ولنتساءل: من الذى منذ ثمانين عاما يخاطب ضمير الأمة جيلا بعد جيل بضرورة تحكيم الشريعة؟! ومن الذى جاهد فى فلسطين وفى القنال، ووقف أمام الحكام الظالمين بما أدى بهم إلى سجون طويلة، عموما هذه كلمات فقدت معناها ومبناها ولكنها تعيش فى عقول معينة وجميع المنصفين لا يقولون ذلك ولا يهتمون بمثل هذه الكلمات.
■ تتغير مواقف الجماعة باستمرار، فمن تأييد إلى هجوم على المجلس العسكرى وحكومة الجنزورى، ومن الوعد بعدم الترشح للرئاسة ثم ترشح المهندس خيرت الشاطر والدكتور مرسى. الجماعة متهمة بالكذب دائما.. فما رأيك؟
- الآراء بالنسبة إلى الأمور الحياتية تختلف حسب ما أحاط بها، وهذا يحدث فى الأمور الدينية والدنيوية، فنقول من ملك القدرتين الأولى به الزواج، ومن لا يملك عليه بالصوم، والحكم يختلف باختلاف الأوصاف والظروف التى أحاطت به، مع المجلس العسكرى حدثناه حسب كل مواقفه محسنا كان أو مسيئا، هل لكونه مجلسا عسكريا إذا أحسن نقول له أسأت أو نذكر الإساءة دون الحسنة؟ لا طبعا، مع أن كثيرا يمارس تلك الصنعة، ومع ذلك فى كل مرة كنا نطالبه بسرعة العودة إلى وظيفته الأساسية.
الدكتور الجنزورى رجل له تاريخه رضينا به حين جاء، فلما تبين خطأ وزارته انتقدناه، ولا يعلم الغيب إلا الله، يوم 10/2/2011 أى قبل تنحى مبارك رأينا أن لا نرشح أحدًا للرئاسة، وسعينا كى نرشح من رأيناه أهلا لذلك من خارجنا، فلما رفضوا أصبح لزاما علينا أن نرشح، وعندما ظهرت علامات نحو استبعاد المهندس خيرت الشاطر كان لا بد من ترشيح آخر إيمانا منا بالواجب المنوط علينا تجاه الشعب المصرى الذى له وحده الكلمة الأخيرة، وقد قالها والحمد لله، وهذا ليس كذبا، إنما هو تقدير للموقف حسب ظروفه، أما الكذب فهو قول غير الحق بمعنى أن أعرف الحقيقة وأقول غيرها، ولا مجال للقول بفصل السياسة عن الدين، فالسياسة جزء من الدين، والدين يهذّب أتباعه فى كل المجالات.
■ بوصفك عضوا فى مجلس شورى الإخوان، هناك أعضاء وقيادات بحزب «الحرية والعدالة» ما زالوا أعضاء بمجلس شورى الإخوان، ألا يتعارض ذلك مع فصل الحزب عن الجماعة؟ ولماذا تصر قيادات الحزب على البقاء فى مجلس الشورى؟
- لا أرى أى تعارض بين مجلس شورى جماعة تفهم الإسلام دينا شاملا، وبين جزء سياسى يباشر عمله، خصوصا أن كليهما يؤمن بالمرجعية الإسلامية، وعضو مجلس الشورى لا يصرّ على بقاء نفسه فى المجلس، فالإخوان هم الذين اختاروه، ولائحة الجماعة هى التى تحكم بقاءه من عدمه.
■ أثير كثير من الأقاويل حول موقف الجماعة القانونى، الجماعة تقول إنها ستوفق أوضاعها مع صدور قانون جديد للجمعيات الأهلية.. فى رأيك كيف ستوفّق الجماعة أوضاعها وكيف ستقنن علاقتها مع تنظيم الإخوان الدولى المنتشر فى دول العالم؟
- هذا أمر كله عجيب، مندوب الحكومة فى العهد البائد عجز عن تقديم مستند يثبت حل جماعة الإخوان المسلمين، وهذا يعنى أن وجودها قانونى منذ العهد الملكى، فكيف أبحث عن سند قانونى لى وهو موجود بالفعل، ولذلك عجزت الحكومات المتتالية إبان نظام مبارك عن إقناع القضاء الطبيعى بتهمة أن الإخوان ليس لهم وجود قانونى، وماذا عن مجلة الدعوة التى تحمل شعار الإخوان والتى أعيد إصدارها عام 1976؟ هل تكون الجماعة التى تصدرها غير قانونية؟ وماذا عمن كان يحضر إلى مكتب الإرشاد فى صحبة مندوب الخارجية مثل ياسر عرفات وغيره لمقابلة المرشد؟ إن كثيرا ممن يُعرفون بالنخبة والمحللين السياسيين، ورجال الأحزاب ممن كانوا يتكلمون عن حق الإخوان حين كانوا يُسجنون، ضاقت صدورهم بالإخوان بعد أن رأوا حب الشعب لهم، ومعنى توفيق الأوضاع أننى موجود والحمد لله، لكنى حين يصدر قانون يلزم بأمر معين للهيئات والجمعيات فإننا سنلتزم به.
■ أنت رئيس قسم نشر الدعوة بالجماعة، كيف ترى المسار الدعوى حاليا فى مصر، خصوصا فى الجماعة، بعد أن انشغل الجميع بالسياسة؟!
- قد يعلو صوت شىء، وهذا لا يعنى عدم وجود باقى الأشياء، وارتفاع الصوت يأتى من الإعلام لا من الإخوان، فالسياسة باعتبارها جزءا من الدين هى فى مفهومنا دعوة، والاتصال بالمجتمع من أجل الانتخابات مثلا هو دعوة، فكل ما فى حياتنا دعوة، إن الانفصال فى ذهن من يرانا ولا يعرف بدقة حقيقة ما فهمناه من الإسلام يتسبب فى كثير من الأسئلة، فقوله تعالى (قُلْ إِنَّ صَلَاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاى وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) يجعلنا جميعا لا نفرق بين السياسة والدعوة فهما جناحا الطائر، وفى أثناء الانتخابات تم تدشين مشروعات القسم لإعداد العلماء وحضره فضيلة الأستاذ المرشد فى جمع بلغ عدده نحو 3000 إمام وخطيب من الإخوان المسلمين، والمعاهد العلمية الشرعية للجماعة لم تتوقف قط.
■ هل العالم أو الداعية الذى وقف بجانب الظلم وساند نظام مبارك لا يجوز أن يأمن له الناس وأن يأخذوا منهم العلم بعد ذلك؟ وما رأيك فى موقف شيخ الأزهر والمفتى وقت الثورة؟ وهل برأيك يحتاج الأزهر إلى تطهير؟
- لا يمكن تصنيف الناس بهذا الأسلوب، ولا بد من التفرقة بين عموم العلماء والدعاة وبين من كانوا يروجون لباطل يقوم عليه النظام السابق، وهؤلاء إما لعدم معرفة بتفاصيل الأمور، وقد كُشفت لهم فعادوا للحق، وإما لإيمانهم بالباطل وانتمائهم إليه، وهؤلاء مرجع توبتهم إلى الله تعالى، والفتوى يرجع الناس فيها إلى من يثقون به، وكم أتمنى أن ينشط فى مصر ما يعرف بالفقه الجماعى، عن طريق إنشاء لجان من عدد من المتخصصين يصدرون لنا فتاوى جماعية فى ما يخص المجتمع، وكما أن هناك فى الطب إخصائيا وأستاذ جامعة فى التخصص فلا بد أن يرعى الأئمة هذا الأمر، وليس شرطا أن يفتى فى كل شىء، بل يحيل المسألة إلى من هو أكثر علمًا، واسمح لى أن أغير الكلمة، فأقول الأزهر يحتاج إلى تطوير واختيار الأصلح والأفضل لكل موقع ونحن نحترم كل العلماء والأئمة والدعاة والوعاظ فى كل الاتجاهات.
■ وما رأيك فى ما يقال بأن الجماعة لا تمتلك علماء أو دعاة لديهم من العلم الشرعى مما يؤهلهم للإفتاء، وهى التهمة التى يلقيها الشباب السلفى دائما فى وجه شباب الإخوان؟
- نحترم وجهات النظر، نحترم كل قول وهو إما عن عدم علم ودراية، أو لأن حقيقتنا لم تتضح أمامه، وعموما فى جماعة الإخوان أكثر من 200 عضو هيئة تدريس بجامعة الأزهر، علاوة على أكثر من 500 حاصل على الدكتوراه، وليس فى هيئة التدريس، إضافة إلى أساتذة كرام فى دار العلوم والحقوق والآداب.
■ ما علاقتكم بالتيارات الإسلامية المختلفة والتيار السلفى على وجه الخصوص؟
- عادة أصحاب الأفكار يحدث بينهم نوع من الاختلاف ومع عدم وجود أساليب اتصال، وهو ما كان يحرص عليه النظام السابق، تزداد الجفوة، لكن بعد ثورة 25 يناير سرعان ما اجتمع الشمل واقتربت وجهات النظر، واختلاف وجهات النظر لا يفسد الود ولا يمنعه، ولقد تم عقد كثير من المؤتمرات العلمية والانتخابية وكنا جميعا يحضر بعضنا مع بعض. وهل حدث ضرر للدولة حين نرى رئيسها وحرسه يصلون الفجر فى جماعة وصلاة الجمعة فى المساجد وغير ذلك، إن الإسلام جاء لتعيش البشرية فى سعادة كاملة وفق تشريع شمولى واقعى إنسانى مرن يحفظ لكل ذى حق حقه.
■ قادة التيار السلفى يقولون إن عددهم وأتباعهم يفوقونكم 20 ضعفا.. ما رأيك؟
- هذا أمر إذا كان حقيقة لا يحزننا، بل يسعدنا فكله فى صالح الإسلام والشعب المصرى ملايين، فعلى كل الدعاة والوعاظ والأئمة العمل كى يتعرف الشعب كله على حقيقة الإسلام ونور الإسلام.
■ هل من المنطقى أن تطبق أحكام الإسلام فقط فى بعض الأمور المتعلقة بالدولة، رغم وجود أقباط وغير مسلمين يعيشون فيها.. فمثلا هل تتوقف مصر عن الاقتراض أو التعامل بفوائد البنوك والربا رغم أن الأمر يتعلق بالدولة ككل، ولا يخص مسلميها فقط؟
- للمسلمين عقائدهم، وللمسيحيين كذلك عقائدهم، وهذا أيضا فى العبادات والأحوال الشخصية والمواريث، فهل رأيت مسلما يقول إن زواج المسيحى باطل مثلا، أما البيوع فالحرام فى الإسلام ما كان على غش ورشوة أو خداع أو جهالة وغير ذلك مما هو مبين فى بابه عند أهل التخصص، وبالنسبة إلى الربا فهو محرم فى اليهودية والنصرانية والإسلام، ومع ذلك فقد عبر د.محمد جودة من حزب الحرية والعدالة أنهم يرون أن تكون هناك بنوك ونظم اقتصادية إسلامية على النظرية الإسلامية، وأخرى وفق الجارى حاليا، وعلى الشعب أن يختار ما هو فى صالحه.
■ متى يكون الاقتراض ربويا وما رأيك فى قرض صندوق النقد الدولى، وتبرير بعض القيادات السلفية والإخوانية إجازته بعدم تضمنه فوائد ربوية وإنما مجرد مصاريف إدارية؟
- الربا محرم بكل آراء من يعتد برأيهم، كما قرر مجمع البحوث الإسلامية عام 1965 وجميع المجامع الفقهية فى العالم، وما يخالف ذلك آراء شاذة فى الفتوى لا يعتد بها، وهذا المحرم الجالب لحرب الله ورسوله لا يجوز التعامل به إلا حال الضرورة أو الحاجة التى تقع موقع الضرورة عامة أو خاصة، وهذه الحالة لا يفتى فى تقديرها علماء الشريعة فقط بل إلى جوارهم علماء الاقتصاد والمالية العامة والنقود وقياس الرأى وغير ذلك بوضوح وجلاء، وبالنسبة إلى المصاريف الإدارية أفتت المجامع الفقهية بجوازها إذا كانت فى حقيقتها كذلك دون زيادة، أما بالنسبة إلى قرض صندوق النقد الدولى فكما أعلنت من قبل الأمر فى حاجة إلى هيئة كبار العلماء مع أهل التخصص لإصدار الفتوى الجماعية فى هذا الباب الذى لا تصلح فيه فتوى للأفراد.
■ أحد شيوخ السلفيين قال إن المصاريف الإدارية إن زادت على خمسين قرشا فالقرض حرام، واليوم يقول إذا وصلت إلى 2% من القرض لا تعد ربا.. كيف ترى ذلك.. وهل تلمح فى كلامه تطويعا للفتوى لتتماشى مع القرار السياسى؟
- لا داعى لتهويل الأمر وجعله من باب تطويع الفتوى مع القرار السياسى، فأولا نريد أن نعرف خمسين قرشا متى قيلت وما ظروفها؟ فلو قيلت عام 1960 بخلاف اليوم، ولو قيلت بخصوص من يقترض عشرة جنيهات أو خمسين جنيها من جمعية خيرية بخلاف بنك دولى له مبناه ورئيس ومستشارون وخبراء رواتبهم فوق خيال كثير منا، وتنقلاتهم بالطائرات الخاصة والفنادق ذات السبع نجوم، كل هذا لا بد من أخذه فى الاعتبار.
■ هل كنتم على علم بأن الرئيس مرسى يعد لإقالة قيادات الجيش؟
- كنت أتمنى من المشير حسين طنطاوى أن يلغى الإعلان الدستورى المكمل بعد أن حلف الرئيس اليمين الدستورية، ولا يُدْخل البلاد فى نفق مظلم جعل العالم ينظر إلينا بأسلوب غير مقبول، حتى قالت وزيرة التأمينات لن أصرف الزيادة التى أصدر بها الرئيس مرسى قرارا جمهوريا إلا بعد موافقة المجلس العسكرى، ولقد كتبت رسالة بعد إعلان النتيجة أطلب ذلك من المشير طنطاوى.. أما بالنسبة إلىّ فلم أكن أعلم شيئا عن هذا الأمر.
■ هل كانت جماعة الإخوان المسلمين تخشى حدوث انقلاب بسبب إقالة طنطاوى وعنان؟
- كان الأمر بالنسبة إلىّ عاديا، والجماعة لم تخش أو تتوقع حدوث أى انقلابات، فكما قدمت حكومة د.كمال الجنزورى استقالتها كان لا بد أن يقوم المجلس العسكرى الذى أشاد الدكتور مرسى بأنه أدى دوره بتسليم السلطة بالكامل للرئيس المدنى المنتخب، وعلى القوات المسلحة الاهتمام بدورها القومى المنوط بها بعيدا عن السياسة.
■ وماذا عن التنسيق بين الجماعة ومؤسسة الرئاسة؟
- الجماعة ليس لها علاقة بمؤسسة الرئاسة، فالرئيس مرسى لديه مساعدوه ومستشاروه ومستقل تمام فى قراراته، التى لا دخل لنا بها ونقوم بدعمه فى قرارات التطهير، لأننا جزء من الشعب وهو رئيس كل المصريين.
■ كيف تقيم زيارة الرئيس الأخيرة لإيران؟
- كانت زيارة موفقة من جهات كثيرة: أولا إن مصر كان عليها تسليم رئاسة المؤتمر وهذا من باب الذوق، لا بد أن يقوم به رئيس تجاه رئيس آخر.. ثانيا: لو لم يقم الرئيس مرسى بالذهاب إلى إيران لتسليم رئاسة المؤتمر لقيل خضع لأمريكا، وعندما يذهب يقال كذا وكذا.
■ هل تعارض الجماعة افتتاح حسينيات فى مصر وما موقفكم من محاولات نشر التشيع بصفتكم جماعة دعوية تعتنق المذهب السنى؟
- الذى أراه أنه لا مجال فى مصر للمذهب الشيعى، واسألوا التاريخ أين الدولة الفاطمية؟ وماذا أريد بالأزهر وماذا أراد الله به؟ إن فضيلة الإمام الأكبر يرفض تماما نشر المذهب الشيعى فى مصر وهذا هو الصواب، وعلى أصحاب كل مذهب الدعوة إلى مذهبهم فى بلادهم دون بلاد المذهب الآخر.
■ ماذا لو قرر الرئيس مرسى زيارة إسرائيل مثلما فعل السادات من قبل؟ ومن وجهة نظرك كعضو فى مجلس شورى الإخوان.. هل توافق على ذلك؟
- أنا شخصيا لا أوافق ولا أرضى أن يزور فخامة الرئيس مرسى إسرائيل، أما مجلس الشورى فأنا لا أعبر عنه، إنما ما ينتهى إليه يعبر عنه الأمين العام للجماعة.
■ كيف تقيّم ردود الأفعال المصاحبة لأزمة الفيلم المسىء إلى الرسول الكريم؟
- بالنسبة إلى حادثة الفيلم المسىء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصور الكاريكاتيرية السابقة، فإن السبب فى ذلك هو الدول الإسلامية التى لا يوجد بينها قوة اقتصادية فاعلة مؤثرة، والذين يعيشون على الإنتاج العلمى لهذه الدول الأوروبية والأمريكية، وهذه الدول الإسلامية التى لا تقوم بالواجب نحو هذا الرسول الكريم بالتعبير الصادق عن حقائق الدين الغالية، بل ولا تعتبر هذه الدول وشعوبها فى الواقع العملى صورة صادقة ومرآة صافية معبرة عن الإسلام دين الحق والسماحة والرحمة والإنسانية، إن الدول الإسلامية يجب عليها أن تُعرف الدنيا بالإسلام وحقائقه ونوره حتى لا يتجرأ ظلوم أو جهول على الأنبياء والمقدسات، لقد نجح اليهود فى إصدار قانون يحاكم من ينكر المحرقة اليهودية الكاذبة فماذا فعلنا نحن؟ أموالنا عند الغرب، ونحن ننتظر منهم العلم والمعرفة والتطور، فبذلك يروننا جهلة، فيسخرون منا. وإنى أتوجه إلى فخامة الرئيس مرسى بكل شكر لأنه أول رئيس مسلم يسعى لإقامة دعوة أو قضية ضد من تجرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن الوقفات الاحتجاجية مهمة ولكن مقاطعتهم فى ما نستطيع أهم، وعلينا احترام عقد الأمان للمنشآت والأفراد فهذا هو شرع الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.