الذي اجتمع أمس، ليس برلمان الثورة، ولا مجلس الشعب المصري، هو مجلس باطل بقرار أعلي محكمة مصرية، وثالث محكمة علي مستوي العالم، أحياه رئيس الجمهورية من العدم تحت ضغط تيار الاسلام السياسي لإقامة دولته الخاصة علي حساب دولة القانون، وفرض معتقداته علي حساب الشرعية الدستورية، النواب الذين لبوا الدعوة الباطلة من رجل المرشد للاجتماع تحت القبة لا يمثلون الشعب المصري، انهم يمثلون عليه، ويغتصبون حقه في أن يعلن احترامه لاحكام القضاء الذي قضي ببطلان تشكيل البرلمان من تاريخ انشائه. اقترح إطلاق اسم «مجلس الشعب الباطل» علي هذا الكيان الذي انعقد بسيف القوة، واعداد قوائم سوداء بأسماء النواب الذين وافقوا علي عودته وشاركوا في الزفة لأنهم مغتصبون للسلطة التشريعية وجميع ما يصدرونه من قوانين وقرارات وما يتخذونه من اجراءات تعتبر باطلة، لأن ما يصدر عن باطل فهو باطل، وتحية احترام وتقدير للنواب الذين اعلنوا احترامهم للدستور ورفضوا احياء المجلس من العدم وقاطعوا جلسة ال 13 دقيقة التي ادارها الكتاتني ولم يجد ما يقوله غير الاعلان عن أن مصير المجلس أصبح أمام محكمة النقض وهذه متاهة جديدة!! كما أقترح علي وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ان تتفق علي طريقة في التعامل مع المجلس الباطل، بتجاهل أخباره، أو بكشف مساوئه وسلبياته، لن تكون له إيجابيات لانه منعدم، جميع المكافآت التي يحصل عليها النواب هي إهدار للمال العام يستوجب مساءلة من يدفعها لهم، مواكب التشريفات والزلمكات هي اغتصاب لأملاك الشعب، ومضابط الجلسات التي يتم تحريرها في قاعة هذا المجلس هي شهادة للتاريخ علي اغتيال دولة القانون وذبح القضاء وعودة إلي العصور البدائية. الرئيس مرسي أدخل مصر في متاهة دستورية، ضحي بالدولة لإرضاء الجماعة، ودخل في معركة تكسير عظام مع المجلس العسكري علي حساب استقرار الاوضاع السياسية ولم ينتظر لحين الانتهاء من ترتيب البيت الذي ينتظر حدثاً جديداً في إصدار الدستور الذي يضبط بوصلة القيادة ويوجهها نحو الاتجاه الصحيح، الرئيس مرسي حاول أن يقول أنا الزعيم الأوحد، فهدم المعبد علي من فيه، يستطيع الرئيس انقاذ مصر، ويقيها شر الحرب الاهلية التي يهدد بها الانطاع، بأن يصدر قراراً بالتراجع عن قرار عودة مجلس الشعب الباطل، ويثبت احترامه للدستور والقانون بطريقة عملية وليس شعاراً ردده لزوم استلام السلطة. إن اعتداء رأس الدولة علي القانون جعل الناس لا يحترمون القانون، اسمع يا سيادة الرئيس الهتافات التي يرددها الناس أمام قصور الرئاسة منذ صدور قرارك الصادم، لن نحترم الدستور، ولا القانون بعد اليوم، الغلطة جاءت من الكبير ويقصدون سيادتك، أتريد أن تكون رئيساً لكل المصريين ولا لجماعة الاخوان المسلمين عاوزين نعرف، نطالبك بالاستقالة او العزل. الحشد الجماهيري عاد من جديد هذه المرة أنت شخصياً المستهدف والمسئول عنه وانت القادر علي بث رسالة طمأنة للناس، التي اكتشفت انها تعيش في غابة يحكمها الاسد. البيان الذي أصدره مكتب الرئيس حول مبررات اصدار قرار عودة البرلمان غير مقنع انه يخفي صراعا علي السلطة بين الرئيس والمجلس العسكري، نهايته البقاء للأقوي، ورد العسكري عليه بكلام خايب، عاوزين كلام دوغري يطمئن الناس علي المستقبل ولا تلعبوا بمشاعرهم. الدستورية مازالت متماسكة تقول: احكامنا ملزمة للجميع، وانتظروا الدرس الثاني، الفرصة مازالت امامك يا دكتور مرسي أصدر قراراً حالا بالتراجع عن اعادة المجلس الباطل، أنقذ مصر، وأنقذ حكمك، واطرد مستشاري السوء واستمع لنبض الشعب فقط تنجح وتنهض مصر.. اجتماع اليوم ماسخ وبارد وأعتقد أنه لن يتكرر إلا بعد انتخابات جديدة.. انتهي الدستور يا ..