يُعدّ التواضع في الإسلام من أبرز الأخلاق والصفات المحمودة التي ينبغي على العباد التّحَلّي بها لنيل رضا الله تعالى، فالتواضع في الإسلام، من صفات الأنبياء والمرسلين، ومن صفات عباد الله الصالحين، حيث قال الله -تعالى- في القرآن الكريم: {وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}،[4]. فمن صفات عباد الله الصالحين أن تكون مشيتهم على الأرض مشيةً هيّنةً سهلةً بلا تكلفٍ، ولا خُيلاء، وأن يكون تواضعه مع الله تعالى، ومع الناس، وقد حثَّ النبي صلّى الله عليه وسلّم المؤمنين على التواضع في كثيرٍ من الأحاديث النبوية،[5] حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنَّ اللهَ أَوْحَى إليَّ: أن تَواضَعوا حتى لا يفخرَ أحدٌ على أحَدٍ، و لا يبغي أحدٌ على أحَدٍ،. وحتى يكون العبد متّصفاً بخُلُقِ التواضع في الإسلام لابدّ أن يتوفر فيه شرطين هما؛ الإخلاص، والقدرة، فلا بدّ للعبد أن يبتغي ويقصد في تواضعه إرضاء الله تعالى، ولا بد أن يكون ذا قدرةٍ كاملةٍ على فعل وترك ما يريد.