«صدقى» يطالب بإبعاد مصر عن قضية فلسطين رئيس الوزراء كان يدرك تحركات الدول الداعمة للسياسة اليهودية ذهب الزبد جفاء، واختفى مع مرور الأيام وتطور الحوادث والمفاجآت بريق الحماسة، وبدأت الحقائق التى أخفتها العواطف تظهر للمصريين فتراجع الناس فى دهشة أمام الواقع المعاش، وبدأ الجميع يقولون إن إسماعيل صدقى لم يتجن حين قال ما قال، ولم يكن ظالما عندما قرر ما قرر، ولم يكن بخيلا بمجد طارئ على بلاده حين عارض فى دخول الحرب الفلسطينية، إذ كان يرى يعينيه أن وراءنا من المشكلات الخاصة ما هو جدير بحالنا ويفقدنا جزءاً كبيراً من الحماسة المشتعلة التى تأججت بها قلوبنا من أجل قضية فلسطين. كان الرجل يرى أنه كان من واجبنا قبلا أن نحصن جبهتنا الداخلية ونزيدها قوة على قوة.. ثم يتضاعف منا الاهتمام ويتعاظم الحماس من أجل قضية الوادى، فنولى على سبيل المثال مشكلة الجنوب جل الاهتمام، حتى إذا فرغنا من مشكلاتنا وتمت وحدتنا وجهنا اهتمامنا إلى القضايا العربية التى ثارت مشكلاتها. إذاً فقد كان الرجل على حق فى معارضته لأنه كان واقعيا وخبيرا يعرف مكانه، ويعرف أين سيضع قدمه فى الغد، وعلى هاتين الخطوتين القريبتين يرتب شتى الاحتمالات، فلم تحرك إسماعيل صدقى وموقفه ذاك شهوة المعارضة حين قال: «إن المسألة الفلسطينية دار فيها البحث منذ عام ونصف العام دون أن يؤخذ لنا رأى فيها إلا قبل دخولنا الحرب بأربع وعشرين ساعة حتى يتساءل فى دهشة عن سر الإغفال أولا ثم العجلة والحماسة فى الساعات الأخيرة! ولكن الذى حركه فعلا هو الصالح العام، بل حركته غريزته الواعية وعينه التى كشفت الحجب والتى قدرت وبنت النتائج وما سوف يترتب على ذلك الأمر الخطير الذى لم يمر فى سهولة ويسر. فلول اليهود! لقد علمت الحوادث صدقى أن حربا كتلك التى قامت بين الأمم العربية وبين الدولة اليهودية لا يمكن أن تمر عاصفتها فى سلام، ودون أن تثير الدول التى تحرك السياسة اليهودية دفتها ويتحكم المال اليهودى فى مصائرها ومصادر أقطابها! وهلل الشعب وكبر يوم حالف التوفيق قواتنا المسلحة وقد استطاعت وحداتها دخول المستعمرات اليهودية التى على الحدود، وهربت أمام سطوتها وجرأة جنودها البواسل فلول اليهود، وقال الناس وقتها تبا لإسماعيل صدقى أكان يريد أن يحرمنا جلال هذا الفخار، ويسلب عن رؤوسنا تيجان النصر؟ واشتعلت جذوة الحماسة فى كل قلب، ولم يعد لمصرى واحد من حديث إلا حديث النصر، وقرب دخول تل أبيب وزوال الدولة المزعومة. وأحب المتحمسون فى مهرجان النصر لو يسمعوا صوت إسماعيل صدقى مرة أخرى، مرة أخرى يعلن فيها تراجعه عما قال وإقراره بخطئه وتسرعه إذ قال ما قال دون أن يحسب لمعنوية الشعب وجيشه أى حساب. وسكت إسماعيل صدقى، فقد كان يعرف أن هذه الذروة لابد أن تتبعها نكسة شديدة يتطور الحال خلالها فى غير صالح، إذ بينما كانت الجيوش تتقدم وراية النصر الهفهافة تداعبها نسائم المجد والخلاص وهى ترفرف فوق أرض فلسطين المحررة، كانت الدول ترقب الأمر حتى وصل إلى ذروته، وإذ ذاك تدخلت.. وإذ بمجلس الأمن الذى ما اهتم قبلا بالنزاع المصرى الإنجليزى ولا بغيره من مواقف دولية معقدة وخطيرة إذ بهذا المجلس يهب مذعورا ليدافع عن العصابات الصهيونية الغاشمة الغاصبة ويرسل وسيطا لتسوية نزاع لا وجو له، لأن النزاع لا يكون إلا بين أصحاب حق، وما كان اليهود أصحاب حق فى فلسطين العربية فى يوم من الأيام. وأعلن الوسيط الدولى قيام الهدنة، وأصيب الحماس بنكسة شديدة تذكر الناس خلالها المعارض الجرىء، ومعارضته الأشد جرأة يوم قال فى دخولنا الحرب ما قال! ثم علا «ترمومتر» الحماس ثانية ليصاب بعد قليل بنكسة أشد من الأولى يوم أعلنت الهدنة الثانية.. ثم خف الحماس لدى الدول العربية جمعاء، وبدأت تتنصل.. وتنسحب.. وتراوغ! وتذكر الناس أصداء حديث إسماعيل صدقى حين قال: هل أعددنا للأمر الخطير عدته؟! وهل قدرنا جميع العواقب؟ وهل استعددنا لأسوأ الفروض؟ وهل دار بخلد أولئك المتحمسين احتمال إغارة قاذفات القنابل على بلادنا؟ وأين وأين مما قد لا يكون من المصلحة نشره؟! ولم يجد الناس أمام هذه الحجج سوى الصمت، ففى الصمت أسى وفيه عديد من العبر، وفيه إقرار بالندم لأنهم لم ينتصحوا ولم يأخذوا العبرة، ولم يسمعوا وصايا الحكماء وانساقوا وراء العواطف والكلمات الجوفاء، فكانت النتيجة أننا حملنا على أكتافنا وحدنا عبء الحرب. تحملنا العبء وهز المتحمسون رؤوسهم، وسكت أهل العواطف، وقال المعتدلون آه لو أخذنا برأى إسماعيل صدقى فى المشكلة الفلسطينية، وبين أولئك وهؤلاء وقف الوطن حيث هو فلا سفينة أمانيه عرفت لها ملجأ ترسو إليه، ولا المشكلة الفلسطينية حلها التدخل المصرى أو اهتمام الأمم المتحدة! وعادت أصداء حديث إسماعيل صدقى تدوى فى خيالات من هاجموه لتسخر منهم، وتلقنهم فى السياسة العالمية وبعد النظرة الصائبة درسا يفيدهم فى تجاربهم المستقبلية، وتعلمهم أن العاطفة شىء والحقائق شىء آخر، وأن تغليب العاطفة فى معالجة القضايا العامة مخاطرة نهايتها الفشل والخسران! لقد سكنت الألسن أمام قوة الحجج ومتانة البراهين، وتوارت العاطفة واختفت ظلالها وتساءل الناس: هل حلت الدول العربية ومعها أمريكا مشكلة فلسطين؟! وكان الجواب على ذلك «لا» فعاد الناس يتساءلون: إذاً فهل توصلت مصر والشقيقات العربيات إلى حل المشكلة، وكان الجواب بالنفى أيضاً، إذ زادت المشكلة الفلسطينية تعقيدا وارتباكا، وتزايدت معها تبعات مصر، وتبدت لها حقائق لم تحسب لها يوم تحمست وأقدمت على المغامرة أى حساب. عاد الجيش من الأرض المقدسة رافع الرأس، وقد استطاع ببسالة رجاله أن يحفظ شرفه العسكرى، ودارت مفاوضات هدنة ما كان أحوجنا إلى مناقشة شروطها يوم دعا إسماعيل صدقى إلى ذلك، والحرب لم تبدأ بعد، ولم تضح مصر فيها بما ضحت لا من مال وعتاد، بل بأشبال أعزاء كانت تدخرهم للأمر العظيم، وأرواح ضحى بها الارتجال وسياسة التسرع واتباع العواطف وعدم التبصر بدقائق الأمور، والنظر إليها بعين سطحية يخدعها البريق الزائف لا بعين فاحصة مجربة تقدر الأحداث وتعرف على ضوء دراستها الواعية ما سوف يجىء به اليوم الذى يلى الغد المجهول لا بأيام وأسابيع بل بشهور وأعوام! ومرت الأيام، وفاجأتنا من ناحية المعسكر العربى تيارات قوية واشتد النزاع فى ميدان الأشقاء البواسل إلى حد «التعريض» و«التحريض» على الانقلاب! وثار الرأى العام المصرى، وبدأ ينظر إلى الأمور فى شىء من الاستغراب، إذ بعد أن كنا فى مقدمة من تؤخذ آراؤهم، ويحسبون «لمشورتهم» ألف حساب، إذ بنا فى موقف غريب، موقف صدرتنا فيه بعض «السياسات الغربية» فى صورة الدخلاء الغاصبين! وعرفت مصر مكانها ومكان الشقيقات منها، ورأى ولاة الأمور فيها أن من الواجب وبعد بعض الاعتداءات الصهيونية على الحدود أن تنظر مصر إلى الجيش نظرة جديدة، جديرة به وبالمكان المأمول له بين جيوش العالم، فقررت اعتماد مبلغ 72 مليونا من الجيش لتدعيمه. ولكن إسماعيل صدقى طالب بالاهتمام بإعلان حرب داخلية على بعض علاتنا وأمراضنا الاجتماعية، ووقفت الدنيا ولم تقعد، فقد فتش المهاجمون فى الماضى ونبشوا قبوره، واستعرضوا حوادثه قاصيها ودانيها، ووجدوا أن النغمة التى طالما تغنوا بها من أن إسماعيل صدى خنق الحريات، وقتل الدستور وزور الانتخابات قد أصبحت ممجوجة تكره الآذان ترديدها، إذاً أى ماض يعيرون به هذا الرجل؟ وأى مستند يضيفونه إلى صحيفة سوابقه غير الإشارة إلى موقفه الذى سبق أن وقفه من اشتراك مصر فى الحرب الفلسطينية ومعارضته وحده عشرين مليون مصرى! وانطلقت أبواق الدعاية الشوهاء ضد الرجل الفرد الذى لا يملك صحافة ولا صحفا، ولا يسنده نواب أو شيوخ، ولا يظاهره حزب قوى أو أغلبية برلمانية، ورغم هذا استطاع أن يصد الهجوم وأن يسخر بالمهاجمين ومرت العاصفة، كما مرت قبلها عواصف وأنواء! المشكلة الفلسطينية والذى أراه صدقا وعدلا أن إسماعيل صدقى لم يتجن على وطنه يوم طالب بإبعاد هذا الوطن عن المشكلة الفلسطينية لأنه كان يحسب للغد حسابه، ويعرف أن المشكلة ستزداد مع الأيام تعقيدا. كان إسماعيل يعرف أن انتهاء الحرب بين قواتنا المسلحة وشراذم اليهود ليس معناه انتهاء النزاع، ولا الوصول بالمشكلة إلى الحل المرجو لها، وأن النزاع الحق سوف يقوم فى الغد القريب بين الإخوان أنفسهم، وسيكون الغانم فى كل هذه الحالات اليهودى المغتصب. وقد تحققت فعلا فراسة الرجل، فما لبث المعسكر العربى الشامخ أن اهتزت دعائمه وعلت فى جوانبه أصداء وصيحات حاول المسئولون جهدهم ألا تصل إلى الأسماع! وكان حريا بالجامعة العربية لتسترد معنوياتها أن تقدم على عمل جرىء يعيد إليها هيبتها، ويربط من جديد دولها برباط فى وجوده إشعار بمكانتها، وتضامن جميع الدول تضامنا فيه ما يعنى المساهمة والاشتراك العملى الحاسم فى الخطير من الأمور. وخرجت إلى الوجود فكرة الضمان الاجتماعى، وتحمس الناس للفكرة، ورحبوا بها وترددت فى قبولها بعض الدول، وراوغت فى إبرامها دول أخرى، وطال الأخذ والرد حواليها وانقسم الناس أحزابا وفرقا وقالوا يومها فى أمر المترددين ما قالوا! لكن هل تجاسر إسماعيل صدقى على معارضة هذه الفكرة؟! لا بل لقد هتف الجميع للمشروع ورحبوا به، ولم يرض مسئول واحد فى البلاد العربية جمعاء أن يكلف نفسه عناء دراسة المشروع وتعرف وجوه النقد فيه! ولعله قد راع «الأهرام» أن تمر عاصفته فى سكينة وهدوء ودون أن تثير أى انتباه، وأحبت أن يتحدث للناس عنه إسماعيل صدقى، فسأله محررها كامل الشناوى: لقد تعودت أن تبدى رأيك فى الأمور العامة بدقة، وكثيرا ما اصطدم رأيك بالرأى الذى أجمع عليه الناس، ولكن الغضب عليك لا يكاد يبلغ نهايته حتى تجىء الأيام والحوادث فتشد أزرك. وهنا أطرق دولة صدقى باشا برأسه، أطرق حياء، أو دهاء، لست أدرى ثم تمتم بكلمات قال بعدها: «إذا خصصتنى بسلامة الرأى فقد ظلمت الحقيقة فالواقع أن كثيرين غيرى يدرسون المسائل مثلما أدرسها، وينتهون فيها إلى الرأى الذى أنتهى إليه، والفرق بينى وبينهم أنى حين أتكلم أعبر عما فى رأسى، وأنهم حين يتكلمون يعبرون عما فى رؤوس الجماهير! إن هذه الجماهير قد لا تحبك ولكنها تحترم آراءك وأظن أنها اليوم فى حاجة إلى أن تحترم رأيك فى بعض المسائل الخطيرة، مثل توزيع الدوائر بين الأحزاب، وخفض الجنيه المصرى. ورفع صدقى سبابته يطلب الكلمة وقال: ليست هذه هى المسائل الخطيرة. فأجاب المحرر: ستجد بين أسئلتى سؤالا خطيرا يتعلق بكشف روسيا عن سر القنبلة الذرية وأثر ذلك فى الحرب القادمة، وفى موقفنا من هذه الحرب. وتكلم صدقى: «هناك يا سيدى ما هو أخطر من القنبلة الذرية التى تملك أمريكا سرها، والتى كشفت روسيا عن سرها، أن ما قرأته فى الأهرام أخطر على مصر من القنبلة الذرية»! لقد قرأت أن مجلس الجامعة قرر أو فى سبيله أن يقرر ما أطلقوا عليه اسم ضمان جماعى للسلامة، وقد ذكرت الأهرام أن الأسس التى سيقوم عليها هذا الضمان هو جعل تدريب الجيوش العربية ونظامها على قاعدة واحدة، الأمر الذى يتطلب هيئة أركان حرب موحدة، وقد فهمت مما قرأته أن هذا الضمان يأخذ صيغة المعاهدات العسكرية، وقد فهمت أيضاً أن مصر هى صاحبة الاقتراح. فإذا صح هذا - وقد يكون لى الحق فى أن أتشكك فإن اجتماعات المجلس سرية، ولا ينشر عنها إلا ما يراه نشره - إذا صح هذا فلابد من أن ممثلى مصر فى مجلس الجامعة قد فكروا طويلا فى هذا الموضوع، ولابد أن تفكيرهم قد هداهم إلى أن البلاد التى يراد أن نتحالف معها كانت إلى عهد قريب، بل كانت إلى هذه الساعة تتراشق بالتهم يوجهها بعضها إلى البعض الآخر. حتى هذه المنشأة التى تمثل هذه البلاد وهى الجامعة العربية لم تخل من الانتقاد على تصرفاتها، وهكذا ترى أن الشقاق تخطى البلاد نفسها إلى الإدارة التى جامعتها! ولابد أيضاً أن ممثلى مصر فى الجامعة قد فكروا أن سكان هذه البلاد التى يريدون أن تتحالف معها ليسوا متفاهمين على ما يبغونه، وما يهدفون إليه من الأمانى القومية، وأن هذه البلاد لا تزال مهد ثورات داخلية وميدان مساع سافرة لإحلال مبادئ اجتماعية جديدة محل مبادئ أخرى، وبحكم المحالفة المنشودة يجب أن نسلم أسرارنا لهؤلاء الحلفاء! ولابد كذلك من أن ممثلى مصر الذين اقترحوا فكرة الضمان الجماعى قد فكروا فى أنه لا يزال لبعض هذه الدول اتصالات رسمية، أو اتصالات خاصة ببعض الدول الكبرى، وربما تلقت من هذه الدول الكبرى الوحى، ولا أريد أن أعبر بأشد من هذا التعبير.! وهذه الدول العربية يختلف فيها نظام الحكم أشد اختلاف، فمنها ذات الحكم الملكى، أو الجمهورى ومنها ذات حكم ديكتاتورى، ومنها ذات حكم دستورى، أو حكم ذى مظهر دستورى، وأسرها المالكة أو الحاكمة قد دبت بينها الخلافات العائلية! ولابد بطبيعة الحال أن ممثلينا فى الجامعة قد علموا أن الدول المتحضرة ترى أن حالة هذه البلاد التى يراد التحالف معها حالتها الاقتصادية والاجتماعية تدعو إلى مساعدتها بالمال وبالخبراء لا حبا فى سواد عيون أهلها، ولكن لتصبح مكان استقرار، بعدما كانت محل قلق واضطراب! وأظن أن ممثلى مصر فى الجامعة العربية لا يزالون يذكرون أن هذه البلاد سبق أن دخلت الحرب إلى جانب مصر، وأنها هولت كثيرا فى أمر المساعدات المنتظرة منها، فكانت النتيجة أن عبء الحرب وقع على مصر وحدها، ويلوح لى أن السعى الذى تقوم به مصر اليوم سيتجه إلى تكرار هذه المأساة! الضمان الجماعى! إن مصر لا تزال محتلة عسكريا بمقتضى اتفاقية مهما قيل فيها إنها غير ذات موضوع، فإنها قائمة فعلا، وممثلة تمثيلا واقعيا فى منطقة القنال وفى السودان، وغريب من بلد فى هذا الوضع أن يعمل على إنشاء اتفاقات عسكرية وهو لم يخلص بعد مما هو فيه! وفى نقد إسماعيل صدقى للمشروع قوة لا تجسر على مجابهتها أو الرد عليها قوة مهما بلغ صاحبها، وفى نقده أيضاً صراحة واضحة تبصره بالوضع الحقيقى لمصر، وأن المواطن المحب لبلاده ليقف طويلا أمام هذا الرأى! لقد أبى إسماعيل أن يتشدق بمعسول اللفظ أو يدور حول الحقيقة فيلبسها غير لباسها، ليخدع الناس، ويجعلهم يعيشون فى خيالات بعيدة عن الواقع، لأنه ما أحب أن يكون كغيره ممن يدرسون المسائل كما يدرسها وينتهون فيها إلى الرأى الذى ينتهى إليه، والفرق بينه وبينهم أنه حين يتكلم يعبر عما فى رأسه وأنهم حين يتكلمون يعبرون عما فى رؤوس الجماهير!