نظرة حنون بعدها مشاعر جياشة وعلاقة عاطفية رائعة نشأت بينى وبين هذه الفتاة التى قابلتها وبالصدفة دون ترتيب عن طريق إحدى قريباتى..هادئة هى..مرحة بشوشة الوجه تخطف قلبك من أول لحظة. هذا ما حدث معى.. اخذت تلابيب قلبى دون استئذان.. طلبت منها اللقاء. تمنعت فى البداية ولكن بعد إلحاح ورجاء منى وافقت على استحياء. تقابلنا وعبرت لها عن مشاعرى ورغبتى الصادقة فى الارتباط بها. رحبت وطلبت منى بعض الوقت لأخذ موعد من والدها. وبعد بضعة أيام جاءنى جوابها وان والدها يرحب بزيارتى..الدنيا لم تسع فرحتى. وذهبت إلى منزلهم ووافقت على كل الشروط فأنا احبها وأريدها زوجة لى وأماً لاولادى. اتفقنا على كل التفاصيل وبدأنا الاستعداد للزواج..مر خمسة عشر عاما على هذه الاحداث التى اشعر بأنها كانت بالأمس ويا ليتها لم تكن ويا ليتنى لم أقابل هذه السيدة. يرجع «أحمد» برأسه للخلف ويسحب الهواء حتى يمتلئ صدره وهو يسرد تفاصيل معاناته قائلاً: أعجبت بسمية منذ أن وقعت عينى عليها، رأيت فيها شابَّة جميلة زوجة صالحة. بدأت على الفور فى إعداد منزل الزوجية وكنت اتمنى ان يكون قصرا حتى يليق بأميرتى. دفعت كل ما املك من حطام الدنيا حتى اعددته كما احب وجهزته بأفخم الاثاث والأجهزة وكل شىء تحولت شقتى الى جنة فهى شقة العمر. فكيف لا أنفق عليها وببذخ انتهيت من إعدادها وبعد أيام تم الزفاف فى ليلة من ألف ليلة وليلة. تحاكى عنها الجميع وبدأنا شهر العسل كنت اتمنى ان تكون حياتنا كلها كذلك. وعدت زوجتى فى اول ليلة فى حياتنا الزوجية ان اكون لها نعم الزوج وان اعمل على سعادتها واننى لن ابكيها يوماً. تتثاقل الكلمات على لسان الرجل. مر الشهر الاول من زواجنا كالحلم وكنت كل يوم أحمد الله على انه رزقنى بتلك الزوجة الصالحة واكتملت فرحتنا بعد شعرت زوجتى بأعراض الحمل فى طفلنا الاول احتفلنا وتمنينا ان يُتم ربى علينا السعادة بقدوم طفلنا بسلام. ولكن لا ادرى ماذا حدث لزوجتى بعد شهور قليلة من الحمل تحولت الى انسانة أخرى غير التى احببتها وتمنيت ان اكمل حياتى معه. تحول هدوء زوجتى الى عصبية فهى تتحين الفرص المشاجرات بيننا وأحيانا بدون أسباب. تحول العش الهادئ الى حلبة مصارعة. صوت عال. مشاحنات. ألفاظ نابية. انها لست هى. هل استطاعت ان تخدعنى الى هذا الحد. ما نوع القناع الذى كانت ترتديه ولماذ تخلت عنه وبهذه السرعة. التمست لها العذر فى البداية وقلت لنفسى انها أعراض الحمل الكثير من السيدات تتغير اطباعهن بسبب الحمل. تحملت كل أفعالها الشاذة معى طوال 9 أشهر حتى جاء موعد ولادتها. حجزت لها فى مستشفى خمس نجوم، كما يقال كى أطمئن أنها ستكون فى رعاية تامة هو وطفلنا وتمت الولادة وجاء طفلى محمد للحياة. دبت السعادة مرة أخرى فى شرايين حياتى سيكون ابنى حمامة السلام التى ستصلح كل ما تصدع بينى وبين والدته اثناء فترة حملها ولكنى كنت واهماً. أيام قليلة بعد الولادة بعد ان تعافت زوجتى قليلاً من ولادتها وعادت المشاجرات تدوى فى البيت. مشاحنات لا تنتهى وهى لا تكل ولا تمل من افتعال الشجار وفى كل مرة تطلب الطلاق والبعد. حاولت مرات ومرات إصلاح حالها وتلبية طلباتها من اجل ان يكبر ابنى فى جو طبيعى بين أمه وأبيه. ولكن سعت زوجتى الى الطلاق بكل السبل حتى كان لها ما أرادت تم الانفصال عقب شهرين فقط من ولادتها ابنى الوحيد. ولأنها حاضنة ولان القانون يقول الشقة من حق الزوجة الحاضنة كان علىّ مغادرة المنزل الذى أنفقت عليه كل ما أملك ولم يعد لدىّ مكان يحتوينى. لملمت بعضاً من ملابسى وغادرت المنزل ولم تكتف بذلك بل طالبتنى بالنفقة لها وللصغير. أقمت دعوى كى استرد منزلى او اقيم معها فيه ولكن لم ينصفنى القانون خمسة عشر عاما مرت على ولادة ابننا وقد تخطى سن الحضانة وأصبح من حقى استعادة شقتى وابنى ولكن ما زالت زوجتى تلجأ الى المحامين والتحايل على القانون. وما زلت تصر على محاربتى ومحاولة الاستيلاء على اموالى ولكنى لن اترك لها كل ما املك تعبث به وبحياة ابنى من حقى تولى رعاية ابنى والحياة فى منزلى واستعادة حياتى. من حقى طردها من حياتى صبرت خمسة عشر عاماً حتى يبلغ ابنى سن الاستغناء عنها وقد جاء الوقت واليوم جلسة نظر قضية استعادة ابنى وبيتى من تلك المرأة التى دمرت حياتى دون ذنب منى سوى انها مريضة الطمع. ويقف الرجل فجأة ويجرى مسرعا الى داخل قاعة المحكمة فقد جاء دور قضيته فى رول المحكمة وجاء دوره ليقف أمام القاضى ليدافع عن نفسه وحياته وابنه بعد 15 عاماً من الانتظار.