سنوات طويلة عجاف مرت علي محافظة "جنوبسيناء" تعاقب خلالها 9 محافظين منذ انشاء المحافظة وانفصالها عن الشمال في عام 1979. التنمية في "جنوبسيناء" تسير كالسلحفاة رغم المقومات الكثيرة الموجودة بهذه المحافظة مثل الزراعة، والمعادن والبترول بخلاف السياحة التي اهتم بها النظام المبارك، وكانت "شرم الشيخ" التي اصبحت منتجعاً خاصاً للرئيس السابق مبارك وأولاده محط اهتمامه الكامل، حتي أن جنوبسيناء كلها "اختزلت" في تلك المساحة التي يطل منها مبارك وعائلته علي "البحر"، وكأنها ملكية خاصة! فيما عانت باقي المحافظة من الاهمال الشديد وتردي الأوضاع التي تسير من سيئ الي أسوأ لتصبح "كنوزاً.. تائهة في الرمال! والاستيلاء علي الاراضي كان يتم بالامر المباشر، ونهب أموال البنوك كان بحجة بناء فنادق وقري سياحية واصبحت شرم الشيخ المنتجع الخاص "بالاسرة الحاكمة" وتحولت الي محمية أمنية! الدولة كلها بكافة أجهزتها كانت تعمل من أجل ان يتم تنمية شرم الشيخ فقط!! دون بقية المدن السياحية الاخري التي تمتلك مقومات سياحية واقتصادية ضائعة! تجاهلت الحكومات السابقة منذ عام 79 الي الآن اهمية جنوبسيناء وما تمتلكه من خيرات وثروات مثل البترول والتعدين والزراعة المنتشرة في حديقة أبورديس ورأس سدر وأبو زنيمة. أما شرم الشيخ منتجع الرئيس السابق ونظامه شهدت مخططا لتوزيع أراضيها علي المحاسيب فتم الاستيلاء عليها بأبخس الأسعار واصبحوا يمتلكون قصوراً وفيلات ومنتجعات سياحية وتراكمت ثروتهم حتي اصبحت بالمليارات سواء كانت بأسمائهم او بأسماء وهمية كل هذا في ظل حماية الرئيس السابق وتحولت شرم الشيخ الي ثكنة عسكرية وأمنية من أجل حماية النظام وأتباعه واستثماراتهم المملوكة لهم. "أبو زنيمة".. كنوز المنجنيز الضائعة والفشل في سانت كاترين! شهدت مدينة نويبع إهمالا غير عادي وهي التي يتواجد بها أهم ميناء بحري في مصر هو ميناء نويبع البحري الذي يشهد كل عام خلال مواسم الحج والعمرة وعودة المدرسين مآسي كبيرة تواجه المواطنين أما بخصوص المقومات الاخري التي تشتهر بها محافظة جنوبسيناء قطاع الزراعة الذي تجاهله النظام السابق، الاراضي الزراعية الممهدة قضي عليها النظام السابق وحولها الي قري سياحية مهجورة بطول مدينة رأس سدر في حين قامت المحافظة بعرقلة طلبات مجموعة من رجال الاعمال المهتمين بالزراعة والشباب الخاصة بمشروعات تنمية زراعية. وقضت عليها بالروتين والاهمال وتحولت هذه المساحات الشاسعة الممهدة زراعيا الي رمال وصحراء. كما قضت المحافظة علي طلبات أبناء البدو ممن يرغبون في الزراعة وأهملت مشروعاتهم وتفرغت لتوزيع الاراضي علي المهتمين بقطاع السياحة بهذه المناطق! كما قام النظام السابق بإجهاض عدة مشروعات زراعية واقامة فنادق بديلاً عنها وتحولت رأس سدر من زراعية الي سياحية حتي عندما حاولت تحويلها الي سياحية فشلت السياحة في هذه المنطقة وتم عرقلة اقامة مطار رأس سدر الذي تم الغاؤه والاستيلاء علي أرض المطار، كما فشلت في وضع رأس سدر علي الخريطة السياحية العالمية وفشلت السياحة واصبحت الديون تحاصر أصحاب القري السياحية بهذه المنطقة. أما مدينة "أبو زنيمة" التي تشتهر بالتعدين فيوجد بها نسبة كبيرة من رمال الزجاج وجبال الذهب والرخام والجرانيت وغيرها من المقومات التعدينية الاخري، التي جعلتها من اهم المدن التي تشتهر بهذه الجبال، فقد اعاقت الحكومة السابقة والنظام السابق متمثلة في وزارتي الاستثمار والصناعة في تحول هذه المدينة من قلعة صناعية وتصديرية الي مدينة يقتلها الاهمال بما فيها ميناء أبو زنيمة الذي يعتبر الميناء الوحيد في مصر لتصدير المنجنيز وأسمنت سيناء. كما تعمدت الحكومة السابقة اعاقة الاستثمار من جذب رؤوس اموال ومستثمرين لهذه المنطقة الجنوبية ورغم جميع المقومات التصديرية بها إلا اننا نقوم باستيراد هذه الخامات من الخارج كل هذا من أجل مجموعة من رجال الاعمال في مصر الذين تربطهم الشراكة مع رجال أعمال من خارج مصر. ومدينة سانت كاترين "المدينة الدينية" التي بها دير سانت كاترين الذي يعتبر من أهم الأديرة الدينية وأقدمها علي مستوي العالم والذي يحج اليه المسيحيون من جميع انحاء العالم وبعض الجبال النادرة التي يتمتع بها السياح الأجانب عند زيارتهم الي سانت كاترين التي بها أهم الجبال. وقد عجز النظام السابق بحكومته في جذب استثمارات سياحية بهذه المنطقة المهمة واتجهت فقط لمدينة شرم الشيخ التي يسكن بها الرئيس السابق وكانت التوجيهات تصدر منه للحكومة من أجل تنمية هذا المنتجع الذي أراد أن يجذب اصدقاءه لاقامة عدة قري سياحية وفنادق للاستيلاء علي المليارات من البنوك بحجة بناء هذه القري والفنادق وكانت الاوامر تصدر من الرئيس السابق شخصياً للحكومة والبنوك المصرية لتمويل هذه المشروعات. أين ذهبت أموال المنحة الأوروبية؟ قام الاتحاد الاوروبي بمنح محافظة جنوبسيناء منحة أوربية تقدر بحوالي 62 مليون يورو من أجل تنمية المحافظة اضاعها المسئولون علي المنحة واقاموا عدة مشروعات وهمية اقيمت دون الحاجة الحقيقية من اقامتها من اجل ملء الملفات والحسابات، وكانت لجلسات المجلس الشعبي المحلي للمحافظة مناقشات طويلة حول هذه المنحة وتم اتهام المسئولين بالاستيلاءعليها وحرمان المحافظة منها وكان التستر علي هذه القضية وسيلة المحافظين السابقين والحاليين في التعامل مع هذه المخالفات وتم تقديم اعضاء المجلس الشعبي المحلي عدة اتهامات واضحة عن سرقة هذه المبالغ وتحويل المسئولين عليها الي النيابة العامة لكنها جميعاً انتهت الي لا شيء. انهيار السياحة في دهب ونويبع والديون تلاحق أصحاب الفنادق مدينتا دهب ونويبع، شهدتا عجزاً واضحاً من الحكومات السابقة حيث فشلت جميعاً في تنميتهما وغابت عنهما مشرعات التنمية السياحية بل ان القرارات التي صدرت كلها كانت لتعطيل التنمية من اجل عيون اصحاب الاستثمارات في شرم الشيخ وحتي تقوم هذه المدن بسحب البساط من شرم الشيخ قامت حاشية النظام السابق بتعطيل وعرقلة اقامة مطار دهب الذي سوف يساهم في احياء السياحة بها وقد انهارت السياحة في هذه المدن تماما واصبحت خالية من أي نوع من السياحة وتراكمت الديون علي اصحاب الفنادق والقري السياحية وأهملت معها ايضا بقية الخدمات الاخري. فعندما تدخل هذه المدينة تتخيل وكأنك لست في مدينة مصرية علي أرض مصرية وجزء غالي من سيناء الذي ضحي من أجلها الآباء والاجداد وارتوت رمالها بدمائهم ودماء ابنائهم تحولت الي منتجع للأثرياء واصحاب الحظوة وتكونت المليارات في حسابات من لا يستحقونها اما ابناؤها الاصليون من أبناء البدو لا حول لهم ولاقوة واصبحوا يخدمون اتباع النظام عندما يريدون ان يقيموا استثمارات بهذه المدينة. طور سيناء العاصمة المهجورة مدينة طور سيناء عاصمة جنوبسيناء التي يسكن بها جميع الموظفين بالمحافظة فقد تجاهلتها الحكومة السابقة واصبحت تشتكي من الاهمال وقام المحافظون السابقون بتحويل مكاتبهم لمدينة شرم الشيخ بدلاً من ديوان عام المحافظة كما هو متبع في جميع المحافظات حتي يكونوا تحت أوامر الرئيس ويكونوا قريبين منه! كما اطلقوا علي هؤلاء المحافظين بأنهم محافظون لشرم الشيخ فقط واهتموا بهذه المدينة دون بقية المدن الأخري من اجل إرضاء الرئيس السابق مبارك فكانت طور سيناء مجهولة في التنمية. "نبق" عزبة "جرانه" الخاصة! نبق ومنطقة أراضي هيئة التنمية، مثالان واضحان لما تعرضت له مدن جنوبسيناء من عمليات سطو علي خيراتها فالاراضي بيعت بدولار واحد للمتر ثم باعها هواة تسقيع الاراضي بالمليارات. وقام وزير السياحة السابق والمحبوس حالياً زهير جرانة بتوزيع هذه الاراضي علي المحاسيب والاصدقاء بأبخس الاسعار فتحولت منطقة "نبق" الي عزبة خاصة للوزير واصدقائه اما المستثمر الجاد الحقيقي الذي ينوي الاستثمار الفعلي فعليه ان يقوم بالشراء من هؤلاء الفاسدين بأسعار خيالية، بحجة أنهم ليسوا مستثمرين لا رجال اعمال فيتم تحطيم آمال هؤلاء الابناء من ابناء الشهداء. وقد قامت حاشية النظام السابق بالمشاركة مع بعض رجال الأعمال والمستثمرين بتسقيع الأراضي في شرم الشيخ واستولوا علي ملايين الامتار بسعر المتر واحد دولار وتسقيعها وبيعها بالمليارات في مناطق "نبق" واراضي هيئة التنمية السياحية. وبترول "أبو رديس" للمحاسيب! أبو رديس المدينة التي تنتج ثلث بترول مصر لوجود عددة شركات عالمية منها شركة بترول بلاعيم وشركة بترول "راس جاره" وغيرها من حقول البترول، الآن هذه الشركات لم تساهم في تنمية المدينة حتي في توظيف ابنائها من البدو والحضر المتواجدين، وقامت بتوظيف المحاسيب من المعارف من اعضاء الحزب الوطني ومجلسي الشعب والشوري المقربين جداً من حاشية النظام السابق الذي تعامل مع هذه الشركات كأنها شركات خاصة لهم وحولتها الي بيزنس خاص بهم في المبالغ المخصصة لهم ولم تساهم هذه الشركات في بناء إسكان لمحدودي الدخل او اقامة اي مستشفي طبي بالوديان الفقيرة بمدينة أبو رديس بل تركت لهم وللمحافظة تسريب البترول وتدمير محمية رأس محمد والشُعب المرجانية الموجودة بها وكذلك القضاء علي الأسماك ومهنة الصيد في طور سيناء من جراء تسريب البترول وبقع الزيت التي تقوم السفن المحملة بالبترول بالقائها والمواد البترولية القادمة من هذه الشركات والقائها في مياه البحر التي دمرت محمية رأس محمد والاسماك النادرة بها وكذلك تدمير الثروة السمكية حتي انها قضت علي مهنة الصيد واصبح الصيادون بلا مهنة وعدم اكتفاء جنوبسيناء من الاسماك واستيرادها من المحافظات المجاورة.