أكد عدد من الخبراء على أن، لقاء الرئيس السيسي بقبائل وشيوخ ليبيا ،بالأمس، مهم للغاية حيث إنه يأتي بعد القرار الصادر من مجلس النواب الليبي بطلب المساعدة من الجيش المصري لتحقيق استقرار الامن القومي، مشيرين إلى أن الرئيس السيسي بعث برسائل مهمة للعالم بأن الحل السلمي هو الطريق الوحيد لحل الازمة الليبية، وأن الدولة المصرية على استعداد للدفاع عن أمنها القومي وكذلك الأمن القومي الليبي. وبالامس، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي بزعماء القبائل الليبية مؤكدًا خلال اللقاء على أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة أي تحركات تشكل تهديداً مباشراً قوياً للأمن القومي ليس المصري والليبي فقط وإنما العربي والإقليمي والدولي، وأن العلاقات بين الشعبين المصري والليبي تمتد على مر التاريخ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال المساس بها، وأن دفاع مصر عن ليبيا والعكس صحيح، هو التزام ناتج عن حالة التكاتف الوطني بين البلدين وغيرها من الرئاسل التي لاقت ترحيبًا كبيرًا من قبل شيوخ القبائل الليبية. وفي هذا الصدد، قال العقيد حاتم صابر، الخبير الاستراتيجي، إن لقاء الرئيس السيسي بقبائل وشيوخ ليبيا بالأمس هو تأكيد ضمني وصريح للقرار الصادر من مجلس النواب الليبي، الممثل الشرعي للدولة الليبية، بطلب المساعدة من الجيش المصري لتحقيق استقرار الأمن القومي الليبي، ثم الدفاع عن الأمن القومي المصري في الاتجاه الاستراتيجي الغربي. وأضاف صابر، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن الرسائل التي وجهها الرئيس السيسي خلال اللقاء واضحة، حيث أعلنت مصر تبنيها للخيار السلمي، ووقف القتال والعنف داخل الأراضي الليبية، ودعوة الأشقاء الليبيين للجلوس على طاولة المفاوضات لرأب الصدع الليبي، إلا أن حكومة الوفاق غير الشرعية اتخذت مسارًا آخر بإبرام اتفاقيات منقوصة السيادة مع المحتل التركي لفرض أمر واقع على المجتمع الليبي بما يشكل تهديدًا صريحًا لوحدة ليبيا وهدر مواردها، وتسهيل استيلاء المحتل التركي على ثرواتها وفرض الحماية عليها، وهو الأمر غير المقبول شكلًا وموضوعًا. وذكر الخبير الاستراتيجي، أن رسائل الرئيس السيسي صريحة من هذا اللقاء التي تؤكد أن الدولة المصرية وقواتها المسلحة التي تعتبر التاسعة عالميًا على استعداد للدفاع عن الأمن القومي العربي في ليبيا والحفاظ على عمقها الاستراتيجي الغربي، مؤمنًا بما يضمن سلامة أراضيها واستقرار أوضاعها الأمنية، على حد قوله. ونوه الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن لقاء الرئيس السيسي بقبائل وشيوخ ليبيا بالامس يؤكد أن مصر لن تسمح بانتهاك المصالح الليبية أو تدخل أطراف إقليمية مثل تركيا للاستيلاء على الثروات الليبية وتدعيم الارهاب، ونشر الفرقة والصراعات وتقسيم وحدة الاراضي الليبية. وأشار بدر الدين، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أن رسائل الرئيس السيسي خلال اللقاء مع زعماء القبائل الليبية يؤكد أن مصر تحافظ على حقوق الشعب الليبي وحمايته من الاطماع الخارجية، وتحقيق الاستقرار الليبي ويالتالي الاستقرار بالمنطقة وأن مصر ليس لديها أي أطماع وذلك في ضوء السياسة المصرية الثابتة، مؤكدًا أن الدولة المصرية على استعداد للدفاع عن الامن القومي المصري والليبي. وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن القبائل الليبية لها أهمية كبيرة بالنسبة للمجتمع الليبي سواء سياسيًا أو اجتماعيًا وهناك ارتباط وثيق بين مصر وليبيا، وبالتالي فإن مصر يهمها كل ما يحدث من تطورات قد تؤثر على الامن القومي الليبي، على حد قوله. ورأى اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الاسبق، أن الرئيس السيسي بعث رسالة إلى العالم أجمع خلال لقائه بزعماء قبائل وشيوخ ليبيا والتي تؤكد على أن الحل السلمي هو الطريق الوحيد لحل القضية الليبية. وأوضح سالم، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن رسائل الرئيس تؤكد تمسك مصر بالسلام في ليبيا وأنها على استعداد للدفاع عن أمنها القومي وكذلك الليبي، مؤكدًا أن القانون الدولي يسمح بردع أي خطر يهدد أراضينا وأن خط سرت والجفرة خط أحمر، على حد تعبيره.