كشفت تحقيقات ومعاينة النيابة في حادث أتوبيس أسيوط الذي راح ضحيته 53 متوفيًا واصابة آخرين، أن القطار رقم165 القادم من (أسيوطالقاهرة) اصطدم بمنتصف الأتوبيس تماماً ودفعه أمامه لمسافة كبيرة تصل ل1.5 كيلو متر ما أدى الى تحطيم الأتوبيس وحوله إلى قطع صغيرة، والتصاق دماء التلاميذ وأشلائهم بمقدمة وعجلات القطار. وبعد انتداب فريق من النيابة للموقع الحادث كشفت المعاينة أن الحادث حول التلاميذ الضحايا إلى أشلاء صغيرة وعثرت النيابة وبعض الأهالى على رؤوس بعض التلاميذ وأيادٍ مبتورة وسيقان ممزقة أسفل العربة الأولى وفي جرار القطار وفي الترعة المجاورة لشريط السكة الحديد. وبدأت النيابة التحقيق مع عامل مزلقان قرية المندرة مكان الواقعة وتبين من التحريات أنه كان نائماً داخل غرفة خاصة به ولم يغلق المزلقان لحظة قدوم القطار، وكان من المقرر أن يغلق المزلقان قبل وصول القطار ب10دقائق. وأمرت النيابة بضبط وإحضار عامل الإشارة في القرية التي تسبق قرية المندرة لبيان ما إذا كان اتصل بعامل مزلقان المندرة من عدمه ليخطره بقدوم القطار رقم 165 كما هو متبع من قبل. كما أمرت النيابة بتشكيل لجنة من أساتذة كلية الهندسة وكلفتهم بفحص القطار والأتوبيس وإعداد تقرير كامل وتقديمه للنيابة العامة. أما المصابون في تحقيقات النيابة فقالوا إنهم كانوا داخل الأتوبيس وأن السائق وجد المزلقان مفتوحاً، وأثناء عبوره شريط السكة الحديد وقع التصادم، مضيفين أنهم لم يشعروا بشىء إلا سماع صراخ وأصوات تخبط؛ بعدها تجمع الأهالي وقاموا بنقلنا الى سيارات الإسعاف الى المستشفي. وكشفت التقارير الطبية التي تلقتها النيابة عن حالات الوفيات أنه حدثت نتيجة هبوط حاد وتهتك جميع أجهزة الجسم وتحويلها إلى أشلاء صغيرة. كانت النيابة قد صرحت في وقت سابق بدفن جثامين 48 ضحية تعرف عليهم الأهالي وجار التعرف على جثتين مجهولتين بعد تحولهما الى أشلاء ولم يتعرف عليهما أيا من أسر الضحايا حتى الآن. واستمعت النيابة إلى أقوال شهود عيان من المقيمين بجوار مسرح الكارثة وقالوا إنهم سمعوا خبطات وأصوات ارتطام شديد وتجمعنا على هذا الصوت وفوجئنا بمنظر الأتوبيس تحت عجلات القطار. وقال أحد شهود العيان إنه شاهد الحادث من بدايته وأن المزلقان كان مفتوحاً أمام الأتوبيس. وقررت النيابة التحفظ على سائق القطار رقم 165 لبيان مسئوليته عن الحادث قبل التحقيق معه في الواقعة والذي استمر نحو قرابة 18ساعة اعترف خلالها سائق القطار يوسف بشرى يونان المتحفظ عليه بقسم أول أسيوط بعد أن وجهت له النيابة تهمة "التسبب في الإصابة . كما قررت النيابة القبض على جميع أفراد الشرطة المقرر تواجدهم بالمزلقان ومتابعة حركة القطارات هناك، وبيان مدى مسئوليتهم عن الحادث. وأكد سائق القطار أنه كان في طريقه وبسرعته العادية وفوجئ بوجود الأتوبيس أمامه فدفع به وهو يصرخ أثناء سماعه صرخات من بداخله؛ حيث إنه لم يجد إشارات أو اتصالات تتعلق بمطالبته بالتوقف، مضيفاً أنه لم يستطع التصرف خاصة أن وقوفه المفاجئ كان سيحمل كارثة أخرى قد تصل إلى انقلاب القطار بالكامل مايؤدي إلى كارثة أكبر.