لعل المشهد مروع ومذهل ويثير الشفقة والحزن أيضاً ، شباب في عمر الزهور تعرضوا للقصف الإسرائيلي ووقعوا جرحى ومصابين بإصابات بالغة. المشهد نراه داخل استقبال مستشفى العريش العام الذي يعيش حالة من الطوارئ منذ العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة، فبعد أن كان لا يستقبل سوي حالات طفيفة جداً علي مدار يوم كامل أصبح الآن يفتح أبوابه لاستقبال أشقائنا الفلسطينيين الذين أصابتهم رصاصات العدو الغادرة التي تسير في كل الاتجاهات بين المدنيين الفلسطينيين ولا تتسم بالرأفة ولا تأخذها شفقة بشباب لا يزالون في مقتبل العمر أو نساء ضعيفات هزيلات. النماذج كثيرة ولكنها مؤلمة وموجعة كامل درويش يبلغ من العمر 21 عاماً لم يجنِ ذنباً في حياته سوى أنه يحب وطنه، ويأبى أن يفارق الأرض التي تربى عليها، ولم تر عينه غيرها أصيب في رأسه اثر سقوط صاروخ علي حي الهوى بغزة عقاباً له على موقفه الوطني الثابت من القضية الفلسطينية. ناهض أحمد يعقوب شاب يبلغ من العمر 24 عاماً لا ينتمي لأي فصيل سياسي ولكن كونه شاباً فهذا بمفرده جريمة لا تغتفر عاقبه العدوان الإسرائيلي عليها أثناء سيره بوسط غزة، أطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية صاروخاً باتجاه ناهض أسفر عن بتر ساقه اليمني واليسرى، وبتر يده اليسري أيضاً وإصابات أخري في الرأس والبطن ولم يعد مكان في جسده إلا أصيب. ولان المصائب لا تأتى فرادي فمصيبة هذه العائلة مزدوجة حيث إن أحمد محمود الجعبري 18 عاماً وهو ابن عم أحمد الجعبري قائد كتائب القسام الذي اغتالته إسرائيل الأربعاء الماضي، فقد خرج أحمد من منزله لشراء مواد غذائية لإخوته قائلاً لأمه 10 دقائق وسأعود، وعلي مسافة 10 أمتار من منزله أطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية صاروخاً علي أحد المنازل وأصيب أحمد الجعبرى بإصابات خطيرة في بطنه وتم نقله إلي مستشفي العريش للعلاج، ولأن حالته خطيرة سيقوم مستشفي العريش بتحويله إلي مستشفي السلام بالقاهرة بمجرد استقرار حالته. المأساة ما زالت تسطر صفحاتها في مستشفي العريش العام الطفلة إسلام خالد محمد البحيصى وتبلغ من العمر 14 عاماً جاءت إلي المستشفي ضمن الفوج الثالث، ترقد على أحد أسرة العناية المركزة مصابة في الرأس وأصيبت في غارة إسرائيلية شنتها وزارة الإعدام الإسرائيلية. هذه النماذج قليلة جداً من مآسي الفلسطينيين الذين تعرضوا لقصف إسرائيل علي قطاع غزة.