قالت صحيفة "النهار" اللبنانية إن تردي العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران على خلفية اتهام طهران بالضلوع في تحريك الأوضاع الداخلية في هذه الدول يعد سببا إضافيا لخشية مصادر سياسية لبنانية من عراقيل جديدة تواجه تشكيل الحكومة ، بعد إسقاط رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري واختيار نجيب ميقاتي خلفا له لتأليف حكومة جديدة. واعتبرت الصحيفة ليوم الاثنين أن تصاعد التوتر بين إيران والمملكة العربية السعودية مؤخرا على وقع دخول قوات من درع الجزيرة إلى البحرين وإطلاق المسئولين الإيرانيين تصريحات استفزازية إزاء المملكة ، عاملا اضافيا لتسعير الخلاف مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري . ولفتت الصحيفة إلى أن هذه المعطيات تغيب عن المشهد الداخلي اللبناني ، ولو أنها إحدى أبرز الخلفيات السياسية التى لايمكن تجاهلها وفق المصادر السياسية المعنية ، لكن قد يكون أسهل اتباع طريقة "التعمية" من خلال طرح مطالب مرتفعة السقف على مسائل قد تتسبب بشرخ داخلي أكثر اتساعا من ذلك الموجود راهنا بين الافرقاء السياسيين في البلد. يذكر أن رئيس الوزراء اللبناني المكلف نجيب ميقاتي كثف اتصالاته ومشاوراته مع المسئولين لتشكيل الحكومة ، وقالت مصادر مقربة من ميقاتي إن الاتصالات المكثفة التي يجريها ميقاتي "لا تعني أن الامور باتت محسومة لجهة تشكيل الحكومة". وردا على سؤال حول الحملة التي شنها رئيس كتلة (الاصلاح والتغيير) النيابية النائب ميشال عون على ميقاتي بقوله إن الحكومة ستتشكل إن لم يكن اليوم فغدا وإن لم يكن بيد ميقاتي فبغيره قالت المصادر إن "عون حر في اتخاذ الموقف الذي يريده". وأكدت المصادر أن "الاتصالات والمشاورات التي يجريها ميقاتي مع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان مستمرة على قدم وساق ولم تنقطع أبدا" واصفة أجواء هذه الاتصالات بأنها "جيدة لكنها غير محسومة بعد". وحول ما إذا كانت هناك نية للرئيس المكلف الاعتذار عن تشكيل الحكومة نفت المصادر أن "يكون ميقاتي في وارد الاعتذار" مؤكدة في ذات الوقت استمراره في بذل كافة الجهود لتشكيل الحكومة. وكان رئيس الوزراء اللبناني المكلف أعلن قبل يومين أن عملية تشكيل الحكومة "ليست قريبة" معربا في الوقت ذاته عن الأمل في أن تسهم الاتصالات الجارية في تسريع وتيرة العمل لإنجاز التشكيلة الحكومية. وكان الرئيس اللبناني كلف ميقاتي بتشكيل الحكومة في ال25 من شهر يناير الماضي فيما تقوم حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري بتصريف الأعمال الى حين تشكيل الحكومة الجديدة.من جهتها أعلنت قوى 14 آذار أخيرا رفضها المشاركة في حكومة يعكف ميقاتي على تشكيلها معلنة إطلاق معارضة سلمية ديمقراطية.