قالت الباحثة الإسلامية سميرة عبد المنعم إن كل إنسان يبحث عن السعادة ، لكن لابد وأنت تبحث عنها أن تعلم جيدا أنك أنت من يصنعها ، فهى ليست هدف بل هى نتيجة عملك. ما هى السعادة؟وكيف اصنعها واحياها؟ يختلف مفهوم السعادة من شخص لآخر ، فمنهم من يراها فى الثراء المادي ، ومنهم من يرى أنها النجاح في العمل ، وهناك من يراها فى الزواج مثلا وغيرها. هذه الرغبات بالفعل تحدث بهجة لصاحبها ، ولكنها بهجة مؤقته زائلة ، سرعان ما ينتهي الشعور بها بمجرد تحققها ، إذا فهي ليست السعادة الحقيقية ، فنحن نبحث عن تلك الدائمة لا هذه الوقتية. السعادة هى شعور داخلي بالصفاء ، والطمأنينة ، والإنشراح والراحة، هى الموازنة بين رغباتك الروحية والجسدية ، هي راحتك التي لا تتعدى على راحة الآخرين ، وقد ارشدنا ديننا الحنيف الي سبل الوصول إليها ، يقول تعالى:"من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة " ، إذا فهي نتيجة إستقامتك ، ويقول تعالى:"فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا". أن السعادة ترتكز على الجانب المعنوي أكثر منها على الجانب المادي ، وذلك لا يمنع أن للماديات بهجتها ، ولم ينكرها الإسلام ، يقول تعالى:"قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة" ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة ، والمسكن الصالح ، والمركب الصالح" ، وفى ذلك رد على كل من يعتبر أن التقشف والزهد الزائد من علامات الإيمان والتقوى. ولقد جاء لنا الإسلام بالقواعد التي تحقق لنا سعادة الدارين ، الدنيا والآخرة. ففي الآثر عن عبدالله بن عمرو بن العاص:"اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا" ، فحياتنا الدنيا ليست إلا طريقنا للآخرة ، فهي التى تتحقق فيها السعادة الخالدة ، فإذا عشت حياتك وفق ما يرضي الله ، ستحقق لك السعادة في الدنيا والآخرة، فرضاء الله ليس في البعد عن الحياة ولكنه في البعد عن الحرام ، تمتع بكل ملذات الحياة الطيبة الحلال ، وابتعد عن كل ما نهاك الله سبحانه وتعالى عنه ، فإنه سبحانه لم يحرم شيئا قط إلا لوجود ضرر منه. فعليك بالإيمان بالله وإبتغاء وجهه في جميع أعمالك ، والتقرب إليه بالأعمال الصالحة والذكر ، والرضا بقضاء الله وقدره والتفائل ، وصحبة الصالحين وحضور مجالس العلم ، وحب الخير للآخرين ومساعدتهم ، والبعد عن الذنوب والتوبة منها ، ففي هذة وغيرها من الأعمال الطيبة سكينة القلب ، ورضا النفس ، وراحة البال ، وحب الناس ، وهذة هي السعادة المنشودة.