تَحَدّث إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ حسين آل الشيخ، عن اطمئنان النفس وراحة البال والسعادة، وأنها غاية للبشرية يسعون لإيجادها ويتنافسون في تحصيلها. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد النبوي: مهما حاول الإنسان أن يحصل على راحة البال بشتى زخارف الدنيا وشهواتها؛ فلن يجد إلى ذلك سبيلاً؛ وذلك أن السبب الحقيقي للحصول على السعادة وراحة البال يكمن فيما بيّنه الله جل وعلا بقوله: {مَن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}، والعلماء فسّروا الآية بأنها الحياة الدنيا. وأضاف: الإيمان بالله سبب في سعادة الإنسان وانشراح صدره واطمئنان قلبه، قال تعالى: {ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له). وأردف: الإيمان بالله يجعل الإنسان سعيداً بما أُعطي في هذه الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم آمناً في سربه معافىً في جسده، عنده قوت يومه؛ فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها). وتابع: الفلاح لا يكون إلا لمن أسلم، قال صلوات الله وسلامه عليه: (قد أفلح من أسلم ورزقه الله كفافاً وقنّعه الله بما آتاه)، والإقبال على الله جل وعلا يلُم شعث القلوب، وإن وحشة القلوب لا يزيلها إلا الأنس بالله، وإن فاقة القلوب لا يسدها إلا محبة الله تعالى، قال جل في علاه: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}. وقال "آل الشيخ": مَن أراد السعادة الدائمة فعليه أن يضبط نفسه بأوامر الله سبحانه والعيش بطاعة الله جل وعلا، قال تعالى: {إن الأبرار لفي نعيم}، ونحذر من العصيان فعاقبته وبال وخسران، قال ابن القيم: (إن العبد إذا عصى الله سلّط الله عليه أمرين لا ينفكّان عنه حتى يثوب إلى الله؛ الأول الهم، والثاني الغم، قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً}. وحث المسلمين على تعليق القلب بالله سبحانه وتعالى مع حسن الظن به؛ فنتيجة هذا هي الاطمئنان والسعادة ونقاء القلوب، قال جل من قائل: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو علىٰ نور من ربه}، وقال عز شأنه: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصّعد في السماء}. وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف أن المحبوس من حبس قلبه عن ربه، والمأسور من أسَرَه هواه، والمهموم من ضيّع نفسه في المعاصي، والمغموم من غم نفسه بظلمات مهاوي المخالفات الشرعية، قال تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.