هل تحقيق السعادة يحتاج إلى مسئول أو جهة لتحقيقها للناس؟ أم أن السعادة شعور داخلى يحسه الانسان فى سكينة النفس وطمأنينة القلب وانشراح الصدر وراحة الضمير والبال نتيجة لاستقامة السلوك المدفوع بقوة الإيمان، وذلك لأن ما فى الكون من مزايا مادية او معنوية قد يسعدك ولا يسعد غيرك والعكس صحيح ولذا لا تنخدع بمن يقول لك سأحقق لك السعادة.. والكل يبحث عن السعادة - التى يظنها البعض أنها سعادة - ويختلف الناس فى الوسائل المحصلة لها فذاك يظنها فى المال وذاك يزعم أنها فى الشهوات وذاك يظنها فى منصب أو جاه وتلك تظنها فى ابراز جمالها وغيرها من الوسائل وليس الامر كذلك فليست السعادة فى مال يجمعه الإنسان وإلا لسعد قارون وليست فى الوزارة والمنصب وإلا لسعد هامان وزير فرعون ولا فى أى أمر مما سبق، فإذا أردت السعادة عليك بواهب السعادة والتقرب إليه واعلم أن ما من مخلوق يستطيع إمدادك بالسعادة فهى هبة من الله عز وجل لمن يتقرب إليه ويطيعه فيضفى هذا التقرب جمالاً من الله فتكون روحه جميلة تحقق له السعادة بغض النظر عن الاحوال الخارجية بحلوها ومرها قال تعالى: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً» وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ».. وصحيح ان المال والجمال والشهوات المختلفة قد تجلب السعادة ولكن عندما تكون فى اطار الشرع ودائرة الحلال إذا اجتمعت مع الدين وصلاح القلب.. وليس عيباً فى الإنسان أن يطلب السعادة أو يحرص على أسبابها وإنما العيب ان يحرص على ما يضره لسوء ظنه وتقديره معتقدا أن فيما يسعى إليه السعادة.