يسأل الكثير من الناس عن ما هو الفرق بين علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين ؟ فأجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله وقال يقول القشيرى المتوفى بمدينة نيسابور يوم الأحد 16 من ربيع الآخر سنة خمس وستين وأربعمائة من الهجرة فى رسالته فى التصوف : اليقين هو العلم الذى لا يتداخل صاحبه ريب على مطلق العرف، ولا يطلق فى وصف الحق سبحانه ، لعدم التوقيف . فعلم اليقين هو اليقين، وكذلك عين اليقن نفس اليقين ، وحق اليقين نفس اليقين . فعلم اليقين على موجب اصطلاحهم ما كان بشرط البرهان. وعين اليقين ما كان بحكم البيان -أى بطريق الكشف- وحق اليقين ما كان بنعت العيان، فعلم اليقين لأرباب العقول ، وعين اليقين لأصحاب العلوم ، وحق اليقين لأصحاب المعارف "ص 74" والشيخ زكريا الأنصارى فى شرحه للرسالة يقول : هذه الألفاظ عبارات عن علوم جلية مع تفاوتها فى القوة، بناء على أن اليقين مقول على أفراده بالتشكيك ، والثلاثة مذكورة فى القرآن ، قال تعالى : {لو تعلمون علم اليقين} التكاثر: 5 وقال {لترونها عين اليقين} التكاثر: 7 . وقال {إن هذا لهو حق اليقين} الواقعة : 95 وذكر القرطبى فى تفسيره "ج 17 ص 234 " لسورة الواقعة أن معنى حق اليقن محض اليقين وخالصه ، وجاز إضافة الحق إلى اليقين وهما واحد لاختلاف لفظهما، قال المبرد : هو كقولك عين اليقين ومحض اليقين فهو من باب إضافة الشىء إلى نفسه عند الكوفيين ، وعند البصريين حق الأمر اليقين أو الخبر اليقين . وقيل : هو توكيد ، وقيل : أصل اليقين أن يكون نعتا للحق ، فأضيف المنعوت إلى النعت على الاتساع والمجاز كقوله "ولدار الآخرة " . وذكر فى تفسير سورة التكاثر "ج 20 ص 174" أن علم اليقين بالنار يكون فى الدنيا عن طريق العقل والقلب ، وعين اليقين يكون فى الآخرة عند المعاينة بعين الرأس والمشاهدة فيراها يقينا لا تغيب عن عينه.