أصبحت ظاهرة الكراهية من أخطر الظواهر التي تُهدد اندماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية، حيث لا تفرق بين مسلمين مهاجرين أو مولودين يقيمون في هذه البلدان ويحملون جنسيتها. ورغم أن المسلمين والمهاجرين في إسبانيا مندمجون بصورة كبيرة مقارنةً بدول أوروبية أخرى، فإن بعض مظاهر التفرقة تطالهم بين الحين والآخر. وفي إطار الجهود التي تبذلها إسبانيا لمكافحة خطاب الكراهية، ألقت قوات الحرس المدني أمس القبض على تسعة أشخاص -تتراوح أعمارهم بين 18 و 28 عامًا- في بلدية "أنتاس" التابعة ل"ألمرية" بتهمة التحريض على كراهية المسلمين. وجاء في مذكرة الاعتقال أن المتهمين ينتمون إلى جماعة نازية جديدة هي "أنتاس كلان" Antas Klan، وهي جماعة ذات أيديولوجية يمينية متطرفة تشجع المواطنين على العنف ضد المسلمين، وأنها كانت تقوم بدوريات ليلية لكتابة رسائل تحرض على كراهية المسلمين. جدير بالذكر أن البلدية ذاتها قد شهدت في يوليو الماضي، ظهور كتابات مسيئة تحرض على الكراهية والتعصب تجاه العرب والمسلمين نفذتها الجماعة المذكورة. ويؤكد مرصد الأزهر على رفضه القاطع لكل أعمال العنف والتعدي على الآخرين، لافتًا إلى أنها تمثل شكلًا من أشكال العنصرية المقيتة، التي ينبغي أن يوضع لها حد حاسم، يردع الخارجين على القانون ومرتكبي العنف ضد المواطنين أيًا كانت انتماءاتهم أو توجهاتهم. كما يشدد المرصد على أن الدفع بالشباب في مثل هذه التوجهات الإجرامية هو نذير شر مستطير وخطر داهم على المجتمعات، التي تستند على الشباب كدعامة حقيقية للنهوض والتقدم.