كانت المناسبات الاجتماعية فرصة لالتقاء الأهل والأقارب ولم شمل البعيد والقريب، أما الآن فلم يعد الأمر كذلك بعد أن اخترق الفيس بوك العائلات المصرية، مع قيام المئات من أعضائه بتكوين صفحات أو مجموعات خاصة بعائلاتهم عليه. وبتصفح الفيس بوك ستجد عشرات الصفحات والمجموعات الخاصة بعائلات تنتمي لمحافظات مختلفة، واللافت للنظر أن تلك الصفحات لم تقتصرعلى طبقات بعينها إنما تنوعت بين عائلات ريفية وأخرى أرستقراطية. لو لم أكن حبيب "عائلة حبيب"، اسم صفحة على فيس بوك لعائلة ريفية تضم 355 عضوا، تعرض بعض المعلومات عن أصول العائلة، كما تعرض بعض الصور العائلية كصور زفاف أحد أفرادها، وصور لأراض زراعية تملكها العائلة، كما ستجد بعض العبارات الطريفة مكتوبة على تلك الصفحة مثل: "لو لم أكن حبيب لوددت أن أكون حبيب". وفي نفس السياق تجد صفحة خاصة ل"عائلة السلحدار" والتى تضم 220 عضوا، ومكتوب عليها أصول العائلة التى تعود للسلحدار باشا الكبير الذي تزوج من ألفت هانم خاتون وأنشأ العائلة عام 1848م، ويُعرض على الصفحة نقاشات عديدة بين أعضائها آخرها ما يخص التعديلات الدستورية في مصر، وستجد صورة الصفحة عبارة عن اسم العائلة مكتوب باللغة العربية. بروفايل الجمّال بمجرد رؤيتك لصورة بروفايل الصفحة تدرك أنها تخص "عائلة الجمال"، فهى عبارة عن صورة مجمعة تضم صورا شخصية لأفراد العائلة، منهم خديجة الجمال زوجة جمال مبارك، ورفعت الجمال الشهير برأفت الهجان. وفيما يخص المعلومات الواردة على الصفحة فهى سرد للوظائف المرموقة التى تقلدها أفراد عائلة الجمال في مجالات الحياة المختلفة. أما مجموعة باسم "عائلة شعير" والتى أنشئت خصيصا لتكون صفحة دعائية لمؤسسها المحامى محمد عبد الرحيم شعير في انتخابات الرئاسة القادمة. وعلى الصفحة الخاصة ب "عائلة محمد موسى خليل" لن تجد أي معلومات عن العائلة سوى عدد أعضائها البالغ 53 عضوا، وكل ما ستجده مجموعة صور طريفة لأفرادها، ولعل من أطرف هذه الصور: صورة لفرد من العائلة بجوار اثنين من ضباط الجيش مصحوبة بتعليق "أحد شباب التحرير من عائلتنا الكريمة"، لكن يمكنك ملاحظة اهتمام العائلة بالجانب الديني، حيث تجد أغلب الفيديوهات المرفوعة على الصفحة تلاوات قرآنية أو بعض حلقات البرامج الدينية. وأنت هل أنشأت صفحة أو مجموعة لعائلتك على فيس بوك؟