أكد عدد من الأطباء وخبراء الأوبئة أنه بعد مرور 100يوم على وجود فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، في مصر، ومع بدء خطة التعايش التي من المقرر تطبيقها قريباً، سيكون هناك عدد من السيناريوهات المتوقعة لمسار أزمة هذا الوباء في مصر، موضحين أن مسار السيناريوهات المتوقعة متوقف على مدى إلتزام المواطن بالإجراءات الاحترازية والوقائية. وأشار الخبراء في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى بعض الإرشادات التي يجب اتباعها لمواجهة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، خلال الفترة المقبلة، مشددين على ضرورة تضافر جهود المواطن مع الدولة لاحتواء هذه الأزمة، والتخلص منها في أقرب وقت ممكن وبأقل الخسائر. وفي هذا الصدد قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاد الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إنه في حين بدء خطة التعايش مع فيروس كورونا المستجد، التي من المقرر تطبيقها قريباً، وبعد مرور 100 يوم على ظهور هذا الوباء بمصر، فالأرقام التي سنذكرها ستكون بين سيناريوهات متفائلة ومتشائمة وواقعية، وجميعها معتمدة على كيفية كسر الأرقام، موضحًا أنه يتم كسرها عند انقطاع الصلة ما بين الشخص المصاب والسليم، وهذا هو السبيل الوحيد الذي يؤدي إلى حصر الفيروس. وأكد عنان، أن انقطاع الصلة يأتي عن طريق حظر التجول أو العزل، بالإضافة إلى الكمامات التي بدورها تؤدي ما يؤديه الحظر والعزل معًا، لافتا إلى أن الشخص المصاب الذي يرتدي الكمامة بإستمرار لن يستطيع أن ينقل العدوى لأحد بشرط الالتزام بذلك. وتابع: "لو كل الناس التزمت بالكمامات ستقل الأرقام في غضون 10 أيام من الآن وبالتالي ستمر فترة الذروة، ولكن لابد بعد انتهائها، الاستمرار في ارتداء الكمامات إلى أن نتأكد لوصولنا إلى مرحلة الصفر من الإصابات". وعن السيناريوهات المتفائلة، أوضح أنه في حالة عدم الالتزام بالكمامات سيزيد معدل الإصابة وبالتالي سيتم تأخير الذروة إلى الشهر القادم وسنصل في الأسبوع الحالي إلى ما يقارب ال45 ألف إصابة، موضحاً أن هذا معناه أننا نسير في مسار جيد، أما إذا وصلت للخمسين ألفًا فهذا معناه تأخر الذروة لشهر كما أشرنا سابقًا. وبين أستاذ اقتصاد الصحة وعلم انتشار الأوبئة، أن السيناريوهات المتشائمة، ستحدث في حين عدم الالتزام بالكمامات أو بالإجراءات الاحترازية والوقائية التي أشارت إليها الحكومة منذ بداية الأزمة، مؤكداً أنها الاستهانة بهذه الأمور سيؤدي إلى تفاقم الأعداد، وامتلاء المستشفيات، وهو ما نعمل جاهدين من أجل عدم حدوثه ونتمنى عدم الوصول إليه. ومن جانبه قال الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية و المناعة، إن هناك عدة سيناريوهات محتملة لمسار أزمة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، وذلك بعد مرور 100 على ظهوره هذا الوباء في مصر، وتطبيق خطة التعايش التي أعلنت عنها الحكومة لإنقاذ الاقتصاد الوطني وللحفاظ على ما حققه خلال الفترة الماضية. وأشار بدران، إلى السيناريو الأول المتوقع بعد تطبيق خطة التعايش مع فيروس كورونا المستجد، وهو احتواء هذا الوباء، مؤكداً أن ذلك يحتاج إلى تضافر جهود المواطن مع الدولة لاحتواء هذه الأزمة، لافتاً إلى أنه في حالة التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية، يترتب على ذلك تراجع أعداد الإصابات، وانحسار الفيروس ربما بنهاية سبتمبر المقبل. وعن السيناريو الأول قال أنه هو الأقرب للحدوث وذلك في حين التزام المواطن وتضافر جهوده مع الدولة لاحتواء تلك الأزمة، وذلك عن طريق الالتزام بالإجراءات الوقائية، واستخدام الكمامة، ورفع الوعي، وتعافي المرضى سريعاً من خلال الاستمرار في نجاح بروتوكولات العلاج المصرية التي تتبعها لعلاج مصابي فيروس كورونا المستجد كوفيد-19. وأكد بدران، أن جميع المؤشرات أصبحت مبشرة حيث أنها تشير إلى بدء ضعف الفيروس فى مصر، نتيجة ارتفاع معدلات الشفاء، مشيراً إلى السيناريو الثاني، وهو استمرار تصاعد منحنى الفيروس وتسارع وتيرة العدوى، مؤكدًا على حدوث ذلك في حالة الغرور و الاستهتار بهذا الوباء الفتاك وعدم الالتزام بتطبيق الإجراءات الوقائية. وشدد عضو الجمعية المصرية و المناعة، على ضرورة الاقتداء بالدول الأخرى التي نجحت في التخلص من فيروس كورونا المستجد، مثل الصين، والابتعاد عن السيناريوهات المأساوية كالسيناريو الأمريكى، لافتاً إلى أهمية الحفاظ على المنظومة الصحية المصرية والمشاركة في هذه المسؤولية لمنعها من الإنهيار. وتابع: "أن الخروج من الأزمة الحالية بعد مرور 100يوم على وجود فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 في مصر، والوصول إلى انخفاض أعداد المصابين بهذا الوباء حتى زواله نهائيا، يحتاج إلى الالتزام بأساليب الوقاية على أعلى مستوى، وتطبيق التباعد الاجتماعي قدر الإمكان حتى بعد تطبيق خطة التعايش". وأشار إلى بعض الإرشادات التي يجب اتباعها للخروج من هذه المرحلة الحرجة دون التعرض لسيناريوهات أكثر صعوبة في المرحلة المقبلة، والتي من شأنها الحفاظ على صحة المواطن من إنتقال عدوى فيروس كورونا، مثل تجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص الذين يعانون من التهابات الجهاز التنفسي الحادة، وغسل الأيدي بالماء والصابون كثيرًا، وممارسة آداب السعال. وأكمل: "ومن الضروري اتباع الإجراءات الوقائية لتجنب انتقال عدوى هذا الفيروس مثل تغطية الأنف والفم عند العطس بمنديل ورقى يستخدم مرة واحدة فقط، أو بالملابس مثل الكم، والتخلص من المنديل المستخدم بطريقة صحية من خلال وضعه فى كيس وغلقه بإحكام، وغسل اليدين بعد العطس، مع ضرورة استخدام الكمامة في كل مكان". وشدد الدكتور مجدي، على ضرورة الاقلاع عن التدخين في هذه الفترة الحرجة، فضلاً عن ارتباطه بفيروس كورونا المستجد منذ اليوم الأول من ظهوره وتحالف معه لتدمير الجهاز التنفسي للمصاب، كما أنه أدى إلى زيادة معدلات الإصابة ومضاعفاتها، موضحاً أن المناعة القوية هي سر الخلاص من هذا الوباء القاتل لحين الوصول إلى مصل أو لقاح.