كشفت دراسة حديثة أعدها مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية، أن وزارة الصحة روجت ل600 ألف «أمبول»، خاصة بتطعيمات الأطفال، منتهية الصلاحية، تظهر آثارها على الأطفال بعد 6 شهور. وقالت الدراسة التى أعدها الدكتور عادل عامر، الخبير بالمعهد الأوروبى بجامعة الدول العربية، إن أسباب نقص أمصال الأطفال فى معظم المستشفيات والوحدات الصحية، يرجع إلى أن المسئولين السابقين لم يوقعوا على طلبات توريد التطعيمات حتى مارس الماضى. وتأخر الدكتور عمرو حلمى، وزير الصحة الأسبق، فى التوقيع على الطلبية الخاصة باستيراد هذه التطعيمات، مما أدى إلى وجود عجز كبير بها، الأمر الذى تسبب فى حالة من الرعب لعدم توفر أمصال الأطفال بعيادات المستشفيات، وأصبحت الأمهات يترددن على العيادات للسؤال عن الأمصال دون جدوى، وانتشرت حالة من الهلع داخل البيوت، وأشارت الدراسة إلى أن بعض المستشفيات قامت بغلق أبوابها فى وجه المواطنين، ولم يتمكنوا من تطعيم أطفالهم، بسبب عدم وجود أمصال بالصيدليات، مما أصاب الأهالى برعب شديد، خوفاً من إصابة الأطفال بأى أمراض خطيرة، خصوصاً فى مناطق الصعيد التى تعانى ارتفاع درجات الحرارة. وأكدت الدراسة أن الوزارة لم تتعاقد حتى الآن مع أى شركة، سواء مصرية أو أجنبية، لتوريد الأمصال واللقاحات، وتأخر فعاليات الحملة القومية للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال بالمحافظات، بالرغم من انتخاب رئيس جديد، وبالرغم من أن الحملة يستفيد منها 12 مليون طفل فى الفئة العمرية من يوم وحتى 5 سنوات. تفاقمت مشكلة نقص الأمصال والطعوم الخاصة بتطعيم المواليد، بالمستشفيات ومراكز الطفولة والأمومة، وطب الأسرة بمختلف مدن وقرى محافظة الدقهلية، وخاصة أمصال من شلل الأطفال والتهاب الكبد الفيروسى «ب» والسعال الديكى والتيتانوس والدفتريا والفيروسات الكبدية والسل الرئوى، واكتفت وزارة الصحة بالاعتراف بأن هناك عجزاً ولا يصل إلى المحافظة سوى ثلث حصتها فى الوقت الذى تقوم فيه دول فقيرة بتوفير هذه الأمصال والطعوم لمواليدها بالمجان. وأضافت الدراسة أن السعودية عرضت على مصر منحة لتغطية الاحتياجات المصرية من الأمصال لمدة 5 سنوات،لكن الأمر متوقف على مخاطبة وزارة التعاون الدولى لوزارة المالية السعودية لإرسال الأمصال بالرغم من أن الشركة السعودية أكدت استعدادها لتوفير الأمصال واللقاحات خلال 24ساعة من موافقة وزارة التعاون الدولى، مشيرة إلى أن سبب وجود نقص فى الأمصال داخل المستشفيات يرجع إلى تأخر إذن التوريد اللازم لشراء الأمصال واللقاحات بالأمر المباشر، من الشركة القابضة للمصل واللقاح التابعة لوزارة الاستثمار لمدة 7 أشهر بسبب التغييرات الوزارية، لكن وزير الصحة الدكتور محمد مصطفى حامد رفض التوقيع على إذن الأمر المباشر. واتهمت الدراسة وزارة الصحة بإدخال شحنة أمصال فاسدة، تضم 600 ألف أمبول بها «عفن» تظهر آثاره على الأطفال بعد 6 أشهر من تناولها، وهو ما أكدته حركة «مراقبون ضد الفساد». ومن جانبها، اعترفت وزارة الصحة فى بيان أصدرته منذ أيام بوجود نقص فى لقاح «ثلاثى كبدى»، وقال عمرو قنديل، وكيل الوزارة إن الشركة المسئولة تأخرت فى توريد اللقاح المستخدم للأطفال أقل من سنتين، وأن ذلك لن يؤثر على مناعتهم أو حياتهم، وأن عدة مستشفيات تعيش أزمة طاحنة بسبب اختفاء ذات الأدوية على غرار «بى سى جى» غير متوفرة فى الصيدليات رغم أهميتها لإنقاذ حياة المواليد الجدد، الأمر الذى ولد مشكلة عويصة وجعل العائلات تتخبط لعجزها عن الحصول على مثل هذه اللقاحات الضرورية للفئة ذاتها. وأضاف أن هذا الوضع المرتبك أدى إلى حدوث حالات فوضى داخل الوحدات الصحية، فى 5 محافظات علاوة على حدوث مشاجرات بين الأسر والممرضات اللاتى أكدن أنه لا دخل لهن فى توفير الأمصال، وأن الإدارات تتحمل مسئولية توفير الدواء من عدمه. وأعربت كثير من العائلات عن استيائهن من اختفاء لقاحات الأطفال، حتى لا تتعرض صحة الأطفال للخطر. وأشار الدكتور عادل عامر فى دراسته إلى أن انتشار فيروس الحصبة كان مرتفعاً جداً قبل استخدام اللقاح بشكل واسع، حتى اعتقد البعض أنه لا مفر من الإصابة بالحصبة، أما اليوم فقد انخفضت نسبة الإصابة بالحصبة لدى من تقل أعمارهم عن 30 عاماً، ويتلقون اللقاح دورياً إلى نسبة 1٪، وتم توثيق الاستفادة من التطعيم ضد الحصبة فى الوقاية من المرض، والعجز والوفاة بصورة جيدة، إذ تم تجنب إصابة 52 مليون شخص بالحصبة، ومنع 17.400 حالة من التخلف العقلى و200.5 حالة وفاة فى السنوات العشرين الأولى من بدء استخدام اللقاح ضد الحصبة، وخلال الفترة ما بين 1999 و2004 قامت منظمة الصحة العالمية واليونيسيف بتبنى سياسة استراتيجية قادت إلى زيادة انتشار التغطية بلقاح الحصبة، حيث حالت هذه الاستراتيجية دون وقوع 1.4 مليون حالة وفاة نتيجة الحصبة فى العالم، مضيفاً أن تكلفة احتواء تفشى المرض 167.685 دولار، وقد تم تفادى تفشى وباء كبير نظراً لارتفاع معدلات التحصين فى المجتمعات المحلية المحيطة بها، والنكاف هو مرض فيروسى آخر من أمراض مرحلة الطفولة التى كانت شائعة جداً، وتحذر الدراسة من الإصابة بالحميراء الذى يكمن الخطر الرئيسى بها فى إصابة المرأة الحامل بالمرض، وأن جميع الأمراض الثلاثة الحصبة والنكاف والحميراء تعتبر شديدة العدوى والانتشار، وعلى الدولة عدم التهاون والاستهتار فى حماية أطفالها.