لا يهمنى الآن تغيير المادة الثانية من الدستور أو الابقاء عليها، لا يهمنى إذا أضيفت كلمة «أحكام» بدلاً من «مبادئ» أو «مقاصد» أو اعيدت صيغاتها كما يطالب بعض السلفيين الغلاة بأن تصاغ بشكل مطلق ان الشريعة هى المصدر الأول والرئيسى للتشريع عادى وطبيعى ولن نختلف فى هذا الامر ما دامت هذه صياغة عامة جداً وستتبعها قوانين مفسرة ومبينة فالدستور فى كل دول العالم ليس إلا مبادئ عامة وقواعد تظلل الجميع ومظلة تنضوى أسفلها كل الرغبات والارادات وليس هناك مصرى إخوانى أو سلفى أو قومى أو يسارى مصرى ضد المادة الثانية كما أقرها الأزهر الشريف ووقع عليها اعضاء التأسيسية من الاخوان والسلفيين، المشكلة فى كلمة تسبق لفظ الشريعة الإسلامية وبرأيى انها مشكلة من لا مشكلة أساساً لكن مشكلة المشاكل هى مشهد الجمعة الماضية المسماة جمعة «الشريعة» أو (عودة الشريعة) وكأن الشريعة غابت عن مصر وكأن الاسلام كان غائباً ثم عاد أو هارباً أو مهرباً ثم عثر عليه أو متخفياً ثم فجأة ظهر والعياذ بالله.. ما حدث فى الجمعة الماضية يتطلب رد فعل من كل مصرى غيور على هذا الوطن.. هل رأيتم مشهد الأعلام بفتح الألف.. نعم ولا يعتبر هذا نوعاً من النكات الأعلام الموجودة هى دليل انتماء وأرجو أن تستعيدوا المشهد لن تجدوا علم مصر وسط عشرات الألوف التى دخلت ميدان التحرير، ستجدون فقط أعلام تنظيم القاعدة السوداء أو ما عرف «بالرايات السوداء» وهى أعلام التنظيم الارهابى الدولى الذى افتتح له فرع مؤخراً فى سيناء ويذبح ويقتل جنودنا وأهالينا بدم بارد ويحول أغلى جزء من أرض مصر لمجازر وبحر دم ويسمم حياتنا كل يوم بما يرتكب من جرائم ضد الوطن والدين والانسانية، هذه كانت اعلامه فى ميدان التحرير الجمعة الماضية أما الأعلام الاخرى التى جاءت فى المرتبة الثانية من حيث العدد فهى الأعلام الخضراء للمملكة السعودية بحثت ودققت النظر لأرى علم مصر فلم أجد علماً واحداً فى يد أحدهم وهذا المعنى خطير ومريب ومثير، المعنى أن كل من ذهبوا لميدان التحرير يطالبون بما أسموه الشريعة ونحن غير مختلفين معهم إطلاقاً هم أرادوا أن يفرضوا بالقوة والصوت العالى مفهوم الدولة الدينية الثيوقراطية الإرهابية حسب مفهومهم هم فقط، هم أرادوا أن يطبقوا مفهوم أسامة بن لادن والظواهرى والملا عمر فى افغانستان حيث تكفير العالم و الدخول مع الدنيا فى حرب ضروس من زواية مفهوم «الجهاد» السلفى الذى يفخر الشيخ عشوش وزميله العفنى انهما سينطلقان به من أرض الكنانة للعالم أجمع.. و العشوش و العفنى ينتميان لما يسمى بالجهادية السلفية وهو نفس مفهوم تنظيم مدينة نصر الإرهابى ونفس النسق الفكرى والتنظيرى لكل تنظيمات السلفية الجهادية فى سيناء التى تريد تحويلها لإمارة إسلامية شعارها راية القاعدة السوداء وإذا صح ما نشرته الجهات الأمنية بعد أن قبضت على أحد الشباب المجند بالقاعدة يحمل رسالة من الظواهرى للسلفيين الجهاديين فى مصر يكون الأمر قد اتضح واللعب صار على المكشوف.. ميدان التحرير أصبح سوقاً لعرض بضاعة الإرهاب التى تكتسح الوطن الأن وتضربه فى أعز ما يملك وما يجعل العقل يكاد ينخلع من الرأس أن الشيخين عشوش والعفنى يملآن الدنيا صراخاً بأن مصر الآن كافرة وأن حكم الاخوان المسلمين لها لا يعنى انها مسلمة وأحدهما قد كفر الرئيس مرسى والآخر يحرض الرئيس بأن لا ينتظر الدستور ويعلن ان القرآن هو دستور الأمة ولا تحتاج لدساتير ويقول له اطلبنا لنقول لك كيف تحكم بالشرع، يعنى دعوة صريحة لحكم الملالى والمتحدثين باسم الله.. وهو ما كنا نحذر منه طول الوقت، أما الشيخ يعقوب فقد اخترع وما أكثر اختراعاته مصطلحاً عجيباً أدعو فقهاء الدستور لدراسته ومنحه جائزة عليه وهو أن تكون مادة الشريعة مادة فوق دستورية يعنى بره الدستور لوحدها.. أما الشيخ وجدى غنيم فقد قال وما أكثر ما يهلفط على الذين يرفضون جمعة الشريعة أن يتركوا مصر وأنا لا أعلم من الذى منحك هذه القدرة والجرأة للتحدث باسم مصر.. هل معك صك ملكية أم ورثتها عن الست الوالدة لا مؤاخذة.!! ورغم اختلافى مع بعض مواقف الشيخ محمد حسان وانتقادى له عندما ذهب لسيناء يتحاور مع الارهابيين لكنى احترمته وأكبرته بكلامه عن أقباط مصر وإنجيلهم وإخراج من يؤذيهم أو يتعمد إيذاءهم من ملة الإسلام ورسالته وسيرة رسوله الكريم الذى كان خلقه قرآنا يمشى على الأرض أفلا تعقلون.. فى الختام هل تعلمون أن الكونجرس الأمريكى أصدر قانوناً إبان الحرب الثانية بعقوبة كل من يحمل علماً غير علم أمريكا بالسجن أو الغرامة. أرجو أن يصدر مثل هذا القانون فى مصر ومن يرد حمل علم بلد آخر فليذهب له ويترك لنا وطننا.. عاشت مصر حرة مستقلة آمنة من الارهاب والإرهابيين الجدد!