ولد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفاتبالقاهرة في ال24 من أغسطس عام 1929, وتلقي دراسته الجامعية في جامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة حاليا", وانضم عرفات إلى رابطة الطلبة الفلسطينيين في الجامعة. التي تولى رئاستها بجدارة بين الأعوام 1952- 1956 أثناء دراسته للهندسة المدنية لأربع دورات متتالية، وذلك لحركيته الكبيرة وشخصيته الجذابة وخدمته للطلاب، وقدرته على كسب دعم كافة الأطراف من القوميين والليبراليين وعدد من الإخوان المسلمين. وارتبط الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعلاقات قوية مع الرؤساء المصريين، خاصة وأن القاهرة لطالما كانت الراعي الرئيسي والأوحد للقضية الفلسطينية, فقد كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أول من تبنى حركة "فتح" التي أسسها ياسر عرفات عام 1959, وقدم لها كل دعم ممكن. وارتبط ياسر عرفات بعلاقات متينة مع جمال عبد الناصر، وعندما نشبت الحرب بين التنظيمات الفلسطينية، والجيش الأردني قام عبد الناصر بعقد الوساطات، لحل النزاع بين الطرفين. في هذه الأثناء، ضيق الملك الحسين الخناق العسكري على عرفات، ومنعه من الخروج من الأردن، لكن عرفات استطاع الخروج بمساعدة مصرية وسودانية ، على الرغم من القصف الذي كاد أن يقتل فيه، وظهر فجأة في القاهرة لحضور مؤتمر القمة، الذي عقد عام1970 وسط دهشة واستغراب من الملك حسين، الذي كان حاضرا في تلك القمة, وعندما توفي جمال عبد الناصر حزن عليه عرفات بشدة وكاد يصاب بالاكتئاب. أما علاقة الرئيس الراحل ياسر عرفات بالرئيس الراحل أنور السادات فقد مرت بمراحل عدة بدأت قوية ومتينة، بعد أن رأي عرفات في السادات خليفة لعبد الناصر قائد الحلم العربي, وازدادت العلاقة بين السادات وعرفات قوة بعد نصر أكتوبر المجيد عام 1973 , حيث اعتبر عرفات نصر أكتوبر دعما للقضية الفلسطينية، وصدمة للإسرائيليين، وفي 1974 اعترفت القمة العربية السادسة في الرباط بمنظمة التحرير الفلسطينية التي يترأسها ياسر عرفات "ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني". ولكن سرعان ما بدأ هذا الانتصار يتلاشى مع توجهات الرئيس المصري أنور السادات للتسوية السلمية. وبعد توقيع الرئيس المصري على اتفاقية كامب ديفد ومعاهدة السلام عام 1979 ، خرجت مصر من ساحة المواجهة العسكرية العربية ودخلت المنطقة في اصطفاف إقليمي مؤيد أو مناهض للاتفاقيات، وتشكلت جبهة الصمود والتصدي المناهضة لكامب ديفيد التي كان من أبرز مؤيديها ياسر عرفات الذي صدم من اتفاقية "كامب ديفيد" وكانت له جملة شهيرة يقال إنه رددها بمجرد توقيع الاتفاقية وهي "لقد باعنا السادات". وتميزت علاقة ياسر عرفات بالرئيس السابق مبارك بالمتانة والقوة حيث استلم مبارك ملف التحرير الفلسطيني وقام برعاية كافة اتفاقيات السلام التي جرت بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي, وكانت القاهرة في عصر مبارك الملجأ الأول للمحادثات الفلسطينية الاسرائيلية, وللرئيس عرفات صورة شهيرة يقبل فيها رأس الرئيس السابق ميارك امتنانا لدوره في حل القضية الفلسطينية.