الآباء: العيدية هى فرحة الأولاد الوحيدة ولن نحرمهم منها لا يخلو العيد من مظاهر البهجة والفرحة والتى تتعدد أشكالها بلمة العيلة أو خروجة لإحدى الحدائق العامة أو بالسفر للمصايف وغيرها، لكن تبقى العيدية أهم مشهد ينتظره الجميع فى هذه المناسبة المباركة والتى يحلم بها الأطفال بشكل خاص، فالنقود التى يجمعها الصبية من افراد العيلة ظلت لسنوات طويلة تقليدا راسخا لا يستطيع أحد أن يتنصل أو يتغاضى عنه، خاصةً أنها هدية رمزية بسيطة تسعد الصغار. لكن مع تصاعد وتيرة الإصابة بالوباء العالمى كورونا، وكثرة المخاوف وتزايد التحذيرات، غابت العديد من الطقوس والعادات المجتمعية والتى اشهرها لمة العيلة، ما جعل العديد يتساءلون عن مصير العيدية فى هذا العيد المبارك التى يتلهف عليها ملايين الصغار، خاصةً أن التجمعات محظورة والتقارب الأسرى والزيارات غير مرغوب فيها فى ظل انتشار هذه الجائحة العالمية. خاصةً بعد تأكيد عدد من الأطباء فى الفترة الأخيرة أن الوباء ممكن أن ينتقل عبر النقود المعدنية والورقية، قال الدكتور محمد سالم استشارى التغذية والصحة العامة إنها من الوسائل التى تشكل خطورة بالغة، وتعد مصدرا لنقل العدوى بفيروس كورونا المستجد، خاصة المعدنية منها، فعندما يتم تبادلها من شخص لآخر، ويحملها الشخص المصاب، ثم تنتقل إلى أيدى الشخص السليم فتنقل العدوى، إليه على الفور. فى سياق آخر، أكد بعض الأهالى والآباء أن الوضع فى مصر يختلف قليلاً رغم التحذيرات، أشارت إلى أن هناك طقوسا مجتمعية لا يمكن للأفراد الاستغناء عنها مهما بلغت حدة الأزمات أو الكوارث، والدليل على صحة حديثهم عدم التزام شريحة كبيرة من المواطنين بالتدابير الوقائية التى تم الإعلان عنها من قبل وزارة الصحة حيث لم تختف التجمعات أو الزيارات العائلية أو غيرها من المظاهر الأخرى. واشار «أحمد راشد» (طالب دراسات عليا بأمريكا) إلى أن العيدية من الأشياء البسيطة التى تذكره بعائلته فى غربته وتسعده كثيراً خاصةً أنها تجعله يستحضر أجواء البهجة والسعادة بلمة العيلة والتى تعطى للعيد مذاقه، مشيراً إلى أن هذه القيمة الرمزية لها أثر كبير فى نشر أجواء السعادة خاصةً بين الأطفال. وأوضح أنه تحول منذ سنوات من طفل يتلقى العيدية كباقى صغار العيلة إلى أحد الأفراد الملتزمة بإعطاء الهدايا للصغار، مشيراً إلى أنه حريص للغاية على الوفاء بهذه العادة التى تدخل الفرحة لقلوب الأطفال، لكن نظراً للظروف العصيبة التى يمر بها العالم بعد انتشار الوباء، وعدم استطاعته العودة إلى مصر لوقف حركة المطارات، فإنه سيكتفى بالتواصل مع أفراد أسرته على مواقع التواصل الاجتماعى والهاتف، مع التزامه بوعده للصغار بحقهم فى العيدية وإعطائها لهم فور عودته للبلاد بعد أن تستقر الأوضاع. من جانبه، أكد «محسن توفيق» رب اسرة وموظف أن العيدية أحد أهم المظاهر التى تضفى البهجة العيدية وتسعد الصغار، لذلك لا يمكن لأى حدث مهما كان أن يجعل الأهالى تكف عن إعطاء الهدايا فى هذا اليوم المبارك لأطفالهم. وأشار إلى أنه يحرص منذ بداية شهر رمضان على توفير جزء من مصاريف البيت والاحتفاظ بها فى مكان مناسب، لكى يهديها للصغار فى أول أيام الفطر، لافتاً إلى أنه كل عام كان يأخذ هذه الأموال ويبدلها بنقود جديدة من البنوك، لكن نظراً للظروف الحالية سيكتفى بإعطاء النقود كما هى حالها للصغار إلى أن تتحسن الأوضاع ويعوضهم بأخرى. فى الإطار ذاته، قالت «سميرة محمد» ربة أسرة: إن هذا العام مختلف عن كافة السنوات الماضية، حيث ستختفى كافة الاحتفالات التى كانت تعم كافة المحافظات والشوارع، علاوةً على قلة إخراج الصدقات وتوزيع الحلويات والأموال، بجانب لمة العيلة وتحضير الحلوى والكعك. ولكن إذا استطاع الناس الابتعاد عن هذه المظاهر، لكن لا يمكنهم قطع العيدية عن الصغار، مشيرةً إلى أنه لا تزال بعض العائلات ومنهم عائلتها على تبادل الزيارات رغم التحذيرات، موضحة أن «الله إذا كتب أمرا على عباده لا بد أن يقع عليهم حتى لو اختفوا فى آخر بقاع العالم، فالمكتوب مكتوب لا يمكن الهروب منه». وأكدت أنه رغم أن عددا كبيرا من أفراد أسرتها يمارسون حياتهم بشكل طبيعى، لكن على جانب آخر هناك عدد قليل من عائلتها يفضلون العزلة وعدم التجمع بباقى الأسرة لذلك يتم التواصل معهم هاتفياً، وبخصوص العيدية، أشارت إلى أنها لا تقتصر على الأموال التى يعطيها الآباء والأمهات لصغارهم بل أيضاً كافة الأفراد المنتمية للعائلة سواء كان جدا أو جدة أو أخا كبيرا أو عما أو خالا، وحتى الجيران يحرصون على إعطائها للصغار، حتى لو لم تساعد الظروف على إيصالها للأطفال، فتكون محفوظة لهم إلى أن يتقابلوا مرة أخرى، فهى الوسيلة الوحيدة التى سيسعد بها الأطفال فى ظل هذه الظروف ولو أنهم لن يخرجوا ولن ينفقوها على فسحة العيد كما تعودوا كل عام.