يلتمس المسلمون ليلة القدر في ليالي الوترية أي الفردية من شهر رمضان المبارك، والتي هي خير من ألف شهر عبادة، وذلك تطبيقًا للحديث الشريف حيث قال ليلة القدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، ويستحب فيها أن يدعو المسلم ب "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا". فعن ﻋﺎﺋﺸﺔ رضي الله عنها ﻗالت ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺇﻥ ﻋﻠﻤﺖُ ﺃﻱُّ ﻟﻴﻠﺔٍ ﻟﻴﻠﺔُ اﻟﻘﺪْﺭِ، ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ: "ﻗﻮﻟﻲ: اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻚ ﻋﻔﻮٌّ ﺗﺤﺐ اﻟﻌﻔﻮَ ﻓﺎﻋﻒُ ﻋﻨﻲ"؛ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ رقم: (8025)، وغيره، وصحَّحه غير واحد من أهل العلم رحمهم الله تعالى، وقد رد اﻷلباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة على مَن أعلَّه. شرح الدعاء في تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الدعاء، دون غيره في هذه الليلة المباركة يدل دلالة واضحة على أهميته، فالعفو هو سؤال اللَّه عز وجل التجاوز عن الذنب، وترك العقاب عليه. قال القرطبي رحمه اللَّه تعالى: "العفو، عفو اللَّه عز وجل عن خلقه، وقد يكون بعد العقوبة وقبلها، بخلاف الغفران، فإنه لا يكون معه عقوبة البتة". قوله: "تحب العفو" أي أن اللَّه تعالى يحب أسماءه وصفاته، ويحب من عبيده أن يتعبَّدوه بها، والعمل بمقتضاها وبمضامينها "ويحب اللَّه تعالى العفوَ من عباده بعضهم عن بعض فيما يحب اللَّه العفو فيه". ويعد هذا المطلب في غاية الأهمية، وذلك أن الذنوب إذا تُرِكَ العقاب عليها يأمن العبد من استنزال اللَّه تعالى عليه المكاره والشدائد، حيث إن الذنوب والمعاصي من أعظم الأسباب في إنزال المصائب، وإزالة النعم في الدنيا، أما الآخرة فإن العفو يترتب عليه حسن الجزاء في دخول النعيم المقيم.