تأتى اليوم الذكرى ال38 لتحرير سيناء كاملة وعودتها إلى أرض الوطن، لتعيد إلى الأذهان كيف خاض الأبطال حرب عودة الكرامة، فى البداية اعتبر اللواء دكتور محمد الغبارى بأكاديمية ناصر العسكرية العليا أن يوم 25 أبريل ذكرى تحرير سيناء هو ذكرى غالية وفخر على كل مصرى وجندى حقق الانتصار واستعاد أرضه بالحرب وبالتفاوض حتى آخر شبر من سيناء الحبيبة، ويتذكر سيناء قديمًا عندما كان الدخول إليها من خلال التصاريح وعندما كان يحدث جده أثناء الاستعمار البريطانى من هؤلاء الغرباء يا جدى فيقول الاستعمار الذى كان يختم على يده أثناء ذهابه إلى أى مكان ببورسعيد، وعندما حدث الجلاء كنا سعداء وشعرت من وقتها بكرهى للاستعمار من خلال رواية الأسرة لى عنه، مشيرًا إلى أن سيناء دائمًا مطمع للغزاة على مر التاريخ حتى حدوث نكسة 67 التى لم نحارب فيها، وكنت أشاهد من الجانب الغربى لقناة السويس العدو يعربد بمدن القناه، وعندما سنحت الفرصة للمقاتل الجندى المصرى أثبت أنه خير أجناد الأرض بتحطيم خط بارليف المنيع وكسر الذراع الطولى للعدو الإسرائيلى وتحطيم أسطورة الجيش الذى لا يقهر بفضل الله ثم قيادته عندما أسندت إليه مهمة تحرير الأرض. وأكد أن حرب أكتوبر 73 سوف تظل مرجعًا تاريخيًا للعسكريين والسياسيين لاستخلاص الدروس والخبرات من أحداثها، مشيرًا إلى أن هناك حاجة ملحة لذلك الآن كعامل مساعد على مواجهة المشروع الاستعمارى الغربى. لافتًا إلى أن عقب تخرجه فى الكلية الحربية عمل عند المعدية نمرة 6، موضحًا أن حرب الاستنزاف حققت هجمات متعددة ضد العدو فى سيناء وحتى فى مناطق خارج منطقة الصراع تمامًا مثل عملية تفجير حفار أسرائيلى فى المحيط الأطلنطى، وكان من أهم منجزاتها «معركة راس العش وعملية إيلات» التى تم خلالها الهجوم على ميناء أم الرشراش، حيث تم تلغيم الميناء وقتل عدد من العسكريين وإغراق سفينة إسرائيلية من قبل رجال الضفادع البشرية المصرية بالتعاون مع القوات الأردنية والعراقية ومنظمة التحرير الفلسطينية، بالإضافة إلى بناء حائط الصواريخ لقوات الدفاع الجوى وإسقاط أكثر من ثلث طائرات العدو خلال الحرب حتى صدرت الأوامر للطيارين الإسرائيليين بعدم الاقتراب من القناة قرابة 15 كيلو، إلى استمر الحرب إلى حدوث الثغر ووقف إطلاق النار ومفاوضات الكيلو 101 حتى استعاده كل شبر من سيناء الحبيبة بالفكر الاستراتيجى الجيد للقيادة السياسية والعسكرية. وأوضح أنه للوقوف على تأثير حرب أكتوبر فى الفكر الاستراتيجى عمومًا فكان لابد من عرض الفكر الاستراتيجى الذى بنى عليه التخطيط لحرب أكتوبر، والنتائج التى تحققت نتيجة استخدام وتنفيذ هذا الفكر سواء فى التخطيط والإعداد للحرب، أو فى أثناء القتال والحرب ذاتها، ثم بعد الانتهاء من القتال، ووقف إطلاق النيران، وتوقف القتال نهائيا. وعن خطة الخداع الاستراتيجى قال «الغبارى» إنه وضعت خطة بحيث تسمح بالتفوق على التقدم التكنولوجى والتسليحى الإسرائيلى، عن طريق إخفاء أى علامات للاستعداد للحرب، حتى لا تقوم إسرائيل بضربة استباقية لقواتنا المسلحة فى مرحلة الإعداد للحرب منها استيراد مخزون استراتيجى من القمح استطعنا إحداث ضجة إعلامية، استوردت على أثرها الاحتياطى الاستراتيجى من القمح عن طريق تسريب معلومات بأن أمطار الشتاء أتلفت القمح فى الصوامع، وإخلاء المستشفيات تحسبًا لحالات الطوارئ عن طريق تسريح ضابط طبيب من الخدمة، وتعيينه بمستشفى الدمرداش ليكشف عن اكتشافه تلوث المستشفى بمرض التيتانوس ويجب على الفور إخلاؤه من المرضى لإجراء عمليات التطهير، وفى الصباح نشرت الصحف الخبر معربة عن مخاوفها من أن يكون التلوث قد وصل إلى مستشفيات أخري فصدر قرار من وزير الصحة والسكان بإجراء تفتيشات على بعض المستشفيات وإخلاء البعض الآخر. واستيراد مصادر بديلة للإضاءة، فى أثناء تقييد الإضاءة خلال الغارات قيام أحد المندوبين بالتنسيق مع مهرب قطع غيار سيارات لتهريب صفقة كبيرة من المصابيح مختلفة الأحجام وبمجرد وصول الشحنة، كان رجال حرس الحدود فى الانتظار، واستولوا عليها كاملة، وتم عرضها بالمجمعات الاستهلاكية، والإعلان عن مشروع استراتيجى تعبوى من 22 إلى 25 سبتمبر، وهو مكرر فى خطة التدريب أكثر من مرة سنويًا، وتتم فيه الإجراءات كاملة من تحرك وفتح القوات، وقيامها برفع درجة الاستعداد القصوى للجيش، وإعلان حالة التأهب فى المطارات والقواعد الجوية، مما يضطر إسرائيل لرفع درجة استعداد قواتها، تحسباً لأى هجوم، ثم يعلن بعد ذلك أنه كان مجرد تدريب روتينى، حتى جاء يوم 6 أكتوبر، فظنت المخابرات الإسرائيلية أنه مجرد تدريب آخر. وطالب «الغبارى» بضرورة أن يعرف جيل الشباب كيف تحقق نصر أكتوبر المجيد على الجيش الاسرائيلى الذى لا يقهر، وطالب وزارة التربية والتعليم بضرورة أن يكون لدى الأجيال من مختلف المراحل التعليمية الوعى السياسى والاستراتيجى بأهمية حرب أكتوبر التى تحققت باستشهاد خيرة أبناء الوطن من رجال القوات المسلحة. ووصف نجاحات العملية الشاملة سيناء 2018 وجاء فى البيان الأول شكل أن القوات بجميع فروعها وحرس الحدود والقوات الخاصة والشرطة المدنية وكل الشعب المصرى وعلى المسارح المختلفة للبلاد، لأن العملية تهدف إلى تطهير المناطق التى يتواجد بها عناصر إرهابية، لاقتلاع الإرهاب وجذوره بشمال ووسط سيناء ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوى غرب وادى النيل على كافة الاتجاهات الاستراتيجية بهدف إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية للدولة المصرية وضمان تحقيق الأهداف المخططة لتطهير المناطق التى يتواجد بها بؤر إرهابية وتحصين الشعب من شرور الإرهاب والتطرف بالتوازى مع مجابهة الجرائم الأخرى ذات التأثير على الأمن والاستقرار الداخلى.