"25يناير."كابوس السيسي الذي لا ينتهي .. طروحات عن معادلة للتغيير و إعلان مبادئ "الثوري المصري" يستبق ذكرى الثورة    محافظ القاهرة: معرض مستلزمات الأسرة مستمر لأسبوع للسيطرة على الأسعار    الخارجية القطرية: أمن السعودية ودول الخليج جزء لا يتجزأ من أمن قطر    زيلينسكي يناقش مع ترامب تواجد قوات أمريكية في أوكرانيا    رئيس كوريا الجنوبية يزور الصين من 4 إلى 7 يناير لإجراء محادثات مع الرئيس الصيني    مراكز شباب المنيا تتحول إلى منصات رياضية واستثمارية مستدامة    د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!    المنتجين العرب يعلن دعمه وإشادته بمبادرة الشركة المتحدة للارتقاء بالمحتوى الإعلامي    «قاطعوهم يرحمكم الله».. رئيس تحرير اليوم السابع يدعو لتوسيع مقاطعة «شياطين السوشيال ميديا»    خالد الصاوي: لا يمكن أن أحكم على فيلم الست ولكن ثقتي كبيرة فيهم    مانشستر يونايتد يسقط فى فخ التعادل أمام وولفرهامبتون بالدوري الإنجليزي    نتنياهو يزعم بوجود قضايا لم تنجز بعد في الشرق الأوسط    توغل إسرائيلي وإطلاق نار في "تل الأحمر" بريف القنيطرة السورية (فيديو)    "البوابة نيوز" ينضم لمبادرة الشركة المتحدة لوقف تغطية مناسبات من يطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا والتيك توكرز    أرسنال يكتسح أستون فيلا برباعية ويعزز صدارته للدوري الإنجليزي    المحامى محمد رشوان: هناك بصيص أمل فى قضية رمضان صبحى    مصدر بالزمالك: سداد مستحقات اللاعبين أولوية وليس فتح القيد    نتائج الجولة 19 من الدوري الإنجليزي الممتاز.. تعادلات مثيرة وسقوط مفاجئ    تموين القاهرة: نتبنى مبادرات لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مخفضة    مصرع طفل صدمه قطار أثناء عبور مزلقان العامرية في الفيوم    من موقع الحادث.. هنا عند ترعة المريوطية بدأت الحكاية وانتهت ببطولة    دعم صحفي واسع لمبادرة المتحدة بوقف تغطية مشاهير السوشيال ميديا والتيك توك    التنمية المحلية: تقليص إجراءات طلبات التصالح من 15 إلى 8 خطوات    الأمم المتحدة تحذر من أن أفغانستان ستظل من أكبر الأزمات الإنسانية خلال 2026    قيس سعيّد يمدد حالة الطوارئ في تونس حتى نهاية يناير 2026    طرح البرومو الأول للدراما الكورية "In Our Radiant Season" (فيديو)    رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج    الخميس.. صالون فضاءات أم الدنيا يناقش «دوائر التيه» للشاعر محمد سلامة زهر    لهذا السبب... إلهام الفضالة تتصدر تريند جوجل    ظهور نادر يحسم الشائعات... دي كابريو وفيتوريا في مشهد حب علني بلوس أنجلوس    قرارات حاسمة من تعليم الجيزة لضبط امتحانات الفصل الدراسي الأول    بسبب الفكة، هل يتم زيادة أسعار تذاكر المترو؟ رئيس الهيئة يجيب (فيديو)    رسميًا.. مصر تواجه بنين في ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية    د هاني أبو العلا يكتب: .. وهل المرجو من البعثات العلمية هو تعلم التوقيع بالانجليزية    غدًا.. محاكمة 3 طالبات في الاعتداء على الطالبة كارما داخل مدرسة    حلويات منزلية بسيطة بدون مجهود تناسب احتفالات رأس السنة    أمين البحوث الإسلامية يلتقي نائب محافظ المنوفية لبحث تعزيز التعاون الدعوي والمجتمعي    الحالة «ج» للتأمين توفيق: تواجد ميدانى للقيادات ومتابعة تنفيذ الخطط الأمنية    ملامح الثورة الصحية فى 2026    هل تبطل الصلاة بسبب خطأ فى تشكيل القرآن؟ الشيخ عويضة عثمان يجيب    هل يجب خلع الساعة والخاتم أثناء الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    جامعة عين شمس تستضيف لجنة منبثقة من قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات    خالد الجندى: القبر محطة من محطات ما بعد الحياة الدنيا    خالد الجندي: القبر مرحلة في الطريق لا نهاية الرحلة    كشف ملابسات مشاجرة بالجيزة وضبط طرفيها    رئيس جامعة قناة السويس يهنئ السيسي بالعام الميلادي الجديد    حقيقة تبكير صرف معاشات يناير 2026 بسبب إجازة البنوك    الأهلي يواجه المقاولون العرب.. معركة حاسمة في كأس عاصمة مصر    السيطرة على انفجار خط المياه بطريق النصر بمدينة الشهداء فى المنوفية    رئيس جامعة العريش يتابع سير امتحانات الفصل الدراسي الأول بمختلف الكليات    الصحة: تقديم 22.8 مليون خدمة طبية بالشرقية وإقامة وتطوير المنشآت بأكثر من ملياري جنيه خلال 2025    الزراعة: تحصين 1.35 مليون طائر خلال نوفمبر.. ورفع جاهزية القطعان مع بداية الشتاء    معهد الأورام يستقبل وفدا من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لدعم المرضى    تراجع معظم مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات الثلاثاء    بنك مصر يخفض أسعار الفائدة على عدد من شهاداته الادخارية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    نسور قرطاج أمام اختبار لا يقبل الخطأ.. تفاصيل مواجهة تونس وتنزانيا الحاسمة في كأس أمم إفريقيا 2025    طقس اليوم: مائل للدفء نهارا شديد البرودة ليلا.. والصغرى بالقاهرة 12    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غداً.. الكنيسة تعلن أول "بطريرك" في زمن "الإخوان"
نشر في الوفد يوم 03 - 11 - 2012

نحو الكاتدرائية المرقسية بالعباسية تتجه قلوب الأقباط صباح اليوم الأحد ،يولون وجوههم شطر صندوق زجاجي يتضمن ورقات ثلاثاً بأسماء «مرشحي القرعة الهيكلية»– الأنبا رافائيل الحائز على أعلى الأصوات،
ونظيره الأنبا تاوضروس صاحب المركز الثاني، وثالثهم القمص روفائيل أفامينا مرشح الصحراء.. وكلما مرت ساعة من ساعات القداس الذي يبدأ في الثامنة صباحا برئاسة الأنبا باخوميوس تنفس الأقباط الصعداء أملا في الوصول إلى لحظة الحسم ،»البطريرك» بين إصبعين من أصابع طفل «القرعة» الذي سيختاره القائمقام من بين اثنى عشر طفلا يصعدون معا إلى «المذبح» ويضع «باخوميوس» يده على أحدهم من فوق ملاءة بيضاء ،ثم يمضي ناحية صندوق «الورقات الثلاث»لسحب أحدهم، معلنا نهاية «الانتقال الكنسي».
يشهد رؤساء الكنائس في مصر الحلقة الأخيرة من مسلسل «الانتخابات البابوية» الممتد على مدار سبعة أشهر مرت بما لها وما عليها على الكنيسة المرقسية ،البابا القادم سيتلقى نبأ فوزه هاتفيا في محل اعتكافه ،والمرشحون الثلاثة «الأنبا رافائيل، والأنبا تاوضروس، والقمص روفائيل أفامينا» معتكفون بأديرة «البراموس» و«الأنبا بيشوي» و«مارمينا» .
ستجرى القرعة الهيكلية بين المرشحين الثلاثة في أجواء روحانية – بحسب المعتقد المسيحي- إنهم يرونها اختياراً إلهياً –للكرسي البابوي، والأجواء روحانية الطابع بالكنيسة القبطية لم تغن عن تنبؤات تناثرت أنباؤها في محيط الأسر القبطية وعلى صفحات موقع التواصل الاجتماعي حول «حسم» مرشح بعينه للمنصب البابوي، لكل مرشح من «الثلاثة» محبوه ومريدوه، والقرعة لا تعترف بعاطفة الأقباط ولا أهوائهم، ولا شيء يعلو فوق الطقس الكنسي.
نذر المرشحون الثلاثة «صوما» عن التصريحات الإعلامية لحين إعلان نتيجة القرعة، ولاحت في الأفق رؤى «الرهبان» وتنبؤات القديسين حول خليفة «البابا شنودة».
وحسبما جاءت تصريحات أحد رهبان دير مارمينا الذي ينتمي إليه القمص روفائيل فإن نبوءة ل «البابا كيرلس السادس» -مرجعية أفامينا - ل «تلميذه» الحائز على المركز الثالث في نسبة الأصوات ،بشرت بوصوله للكرسي البابوي في القرعة الهيكلية المزمع إجراؤها اليوم الأحد.
«أفامينا» أسرها في نفسه ولم يبدها لأحد خشية تفسيرها على أنها مغازلة صريحة لأصوات الناخبين، الراهب لا يريد خروجا علي تعاليم الرهبنة الرافضة للسعي إلى منصب أيا كان ،واكتفى بعبارته الشهيرة التي اختصنا بها إبان زيارة ل «الدير» إذا وصلت ل «الكرسي المرقسي» سأضع الأمر بين يدي الله، وأنفذ ما يريد.
رؤيا «الخلافة» ربما ليست أضغاث أحلام محب ل «الراهب الزاهد» -كما يلقبونه- بقدر ما هي رغبة جارفة لدى الأقباط في وصول راهب روحاني يعيد مدرسة «البابا كيرلس السادس مرة أخرى إلى أرجاء الكنيسة الأرثوذكسية التي دخلت رغما عنها منعطفا سياسيا أفقدها في ناظر جبهة العلمانيين الأقباط كثيرا من دورها الروحي.
عطفا على رؤيا «راهب دير مارمينا» ،جاءت نظيرتها ل «أحد رهبان دير البحر الأحمر» تقول بأن البابا القادم سيكون من صحراء مريوط –تلك المنطقة التي يقع فيها دير مارمينا - وسيلقب باسم البابا كيرلس السابع.. تلك هي الرؤى وما نحن بتفسير الأحلام بعالمين، ولا القرعة الهيكلية تعترف بنبوءة حتى وإن كانت للبابا كيرلس.
بذات القدر من المحبة يحظى الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة- ودلالتها أظهرتها صناديق الاقتراع التي بوأته المركز الأول في نسبة الأصوات ،لكن القرعة الهيكلية في عهدين سابقين لم تسعف صاحب المركز الأول في الوصول إلى المقعد البابوي.
نبوءة الأنبا رافائيل الذي اعتذر شفهيا عن الاستمرار في الانتخابات البابوية قبيل إعلان القائمة النهائية ،ليست لراهب أو قديس باعتلاء الكرسي المرقسي ،وإنما محض توقع بحسابات الفلك يتماشى مع رفض لجنة الترشيحات لاعتذاره في اللحظة الأخيرة ،وشعبيته المتزايدة لدى شباب الأقباط ،تقول نبوءة الفلك إن «أسقف كنائس وسط القاهرة - تلميذ الأنبا موسى- الأنبا رافائيل سيتقلد منصبا هاما رفيعا انطلاقا من تفسيرات الأبراج التي قد تصيب أحيانا».
«رافائيل» الهادئ الواثق كرر دون ملل رفضه للوصول إلى «عرش الكنيسة» ،باعتبار عبء المنصب الذي يعرفه ويقدره،لكنها إذا جاءت فإن «الابتكار» وسيلته لتحقيق رسالة الكنيسة.
بعيدا عن التنبؤات والرؤى يقع الأنبا تاوضروس –أسقف البحيرة – وهو الذي لم يكن حتى إعلان القائمة النهائية للمرشحين موضع حسابات الأقباط في الوصول للمنصب البابوي.
«تاوضروس» الذي حظي بتصويت قطاع من أقباط المهجر ،نظير صفات الحزم والحسم، ربما تدفعه أقدار جاءت بالبابا شنودة الثالث إلى الكرسي المرقسي رغم حصوله على المركز الثاني بين المرشحين وهو ذات المركز الذي حصل عليه «أسقف البحيرة».
قليلة كانت تصريحات «تاوضروس» للإعلام لم تتكشف جوانب شخصيته بالشكل الكامل إلا من خلال بعد كنسي يتلخص في «إعداد جيد» للخدام لبناء نهضة الكنيسة.
أفاضت التحليلات عبر إعلان نتائج الانتخابات البابوية في تناول شخصيات المرشحين ،وتساءل البعض أيهم يأتي إلى عرش الكنيسة بخطة هادفة ومشروع نهضة كنسية؟ – «بينما تلاشت التساؤلات أمام تصريحات كمال زاخر منسق جبهة العلمانيين الأقباط التي قال فيها» لا يعنينا الآن من سيأتي إلى الكرسي المرقسي، لافتا إلى أن الثلاثة محل تقدير لدى جموع الأقباط ،وإنما الأهم هو قدرة البابا على التعامل مع الملفات التي تنتظره».
القادم من المرشحين الثلاثة للقرعة الهيكلية سيكون أول بطريرك في «زمن الإخوان» ،سيحتاج حتما إلى استراتيجية جديدة قد تنبثق عن المجمع المقدس في أول اجتماعاته بعد تجليسه في 18نوفمبر المقبل ،حول كيفية إدارة المرحلة القادمة مع صعود تيار الإسلام السياسي بالشكل الذي يضمن استقرار الكنيسة من ناحية ،وهدوء الشارع القبطي من ناحية أخرى.
يشترك المرشحون الثلاثة في تبني آلية»التفاهم» في التعامل مع الدولة إزاء ملفات حاضرة قابلة للاشتعال أبرزها أحداث الفتنة الناجمة عن قضية «أسلمة الفتيات» ،الصدام تخوف بعيد الفكرة بين الكنيسة والدولة في الفترة المقبلة في حال صعود أحد الثلاثة للكرسي البابوي.
مع انتهاء القرعة الهيكلية سيرتبط اسم البطريرك الجديد باسم «الطفل» الذي وضعه على الكرسي المرقسي مثلما فعل بأسلافه من قبل ،ارتبط البابا كيرلس السادس باسم الطفل رفيق سامي ،والبابا شنودة بالمهندس أيمن منير ،وينتظر الأقباط الآن «بطريرك» جديدا ،وطفلا يخلد اسمه كلما ذكر البابا ال 118.
14يوماً أخيرة للأنبا «باخوميوس» في المقر البابوي
القائمقام يرأس اجتماع المجمع المقدس 8 نوفمبر.. و«البابا الجديد» يبدأ تشكيل «السكرتارية» قبل تجليسه
حسم منصب «سكرتير المجمع» في أول اجتماعاته.. وأولي زياراته ل «الإسكندرية»
سأقول للبابا القادم «فرحنا باختيارك ،وننتظر منك حباً وعطاء للكنيسة» تلك العبارة هي آخر ما يصدر عن الأنبا باخوميوس قائقمام البطريرك قبل مغادرته للمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية عائدا إلى مطرانيته بالبحيرة.
أنهى الأنبا باخوميوس مهمته في إدارة الفترة الانتقالية الكنسية، ربما تعثر في على مدار سبعة أشهر في بعض القرارات لكن مجمل نتائج المرحلة صبت في مصلحة الرجل ،وحده يعرف كواليس ما جرى في لجان الإشراف علي الانتخابات البابوية ،وسيرحل «الأنبا باخوميوس» وفي صدره أسرار ما أحزنه بالمقر البابوي بحسب رسالة نقلها كمال زاخر منسق جبهة العلمانيين الأقباط قال فيها «رأيت بالمقر البابوي ما أحزنني».
بعد الإعلان عن اسم البطريرك ال118 للكنيسة، يتبقى ل «الأنبا باخوميوس» 14 يوما بالمقر البابوي يسير فيها أمور الكنيسة لحين موعد التجليس الرسمي في 18نوفمبر، خلال تلك الفترة يرأس القائمقام اجتماعا للمجمع المقدس في 8 نوفمبر الجاري ،ربما لوضع استراتيجية مبدئية للمرحلة المقبلة في ظل صعود البطريرك الجديد،وتجاوز الفترة الماضية بما لها وما عليها وإحداث توافق بين أساقفة المجمع حول أولويات الكنيسة مع البابا حديث العهد بالتعامل مع الدولة ومؤسساتها.
«باخوميوس» سيسأل البابا القادم بعد إعلان النتيجة عن طاقم السكرتارية الذي يريده للعمل معه ،أو على الأقل من يتسلم منه مهام العمل بالمقر البابوي قبيل رحيله إلى مطرانيته، ويتلقى ربما في اليوم الثاني أو الثالث من إعلان النتيجة تكليفات حول تغيير شكل المكتب البابوي ،وتسليم مفاتيح مكتب البابا شنودة للبابا الجديد الذي سيضع يديه على أوراق ومذكرات البابا الراحل.
و«البابا القادم» إذا جاء أسقفا من بين الأسقفين «الأنبا رافائيل ،الأنبا تاوضروس» فإنه سيرأس اجتماع المجمع المقدس قبل حفل التجليس ،بينما إذا صعد القمص روفائيل أفامينا فإنه لن يحضر اجتماع المجمع باعتباره ليس عضوا لحين رسامته أسقفا للإسكندرية.
أول قرارات البابا القادم داخل الكنيسة ترشيح أسقف لمنصب «سكرتارية المجمع المقدس» الذي يشغله حاليا «الأنبا بيشوي» أبرز المستبعدين من القائمة النهائية للانتخابات البابوية ،بحسب اللائحة فإن أول اجتماع للمجمع عقب تجليس البابا الجديد ستجرى انتخابات داخلية حول المنصب الأهم بعد «البطريرك» ،عندئذ ستتغير مراكز القوى داخل المقر البابوي ،وللمرشحين الثلاثة للقرعة الهيكلية رؤى مسبقة حول أولوية «سكرتارية المجمع».
توجهات ثلاثة – بعدد المرشحين للقرعة الهيكلية – لحسم «سكرتير المجمع المقدس» وإعادة ترتيب البيت الكنسي من الداخل بما يتماشى مع طبيعة المرحلة ،الأول –في حال فوز الأنبا رافائيل – فإن المنصب يقترب من الأنبا موسى أسقف الشباب، انطلاقا من علاقة الأستاذية والانتماء الفكري التي يبديها «رافائيل» ناحية الأسقف المحبوب، بينما في حال فوز «تاوضروس» فإن الأنبا باخوميوس يقترب من المنصب –رغم إعلن رفضه لتولي أي مناصب قيادية بالكنيسة خلال الفترة القادمة استنادا إلى أن خدمة الكنيسة لا ترتبط بالمناصب.
بينما في حالة القمص روفائيل أفامينا –فإن الأمور لن تتغير كثيرا، ربما تؤول سكرتارية المجمع المقدس ل «الأنبا آرميا» أحد أهم ركائز القوى في المقر البابوي
وستهدأ الأوضاع داخل البيت الكنسي ويلتئم الصراع الذي بدت مظاهره إبان مرحلة القائمة الأولية للانتخابات البابوية ،وسيحظى البابا القادم بقبول لافت أملاً في تهيئة الأجواء لعمل كنسي مؤسسي تعود من خلاله الهيئات المعطلة كالمجلس الملي لممارسة مهامها.
أولي زيارات البابا ال 118 ستكون للإسكندرية –حسبما قال الأنبا إبرام عضو لجنة الترشيحات -،سيذهب البابا لزيارة جسد مارمرقس لنيل بركته ،وعلى هامش زيارته سيلتقي كهنة الإسكندرية ،تلك الجبهة التي أعلنت عن نفسها أثناء الانتخابات البابوية رافضة ترشح أساقفة الإبرشيات للبابوية ،باعتبار أن اختيار البابا «أسقف الإسكندرية» حق أصيل لها.
«باخوميوس» سيذكره الأقباط كلما لاحت في أفق العمل الكنسي بادرة أمل على يد البابا القادم، و«البطريرك» سيحسم أمره ويرسم ملامح خريطته إبان اختيار طاقم سكرتارية و«سكرتير» للمجمع المقدس، وبين الفترتين ستبقى الملفات العالقة التي لخصها الأنبا موسى أسقف الشباب في «ملف الأحوال الشخصية، الأساقفة المبعدين ،كنائس المهجر ،تعديل اللائحة» شاهدا على أداء البابا الذي يعلق عليه الأقباط آمالا عريضة في استكمال ما انتهى إليه البابا شنودة.
رسالة العلمانيين للبابا القادم: انتقل بالكنيسة من «الشخص» إلى «المؤسسة»
يرفضون «القرعة الهيكلية».. ويعلنون «تقبل نتائجها»
فور إعلان النتيجة النهائية للانتخابات البابوية بصعود المرشحين الثلاثة «الأنبا رافائيل، الأنبا تاوضروس، القمص روفائيل أفامينا» للقرعة الهيكلية، بادرت جبهة العلمانيين الأقباط إلي بإعلان ترحيبها بعمل لجنة الانتخابات بقيادة الأنبا باخوميوس.
و«العلمانيون» لا يعترفون بالقرعة الهيكلية ويطالبون إزاء الإصرار على إجرائها بوضع ورقة رابعة في إشارة إلى إمكانية رفض السماء للمرشحين الثلاثة للقرعة الهيكلية، وفي أيديولوجيتهم تبدو القرعة «عادة يهودية» تبعد تماما عن القانون الكنسي، لكن شيئا من التدريج في الوصول إلى لائحة انتخاب جديدة خلال عام من تولي البابا الجديد دفعت الجبهة إلى مؤازرة الكنيسة في موقفها الحالي.
«لايهمنا من سيأتي إلى المقعد البابوي من المرشحين الثلاثة» كان هذا رد فعل كمال زاخر منسق جبهة العلمانيين الأقباط، مشيرا إلى أن الأهم هو تخلص الكنيسة من مرشحين للكرسي المرقسي - ضمن القائمة الأولية- يبشرون بصدام مع أجهزة الدولة والطوائف المسيحية الأخرى .
زاخر الذي تجري تحليلات المشهد الكنسي على لسانه ممهورة بالجدية والحيادية في الوقت ذاته، قال ان الجبهة في اليوم التالي لنتيجة «البابوية» قدمت ملفا شاملا للمرشحين الثلاثة للإطلاع عليه، الملف الذي يقع تحت عنوان «الانتقال من الشخص إلى المؤسسة» يتضمن أبرز أولويات المرحلة المقبلة في العمل الكنسي، ويتضمن بين ثناياه قضايا «إعادة هيكلة مؤسسات الكنيسة، وقضايا التعليم والرهبنة، والإدارة والأحوال الشخصية، إلى جانب مشاركة المدنيين في ادارة الكنيسة عبر مجلسها الملي».
أبرز ما في جبهة العلمانيين الأقباط على طريق «الإصلاح الكنسي» أنها ليست متأثرة برد الفعل «البابوي» في حال تجاهل مقترحاتها، وإنما يبقي استمرارها في أطروحات الإصلاح علامة فارقة على صدق نواياها تجاه المؤسسة الكنسية على عكس ما يروج البعض.
حسبما يرى منسق جبهة العلمانيين الأقباط فإن البابا القادم قادر على تجاوز المرحلة وإعادة ترتيب الأوضاع داخل الكنيسة، وإعادتها لدورها الروحي، مستندا إلى أحاديث المرشحين الثلاثة عقب إعلان القائمة النهائية .
زاخر الذي قدم مقترحا للبابا شنودة بتعديل اللائحة دون جدوى، أعرب عن أمله في تولي الأنبا باخوميوس منصب سكرتير المجمع المقدس، حرصا على الاستفادة من خبراته الإدارية التي ظهرت على الأداء الكنسي خلال 6 أشهر هي عمر مرحلة الانتقال الكنسي.
العلمانيون سيقدمون مشروع لائحة انتخاب البطريرك للبابا القادم، للاسترشاد بها عند تعديل اللائحة الذي تعهد به «ثلاثي القرعة الهيكلية» في حال وصول أحدهم للكرسي المرقسي، والجبهة حسبما أكد زاخر ستشهد تواصلا ملحوظا خلال الفترة المقبلة مع المقر البابوي بحزمة إصلاحات تفصيلية يتضمنها مشروع الانتقال من الشخص إلى المؤسسة، والمطلب الأهم من البطريرك ال 118 هو اختيار طاقم سكرتارية معاون، وليس حاكما –على حد قول منسق الجبهة - لإعطاء فرصة للتواصل بين المقر البابوي وكافة الأطراف في مسيرة جديدة للكنيسة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.