حذر الدكتور مجدى بدران، استشارى الأمراض المعدية، عضو المنظمة العالمية للحساسية والجمعية المصرية للحساسية والمناعة من التهاون فى الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا، مؤكداً أن الأسبوعين الماضى والحالى هما الأخطر فى معدلات انتشار المرض. وأكد «بدران» فى حواره ل«الوفد» أن فيروس كورونا الذى يضرب أوروبا وأمريكا وإيران أكثر شراسة من مثيله الذى ظهر فى مصر والمنطقة العربية، محذراً من الإفراط فى تناول المضادات الحيوية، مشيراً إلى أنها بلا جدوى فى مواجهة الأمراض الفيروسية ومنها كورونا. الفيروس المنتشر فى أوروبا وأمريكا وإيران أكثر شراسة من الموجود فى مصر والمنطقة العربية الأطفال والشباب غير محصنين من «كوفيد 19» ولكنهم أقل عرضة للإصابة بمضاعفاته الإنفلونزا العادية تقتل 500 ألف شخص سنوياً.. والمرض لا يعود للمتعافين منه إلا نادراً النوم 8 ساعات والبعد عن التوتر والتغذية الجيدة تزيد المناعة فى بداية الحوار سألته عن الفرق بين كورونا والإنفلونزا؟ الإنفلونزا مرض يصيب الجهاز التنفسى، وهو من أكثر الأمراض المعدية شيوعاً، ويصيب 5% و15% من البشر سنوياً، ويتسبب فى 500 ألف وفاة سنوياً، والإنفلونزا مرض موسمى شديد العدوى فى فصل الشتاء خصوصًا فى شهري يناير وفبراير، ومعظم المرضى يتعافون فى غضون أسبوع دون الحاجة إلى عناية طبية، ومن الممكن أن تسبب الالتهاب الرئوى والتهاب الشعب الهوائية. أما عن الفيروس التاجى، «كورونا أو كوفيد 19»، فظهر لأول مرة فى مدينة ووهان بمقاطعة هوبى بشرق وسط الصين يوم 13 ديسمبر من العام الماضى، وبعدها تسبب فى انتشار حالات التهاب رئوى بين عدد كبير فى الصين، ثم انتقل إلى 124 دولة فى العالم. ولماذا سُمى «كورونا» بهذا الاسم؟ الفيروس محاط بهالة تشبه الإكليل، مزودة ببروزات سطحية، تجعله يظهر كقرص الشمس تحت الميكروسكوب الإلكترونى ولهذا أطلق عليه «كورونا»، وهو مثل أمراض كنزلات البرد الشائعة، أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، أو متلازمة الجهاز التنفسى الحاد الجديد، كما أن هناك سبعة فيروسات كورونا فى العالم، وتم تحديدها لأول مرة فى منتصف الستينات. هل الاستخدام العشوائى للمضادات الحيوية يسبب ظهور أجيال جديدة من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية؟ نعم، حيث 78% من المرضى المصابين بالبرد فى نيوزيلندا، صُرف لهم مضادات حيوية مع أنها ليس لها أى فائدة، كما أظهر مسح فى 12 بلداً وهى: «بربادوس – الصين – مصر – الهند – إندونيسيا – المكسيك – نيجيريا – روسيا – صربيا – جنوب أفريقيا – السودان – فيتنام» على 10 آلاف شخص حول استخدام المضاد الحيوى، فأظهرت النسبة أن 64% يستخدمونه بالرغم من شفائهم من الأمراض التى كانوا يعانون منها، والنسبة الأخرى 32% يتوقفون عن استخدامه عندما يشعرون بتحسن بدلاً من استكمال العلاج. وعموماً الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية، خطر جداً على البشر والحيوانات أيضاً حيث يسبب مقاومة المضادات الحيوية، كما أصبح 60% من العدوى داخل المستشفيات، نتيجة لهذه البكتيريا المستأسدة التى ربما تقاوم ثلاثين نوعاً مختلفاً من أقوى المضادات الحيوية. وهناك اعتقاد خاطئ فى المجتمعات، بأن المضادات الحيوية سوف تعالج الالتهابات، ولكنها فى الحقيقة لا تفعل ذلك، إلا فى بعض الالتهابات الناشئة عن بكتيريا مستجيبة وليست عاصية أو مستأسدة، وكذلك ليس لها أى أثر على الأمراض الفيروسية أو الفطرية أو الطفيليات غالباً، حيث أدت المضادات الحيوية إلى ظهور سلالات جديدة عديدة، أصبحت تعيش داخل الإنسان، الذى جعلت منه حاملاً لها رغماً عنه، ويؤدى ذلك إلى انتشارها فى المجتمع، خاصة المخالطين لهذا الإنسان الحامل لها. ما أعراض الإصابة بفيروس كورونا وطرق العدوى؟ شملت الأعراض المبلغ عنها، الحمى فى 90٪ من الحالات، التعب والسعال الجاف وظهر فى 80٪، من الحالات المصابة وضيق التنفس فى 20٪، صعوبة التنفس، وفى الحالات الأكثر شدة، يمكن أن تسبب العدوى الالتهاب الرئوى، والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، والفشل الكلوى، وحتى الموت. أما عن طرق العدوى، فتأتى عن طريق الرذاذ الذى تتناثر من أنف أو فم المصاب عندما يسعل يعطس، أو عبر الاتصال المباشر مع شخص أثناء العدوى أو خلال 24 ساعة قبل ظهور الأعراض، أو من خلال ملامسة أسطح (مثل مقابض الأبواب أو الطاولات) الملوثة من السعال أو العطس من شخص مصاب. ما العوامل التى ساعدت فى انتشاره؟ هناك عوامل رئيسية وراء انتشاره الكبير منها زيادة عدد سكان الكوكب، فتعداد سكان الأرض حوالى 7,5 مليار إنسان، والعالم أصبح قرية صغيرة، ما سهل انتشار الفيروسات بسرعة أكبر وفى دقائق، وأيضاً رحلات السفر والتنقلات بين أرجاء المعمورة زاد من انتشار الفيروسات حول الأرض. وتتسبب بعض العادات فى انتشار العدوى بالفيروسات، مثل عادات السلامات بالأيدى والقبلات والأحضان فى المناسبات الاجتماعية، وأيضاً بعض الأنماط الغذائية أحدثت نفس التأثير ومنها تناول لحوم الحيوانات البرية، وبذلك يتم تبادل وتوزيع الفيروسات بسهولة، وبجرعات تصل للملايين على المواطنين بسرعات فائقة. هل تنتقل الفيروسات من الحيوانات إلى البشر؟ توجد بعض الفيروسات فى الحيوانات، ولكنها نادراً ما تنتقل إلى البشر، كما أن تغير المناخ والطقس دفع بعض الحيوانات التى تحمل فيروسات وديعة لا تضرها إلى الهجرة لمناطق مختلفة، ومنها انتقلت إلى البشر، وأنعش تغير المناخ بعض الفيروسات، وجعلها تنتشر لمسافات أبعد، وفى مساحات أوسع، ولأوقات أطول. هل كورونا أنواع.. بمعنى هل هناك فيروس شرس وآخر ضعيف؟ نعم، هناك نوعان من الفيروس، «شرس» وهو المنتشر حالياً فى أوروبا وأمريكا وإيران، وهناك الأقل شراسة، وهو المنتشر فى باقى دول العالم. ما العوامل التى تتحكم فى حجم الوباء الذى يسببه الفيروس؟ قوة الفيروس، والجرعة المعدية من الفيروس، ومناعة الإنسان ضد الفيروس، الأمراض المزمنة فى الإنسان، والعوامل البيئية مثل تغير المناخ والتلوث خاصة تلوث الهواء وتدخين التبغ، وجنس المصاب، الفئة العمرية. لماذا الجهاز التنفسى هو الضحية الأولى لفيروس كورونا؟ الفيروس يستهدف مستقبلات خاصة، توجد على خلايا الجهاز التنفسى. كم من الوقت يعيش الفيروس فى جسم الإنسان؟ من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. هل يمكن للمريض أن ينقل العدوى دون ظهور أعراض المرض عليه؟ نعم. كيف يمكن تقوية جهاز المناعة؟ يبدأ من النوم 8 ساعات ليلاً، والتغذية الجيدة، البعد عن التوتر، ممارسة الرياضة، علاج نقص المناعة والأمراض المزمنة. هل ارتداء الكمامات وغيرها مفيد فى منع نقل العدوى؟ نعم، خصوصًا لمن يتعامل مع المرضى أو المشتبه فيهم، وصُمّمت الكمامات للاستعمال مرة واحدة فقط، وبعد الانتهاء من استعمالها، ينبغى إزالتها بعدم لمس مقدمة القناع، وسحب الأشرطة المرنة أو الأربطة من الخلف مثلاً ورميها فوراً فى سلة للنفايات المعدية ذات غطاء، ثم تطبيق تدابير نظافة اليدين. هل يحمى الكلور من الإصابة؟ يستخدم لتنظيف البيئة فى مرافق الرعاية الصحية أو المنازل، التى يوجد فيها المرضى الذين يُشتبه فى إصابتهم بعدوى فيروس كورونا المستجد، أو الذين تأكّدت إصابتهم بها، وينبغى أن تُستخدم المطهرات الفعالة كالكحول الإيثيلى تركيز70٪، وهيبوكلوريت الصوديوم بنسبة 0.5% لتطهير الأسطح. ما السبب فى زيادة انتشاره فى الغرب عن المنطقة العربية؟ ارتفاع نسب المسنين، ارتفاع معدلات التدخين، تأخر القيام بالإجراءات الاحترازية، واستهانة الجماهير والحكومات بالفيروس. ما الآثار الدائمة التى تلازم المريض إذا تعافى من المرض؟ لا يعرف حتى الآن، لأن الفيروس جديد. هل يعود المرض مرة أخرى بعد الشفاء منه؟ نادراً. هل ينقل المصاب بعد شفائه من المرض العدوى بسبب خروجه بعد 14 يوماً من الحجر الصحى، خصوصًا أنه يقال إن فترة مكوث المرض فى جسم الإنسان هى 37 يوماً؟ ممكن، حيث يُفضل العزل أسبوعين إضافيين بعد التعافى. هل الشباب محصنون ضد خطر الإصابة أم يصيب الفئات كافة؟ الفيروس يصيب الفئات كافة، حتى الأطفال ولكنهم أقل عرضة للإصابة بالمضاعفات أو المرض الشديد أو الخطير. هل تتوقع زيادة أعداد المصابين؟ نعم، خصوصًا فى أوروبا وأمريكا. رغم الحجر الصحى والإجراءات المتخذة، لماذا لا تزال الأعداد فى تزايد مستمر؟ تأخر الاستعداد والتصرف من الحكومات الغربية، ونقص الإمدادات الطبية، والقلة الاستيعابية للمستشفيات. برغم التقدم العلمى، لماذا لا يوجد لقاح للفيروس؟ الفيروس جديد، والتطعيم يحتاج مراحل منهجية عدة لإنتاج تطعيم فعال، آمن، بكميات مناسبة، فى توقيت ملائم. متى فى تقديرك سيتم تطوير لقاح للفيروس؟ خلال 18 شهراً. ما السيناريوهات المتوقعة فى الفترة المقبلة لفيروس كورونا؟ نتمنى انحسار الفيروس لو تم تنفيذ استراتيجية الابتعاد الاجتماعى، كما أن الأسبوعين الماضى والحالى هما الأخطر، لأنهما بما حدث فى الدول المنكوبة بالفيروس، كانا يرتبطان باندلاع وتيرة العدوى، ومن الممكن إجهاض ذلك بتنفيذ الإجراءات الاحترازية بصرامة، والتزام الجماهير بتعليمات الوقاية بدقة. ولوقف انتشار الفيروس التاجى، يجب البقاء فى المنزل، وتجنب الازدحام، وزيادة المسافات الآمنة بين الآخرين، وإغلاق المدارس والمطاعم والمحلات التجارية ودور السينما، والعمل من المنزل، تعطيل وسائل النقل العام، رعاية المريض فى غرفة واحدة إن أمكن، إبقاء باب غرفة المريض مغلقاً، وإذا أمكن، افتح النافذة. بعد انتشار الفزع والهلع، ما رسالتك للعالم؟ العودة للأنماط الحياتية السليمة، كالنوم مبكراً والابتعاد عن التدخين، العودة للطعام المنزلى، وحماية البيئة والحد من تأثيرات التغيرات المناخية.